تعد حديقة المسلة إحدى أبرز الحدائق التاريخية في قلب القاهرة، إذ تمثل مساحة خضراء تجمع بين القيمة الجمالية والتراثية في آن واحد.
وتقع الحديقة في منطقة ذات طابع أثري مميز، وتحتضن مسلة فرعونية فريدة تعد من أقدم الشواهد على الحضارة المصرية القديمة، ما يجعلها رمزا للهوية التاريخية للعاصمة.
وتكمن أهمية الحديقة في كونها ليست مجرد متنزه عام، بل متحف مفتوح يجسد ذاكرة القاهرة المعمارية والحضارية، ويربط بين الماضي العريق والحاضر الحديث، كما تمثل متنفسا بيئيا وثقافيا لسكان المدينة وزوارها، وموقعا ذا بعد سياحي يسهم في تعزيز مكانة القاهرة كعاصمة للتاريخ والتراث.
ويقول الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، إن تصريحات مجلس الوزراء، عن أن حديقة المسلة أعرق الحدائق المصرية، تعكس تأكيد الهوية التاريخية للقاهرة.

وأضاف حسان- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تلك التصريحات تعكس أيضا وعى الدولة بأهمية الاحتفاظ بالذاكرة المعمارية والعمرانية لـ القاهرة القديمة، وإحياء رموزها، ومنها: حديقة المسلة، والتي تمثل نموذج للحدائق الكلاسيكية الملكية.
وأشار حسان، إلى أن التصريحات أيضا تعد رسالة رمزية لاستمرارية التراث، كما أنه ذكر أن الحديقة أنشئت منذ قرن ونصف، مما يؤكد استمرارية التاريخ المصري الحديث وربطه بالحاضر، في زمن تتغير فيه المدن بسرعة.
وتابع: "تعد المسلة رمز مصر القديم للحضارة والخلود، ووجودها في قلب الحديقة هي نقطة التقاء بين الحضارة الفرعونية والتراث الحديث، إعادة تطويرها يسهم في تحسين الهواء والمشهد البصريواستعادة التوازن البيئي في القاهرة التاريخية".
واختتم: "أهمتيها من الناحية السياحية، إدراجا يعيد خريطة المزارات التراثية والسياحية، خاصة للسائح في مصر المهتم بالقاهر الخديوية والتراث الذي يعود للقرن التاسع عشر".
وفي السياق نفسه، نشر مجلس الوزراء فيديو عن حديقة المسلة بعد تطويرها ، مشيرا إلي إنها على ضفاف النيل، وفي قلب القاهرة النابض بالحياة، تقع حديقة "المسلة" كإحدى أعرق الحدائق التراثية المصرية، التي أنشئت قبل أكثر من قرن ونصف القرن، لتكون وجهة حضارية ومتنفسا للزائرين.

وتابع المجلس: تواصل الحديقة تألقها بعد تطويرها بتصميم معماري يجمع بين أصالة التراث وروعة الجمال، مع الحفاظ على الأشجار والنباتات التاريخية النادرة التي تزين أرجاءها، وزراعة العديد من الأشجار والنباتات الجديدة، لتعود أكثر إشراقًا وجمالًا، شاهدةً على عراقة الماضي وروح الحاضر.
وافتتحت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، يرافقها اللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، وممثل صندوق "تحيا مصر"، والمهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، مساء أمس أعمال التطوير الشامل لـ حديقة المسلة التراثية بمنطقة الزمالك بالقاهرة، بعد الإنتهاء من تنفيذ خطة متكاملة لإحياء الحديقة ورفع كفاءتها بما يتماشى مع قيمتها التاريخية والجمالية.

وخلال الافتتاح، أكدت عوض أن تطوير الحديقة يأتى فى إطار الرؤية الوطنية التى أطلقها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لإحياء التراث وهوية القاهرة الحضارية، لتصبح القاهرة متحفا مفتوحا للتاريخ والفن والجمال والثقافة، مشيرة إلى حرص الحكومة على الحفاظ على الحدائق التراثية والتاريخية في مختلف محافظات الجمهورية، باعتبارها جزءا أصيلا من الهوية المصرية ومتنفسا بيئيا للمواطنين، لافتة إلى أن الدولة تولي اهتماما كبيرا بمشروعات التطوير التي تراعي المعايير البيئية والأثرية، وتعيد لهذه المواقع رونقها.
وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن تطوير حديقة المسلة يعكس حرص الدولة على استثمار مواردها التراثية بشكل يحقق عائدا ثقافيا وسياحيا، موضحة أن الهدف ليس فقط تجميل المكان، بل تحويل الحدائق التاريخية إلى نقاط جذب نابضة بالحياة تشجع على السياحة الداخلية وتعزز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والتراث المصري الأصيل.
وأوضحت الدكتورة منال عوض أن أعمال التطوير شهدت زراعة أكثر من 1600 شجرة جديدة من الأنواع الملائمة للبيئة المصرية، وتنسيق المسطحات الخضراء والممرات والمجاري المائية لتشكل لوحة بصرية متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي والعناصر المعمارية الراقية، لافتة إلي انه تم الحفاظ علي جميع الأشجار والنباتات النادرة والتراثية الموجودة بالحديقة، كما تم إنشاء خدمات متكاملة للزوار بتصميم معماري حديث ينسجم مع الطابع التاريخي للحديقة.