شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي السنوي "Going Global"، الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني بالعاصمة البريطانية لندن، فعالية رفيعة المستوى تم خلالها إطلاق تقرير استراتيجي بعنوان: "توسيع نطاق التعليم العالي الرقمي في مصر: فرص التعليم الرقمي العابر للحدود"، أعدَّه المجلس الثقافي البريطاني، وذلك بحضور الوفد المصري، وهم: الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتورة جينا الفقي، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتورة هبة فاروق، رئيس جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية، والدكتور إبراهيم لطفي، العميد الأسبق وأستاذ هندسة السيارات بكلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة حلوان، وبحضور الدكتورة رشا حسين، المستشار الثقافي المصري بلندن ومديرة البعثة التعليمية بالمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، والسيد مارك هيوارد، مدير المجلس الثقافي البريطاني.
وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن التقرير يتوافق بقوة مع الرؤية التنموية لمصر، مشيرًا إلى أن مصر، باعتبارها واحدة من أكبر الدول التي تمتلك كتلة سكانية شابة، تواجه ضرورة ملحّة لتوسيع نطاق الوصول إلى تعليمٍ عالٍ ذي جودة مرتفعة، بوتيرة تتناسب مع الواقع الديموغرافي والطموحات الوطنية، وهو ما لا يمكن تحقيقه بالاعتماد على الأساليب التقليدية وحدها.
وأوضح الدكتور أيمن عاشور أن التعليم الرقمي العابر للحدود (Digital TNE) يُمثّل آلية قوية لتحقيق ثلاثة أهداف حاسمة، تتمثّل في:
الشمول – من خلال زيادة الفرص التعليمية بما يتجاوز القيود الجغرافية والجداول الزمنية الصارمة.
الاستدامة – عبر إنشاء نماذج فعّالة من حيث التكلفة على مستوى الجمهورية دون المساس بالمعايير.
المنفعة المتبادلة – من خلال بناء أشكال جديدة من التعاون البنّاء بين المؤسسات المصرية وشركائها الدوليين.
ودعا الوزير قادة الجامعات وصانعي السياسات إلى دراسة التقرير بعناية، واستخدامه كقاعدة أدلة لتوجيه تحديث اللوائح، ودعم الاستثمار في البنية التحتية لتكنولوجيا التعليم، وتعزيز التحوّل الثقافي اللازم بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، بما يواكب متطلبات العصر الرقمي.
وتضمّنت الفعالية ندوة نقاشية بعنوان: "رؤى سريعة حول التعليم العالي الرقمي: وجهات نظر حكومية وصناعية وجامعية"،
وشهدت مشاركة الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والمشرف العام على بنك المعرفة المصري، إلى جانب خبراء دوليين من جامعة لندن (University of London)، و"جيسك" (Jisc)، و"كورسيرا" (Coursera).
وسلّطت الدكتورة جينا الفقي الضوء على الدور المحوري للمنصات والموارد الرقمية، وعلى رأسها بنك المعرفة المصري (EKB)، في دعم التحول الرقمي للتعليم العالي والبحث العلمي.
وأكدت أن الاندماج الاستراتيجي لهذه المنصات في المنظومة البحثية المصرية يُسهم في تعزيز بيئة بحثية أكثر تعاونًا وابتكارًا واتصالًا على المستوى العالمي، مشيرةً إلى أن تبنّي هذه الاستراتيجيات لا يقتصر على دعم القدرات البحثية المحلية فحسب، بل يضع مصر في موقع لاعب رئيسي ومؤثر في المشهد البحثي العالمي.
كما نوّهت إلى ضرورة الاستثمار في بناء القدرات وضمان جودة المخرجات الرقمية بما يتماشى مع المعايير الدولية.