شهدت إحدى مدارس محافظة المنوفية، ظهور عدد من حالات الإصابة بمرض الجديري المائي بين الطلاب، حيث بلغ إجمالي المصابين حتى الآن 18 طالبًا، ما أثار القلق بين أولياء الأمور، لذلك سنستعرض خلال السطور التالية أبرز المعلومات حول هذا المرض، وأعراضه، وطرق انتقاله، وسبل العلاج والوقاية منه.
ما هو الجديري المائي؟
وفقًا لتقرير صادر عن موقع "جون هوبكنز"، فإن الجديري المائي يُعد من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، وغالبًا ما يصيب الأطفال، وقد أصبح المرض أقل شيوعًا منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي بفضل انتشار التطعيمات.
ينتج الجديري المائي عن فيروس الحماق النطاقي، وهو أحد أنواع فيروس الهربس، وينتقل من شخص لآخر إما عبر الاتصال المباشر أو عن طريق الهواء من خلال السعال أو العطس.
أعراض الجديري المائي
تختلف شدة الأعراض من طفل لآخر، وغالبًا ما تكون خفيفة، إلا أنها قد تشكل خطرًا على الرضع والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، ومن أبرز الأعراض التي تظهر عند الإصابة:
- الشعور بالتعب والإرهاق قبل ظهور الطفح الجلدي بيوم أو يومين.
- طفح جلدي أحمر يسبب الحكة ويتطور إلى بثور صغيرة مملوءة بالسوائل على الجذع والوجه وفروة الرأس وتحت الإبطين، وقد يمتد إلى الفم والأطراف.
- الحمى وفقدان الشهية.
- آلام في العضلات والمفاصل.
- سيلان الأنف أو السعال والشعور العام بالمرض.
وفي حال إصابة شخص سبق له تلقي اللقاح، فقد تكون الأعراض أخف من المعتاد، مع عدد محدود من البثور وارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
كيفية انتشار الجديري المائي
يستغرق المرض فترة حضانة تتراوح بين 10 إلى 21 يومًا بعد التعرض للفيروس.
ويصبح المصاب مُعديًا قبل ظهور الطفح بيوم أو يومين، ويستمر في نقل العدوى حتى تجف البثور وتتحول إلى قشور، وهي عملية تستغرق عادة من 4 إلى 5 أيام.
وغالبًا ما تظهر مجموعات جديدة من البثور خلال هذه الفترة، لذا يُنصح بعزل الأطفال المصابين وعدم عودتهم إلى المدرسة حتى تمام شفاء الجلد.
وتشير الإحصاءات إلى أن أفراد الأسرة الذين لم يصابوا بالمرض من قبل لديهم احتمال 90% للإصابة إذا تواجد أحد المصابين بينهم في المنزل.
طرق علاج الجديري المائي
يعتمد علاج الجديري المائي على حالة الطفل العامة وعمره ومدى شدة الأعراض، ويقوم الطبيب المختص بتحديد الخطة العلاجية المناسبة، وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:
- الأسيتامينوفين لخفض درجة الحرارة (ويُمنع استخدام الأسبرين).
- المضادات الحيوية في حال تطور عدوى بكتيرية ثانوية، مع العلم أنها لا تعالج الفيروس نفسه.
- غسول الكالامين لتخفيف الحكة.
- الأدوية المضادة للفيروسات للحالات الشديدة.
- الراحة التامة وزيادة شرب السوائل لمنع الجفاف.
- الحمامات الفاترة مع صودا الخبز لتقليل الحكة.
المناعة من الجديري المائي
غالبية من يُصابون بالجديري المائي يكتسبون مناعة دائمة مدى الحياة، لكن يبقى الفيروس كامنًا في الجهاز العصبي، وقد يُعاد تنشيطه لاحقًا مسببًا مرض الهربس النطاقي (القوباء المنطقية).
حالات نادرة
في حالات نادرة، قد يُصاب الفرد بالجديري المائي مرة ثانية، ويمكن تحليل الدم تحديد ما إذا كان الشخص يتمتع بالمناعة ضد المرض أم لا.
الوقاية من الجديري المائي
تعتبر اللقاحات الوقائية الوسيلة الأهم لتجنب الإصابة بالمرض، فلقاح الجديري المائي آمن وفعّال، ويساعد على تقليل احتمالية العدوى أو يجعل الأعراض أكثر اعتدالًا في حال حدوثها.
لذلك، ينصح الأطباء بالتطعيم المبكر للأطفال وفقًا لجدول اللقاحات المعتمد، لحماية أنفسهم ومحيطهم من انتشار العدوى.