قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مشهد مؤثر.. وفاة معلم بالمعاش في بورسعيد أثناء الصلاة بالمسجد

الفقيد ممدوح جعفر
الفقيد ممدوح جعفر

ارتسمت حالة من الحزن العميق على وجوه أبناء محافظة بورسعيد، عقب وفاة المعلم بالمعاش ممدوح جعفر، مدير مدرسة سابق بمديرية التربية والتعليم، بمحافظة بورسعيد بعد ان فاضت روحه إلى بارئها أثناء صلاة العصر داخل مسجد الرزاق بحي الزهور، في مشهد مؤثر وصفه الأهالي بـ"حُسن الخاتمة".

واكد شهود العيان أن الراحل حضر إلى المسجد كعادته اليومية برفقة أحد أصدقائه، حيث أدى الوضوء داخل مكان المخصص لذلك بالمسجد، ثم دخل إلى الصف الأول وبدأ صلاته، وما إن رفع يديه مكبرًا وقال "الله أكبر"، وبدأ في قراءة سورة الفاتحة حتى مال بجسده على المصلي المجاور له، ليفارق الحياة وهو ساجد بين يدي الله.

اكتشاف الوفاة 

واكد أحد المصلين إنهم لم يدركوا ما حدث إلا بعد انتهاء الصلاة، وحين حاولوا إيقاظه وجدوه بلا حراك، فاستدعوا سيارة الإسعاف التي أكدت وفاته، مشيرين إلى أن المشهد ترك أثرًا عميقًا في نفوس جميع من كانوا بالمسجد، لما حمله من طمأنينة وسكينة.

واستقبل ابناء الفقيد في منزله البسيط بحي الزهور، الذي تحيط جدرانه بالآيات القرآنية والمصاحف ومجموعة من السبح وشهادات التقدير، محبيه مؤكدين أن والدهم كان يعيش منذ وفاة زوجته في خلوته الخاصة، يذكر الله ويتلو القرآن ولا يغادر بيته إلا لمساعدة الناس أو أداء الصلاة، وكان معروفًا بين الجميع بحسن الخلق والاتزان، وحكمته في حل مشكلات المحيطين به.

تحدث مع نجله قبل وفاته بساعات عن سكرات الموت 

وأوضح أبناؤه أن والدهم، الذي بلغ من العمر 71 عامًا، كان دائم الحديث عن الموت وحُسن الخاتمة خلال أيامه الأخيرة، وتحدث صباح يوم وفاته مع نجله عن سكرات الموت ولقاء الله عز وجل، وكأنه كان يشعر بدنو الأجل، مؤكدين أنه رحل كما تمنى، بين يدي ربه وفي بيت من بيوت الله.

وأكد زملاؤه ورواد المسجد أنه كان مثالًا للرجل الصالح الزاهد، محبًا للخير، لا يتأخر عن مساعدة أحد، ويشارك في عمارة المساجد وصيانتها، مضيفين أن وفاته داخل المسجد ستظل علامة مضيئة في سيرته العطرة، ودليلًا على إخلاصه لله طوال حياته.

وودع أهالي بورسعيد الراحل في جنازة مهيبة شارك فيها عدد كبير من زملائه وتلاميذه وأبناء الحي، حيث تم تغسيله وتكفينه داخل المسجد الذي شهد وفاته، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مقابر المحافظة وسط دعوات بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه من أعمال صالحة.

رحل المعلم ممدوح جعفر تاركًا سيرة طيبة وعطرًا من الذكر الحسن، بعد حياة امتدت أكثر من سبعين عامًا في خدمة العلم والناس، ليكون موته أثناء الصلاة رسالة وعظة، ومشهدًا خالدًا من مشاهد حُسن الخاتمة التي يتمناها كل مؤمن.