صبّ ديديه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، جام غضبه على لاعبيه وجهاز التحكيم، عقب التعادل المثير أمام أيسلندا بنتيجة 2-2، في المباراة التي أقيمت مساء الاثنين ضمن منافسات الجولة الرابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، المقرر تنظيمه في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
تعادل بطعم الخسارة
دخل المنتخب الفرنسي اللقاء وهو يطمح لتحقيق انتصاره الرابع على التوالي لمواصلة انطلاقته المثالية، لكنه اصطدم بمفاجأة غير سارة، بعدما فرّط في تقدمه 2-1 ليكتفي بنقطة وحيدة، أنهت سلسلة انتصاراته الثلاثة السابقة.
وتقدمت أيسلندا بهدف مبكر عن طريق فيكتور بالسون على عكس سير اللعب، قبل أن يردّ الديوك بثنائية سريعة عبر كريستوفر نكونكو وجان فيليب ماتيتا في الشوط الثاني.
إلا أن كريستيان هلينسون أعاد أصحاب الأرض إلى المباراة بهدف التعادل، ليحرم فرنسا من تحقيق العلامة الكاملة في التصفيات.
انتقادات قاسية من ديشامب
وفي تصريحات لقناة «TF1» الفرنسية، عبّر ديشامب عن استيائه من أداء لاعبيه قائلاً: «سيطرنا على المباراة بشكل كامل، ومع ذلك سجلت أيسلندا هدفين من تسديدتين فقط على المرمى. لم نبذل الجهد المطلوب في الشوط الأول، وبعد أن تقدمنا 2-1، ارتكبنا أخطاء ساذجة في التمركز سمحت لهم بالعودة».
وأضاف غاضبًا: «ما أغضبني أكثر هو الطريقة التي تلقينا بها الهدف الثاني. كان دفاعنا مفتوحًا بلا مبرر، وكأن اللاعبين فقدوا التركيز بعد التقدم. ربما تسلل إلينا نوع من الاستهتار، ولهذا نستحق النتيجة».
وانتقد المدرب الفرنسي قلة التحرك والمبادرة من لاعبيه قائلاً: «لم نُهاجم بالشكل الكافي، غابت العرضيات، وبدا بعض اللاعبين خارج الإيقاع. قلت لفلوريان توفان تحديدًا إننا أربكنا أنفسنا بأدائنا الباهت. تفككنا في الشوط الثاني بشكل غير معتاد».
اتهامات للتحكيم
ولم يسلم طاقم التحكيم من انتقادات ديشامب، الذي أشار إلى وجود أخطاء مؤثرة في المباراة، موضحًا: «في الهدف الأول لأيسلندا، تعرض مانو كوني لمخالفة واضحة، لكن الحكم لم يحتسبها. أحيانًا يبدو الحكام وكأنهم نائمون. أعتقد أن أجواء الجماهير في أيسلندا أثّرت عليه، وكان من الممكن إلغاء الهدف الأول للمنافس».
أزمة الإصابات والغيابات
تطرق ديشامب إلى معضلة الغيابات التي يواجهها المنتخب الفرنسي حاليًا بسبب الإصابات المتكررة، قائلاً: «من الصعب تعويض اللاعبين الأساسيين بسهولة. لدينا عناصر شابة جيدة، مثل أكليوش، الذي أظهر أداءً طيبًا رغم انضمامه الخجول إلى المعسكر. علينا التأقلم مع الظروف».
وعند سؤاله عن مدى قلقه من إمكانية تعقيد مهمة التأهل، رد بابتسامة لافتة: «هذا كل ما ينقصنا! لا داعي للقلق. نحن نلعب للفوز دائمًا، لكن كرة القدم لا تخلو من المفاجآت. التعادل ليس نهاية العالم، وربما يجعل المباريات المقبلة أكثر حماسة».
ترتيب المجموعة والمباريات المقبلة
رغم التعادل، واصل المنتخب الفرنسي تصدره للمجموعة الرابعة برصيد 10 نقاط، جمعها من 3 انتصارات وتعادل وحيد، متقدمًا على أوكرانيا الثانية بـ7 نقاط، فيما تحتل أيسلندا المركز الثالث بـ3 نقاط، وأذربيجان في المؤخرة بنقطة واحدة.
وسيلتقي «الديوك» أوكرانيا في مواجهة حاسمة على ملعب حديقة الأمراء، يوم 13 نوفمبر، قبل أن يحلّ ضيفًا على أذربيجان في السادس عشر من الشهر ذاته، في ختام مشوار التصفيات.
فرنسا تبحث عن مونديالها الـ17
يسعى المنتخب الفرنسي للتأهل إلى كأس العالم للمرة السابعة عشرة في تاريخه، بعدما سبق له التتويج باللقب مرتين في نسختي 1998 و2018، بقيادة ديشامب الذي عاش المجد مرتين: الأولى كقائد للجيل الذهبي، والثانية كمدرب للديوك.
وحقق ديشامب، إلى جانب ذلك، وصافة يورو 2016، ولقب دوري الأمم الأوروبية 2021، والمركز الثالث في النسخة الأخيرة من البطولة، إلى جانب قيادة فرنسا لفضية مونديال 2022. وخلال مشاركاته التاريخية في المونديال، خاض المنتخب الفرنسي 73 مباراة، فاز في 39، وتعادل في 14، وخسر 20، مسجلًا 136 هدفًا وتلقت شباكه 85.