أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، أن الانقسامات الفلسطينية الداخلية ما زالت تمثل أحد أبرز العوامل التي تُضعف القضية الفلسطينية وتعرقل مساعي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وأوضح سعيد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج "حديث القاهرة" على قناة "القاهرة والناس", أن استمرار الخلافات بين الفصائل الفلسطينية على مدار سنوات طويلة أضرّ بمكانة القضية، وأفقدها الكثير من الزخم والدعم الدولي.
الأزمة التاريخية في فلسطين.. غياب توازن القوى ووحدة الصف
وأضاف المفكر السياسي أن الأزمة التاريخية في الساحة الفلسطينية تكمن في عدم إدراك توازنات القوى الداخلية، ما أدى إلى نشوء أجيال جديدة في بيئة يسودها الانشقاق والفرقة بدلاً من الوحدة والتماسك.
وأشار إلى أن هذا الانقسام أضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات الخارجية، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني، مؤكدًا أن غياب القيادة الموحدة أضرّ بمسار المفاوضات وجهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
مصر في قلب الجهود لتوحيد الفلسطينيين
وشدد عبد المنعم سعيد على أن مصر تبذل جهودًا كبيرة ومتواصلة من أجل رأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية، مشيرًا إلى أن القاهرة تتحرك بالتنسيق مع الدول العربية والولايات المتحدة لضمان استقرار الأوضاع في المنطقة، وتثبيت الهدوء داخل الأراضي الفلسطينية.
حماس دمّرت اتفاق أوسلو بتصرفاتها
وفي سياق حديثه، اعتبر سعيد أن حركة حماس كانت أحد الأسباب الرئيسية في تدمير اتفاق أوسلو، قائلًا إن تصرفاتها أضعفت السلطة الوطنية الفلسطينية وأفقدت الاتفاق أساسه السياسي والأمني.
وأكد أنه في حال سلّمت حماس سلاحها للسلطة الوطنية الفلسطينية، فإن أفرادها يمكنهم العيش داخل المجتمع الفلسطيني كمدنيين، وهو ما يمهّد الطريق نحو استعادة وحدة القرار الفلسطيني وبناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية متماسكة.

