أدانت دولة الكويت الانتهاكات المتكررة من جانب الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في فلسطين واعتبرته اعتداء صارخا على حرية الصحافة.
وشددت الكويت، في كلمة ألقاها السكرتير الثاني بوفدها الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن العجمي، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند "المسائل المتصلة بالإعلام"، على ضرورة ضمان حق الشعوب في معرفة الحقيقة والوصول إلى المعلومات الدقيقة والموضوعية التي تعكس الواقع دون تزييف.
وأكد العجمي على التزام الكويت الثابت بدعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز حرية الإعلام وترسيخ قيم النزاهة والشفافية في نقل الحقيقة، مشددا في الوقت نفسه على حرص بلاده على استمرار التعاون مع الدول الأعضاء والأمم المتحدة لبناء إعلام مسئول يساهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وأعرب عن إدانة الكويت الشديدة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف إسكات الصوت الفلسطيني الحر وطمس معالم الواقع الإنساني المؤلم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفت العجمي، في كلمة وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى أن الأشهر الماضية شهدت تزايدا خطرا لتلك الانتهاكات بعد استشهاد 15 صحفيا فلسطينيا خلال شهر أغسطس وحده نتيجة استهداف مباشر من قوات الاحتلال في انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حرية الإعلام.
وأكد الحاجة الماسة إلى تحرك دولي جاد لحماية الإعلاميين وضمان عدم إفلات الجناة من المساءلة، لافتا إلى دعم الكويت للمبادرات الهادفة إلى تعزيز سلامة الصحفيين وتوفير بيئة آمنة لأداء مهامهم بحرية ومسؤولية.
وقال إن الإعلام في الوقت الحالي بات محوريا في تشكيل الوعي المجتمعي إذ تزداد أهمية الوصول إلى المعلومات الدقيقة والموثوقة في ظل التحديات العالمية المتنامية.
وأشار إلى أن التجارب الأخيرة أثبتت أن انتشار المعلومات المضللة يقوض الثقة بالمؤسسات ويؤثر سلبيا على تعزيز القيم والمبادئ الإنسانية المشتركة، مؤكدا الحاجة إلى إعلام متوازن وموثوق يتسم بالشفافية في زمن يشهد تحولات متسارعة في وسائل النشر.
وتطرق إلى الاستخدام غير المنضبط لتقنيات الذكاء الاصطناعي الذي "بات يشكل تحديا إضافيا" لا سيما في تضخيم المحتوى المضلل وتزييف الحقائق؛ الأمر الذي يتطلب وضع أطر أخلاقية وتنظيمية تضمن توجيه هذه التقنيات نحو خدمة الحقيقة والمصلحة العامة.
وسلط الضوء على تطوير قطاع الإعلام الوطني في البلاد وذلك عبر إطلاقها سلسلة من المبادرات النوعية ضمن استراتيجيتها الإعلامية "2026 – 2030" التي تهدف إلى تعزيز مكانة الكويت الإعلامية والثقافية إقليميا ودوليا بما ينسجم مع رؤية "كويت جديدة 2035".