قال الدكتور مصطفى ثابت، مستشار وزير الاتصالات، إن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية للتطوير أو الترفيه، بل تحول إلى سلاح استراتيجي يُستخدم لإعادة رسم خرائط النفوذ حول العالم، وتغيير موازين القوى بين الدول الكبرى.
حرب ذكاء اصطناعي
وأوضح خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الحرب الدائرة اليوم بين الولايات المتحدة والصين ليست عسكرية في المقام الأول، بل هي "حرب ذكاء اصطناعي وسيطرة على البيانات"، مشيرًا إلى أن نحو 75% من القدرات التقنية الفائقة في العالم تتركز بين القوتين العظميين، مما يمنحهما نفوذًا عالميًا متزايدًا.
القرار والمعلومة والرأي العام
وأضاف أن العالم كان فيما مضى يُقاس بتفوقه العسكري أو امتلاكه للطاقة أو القوة الاقتصادية، أما الآن، فمن يمتلك البيانات هو من يمتلك القوة الحقيقية فالداتا أصبحت الثروة الجديدة، ومن يسيطر على مراكز تخزينها وتحليلها، يتحكم في القرار والمعلومة والرأي العام.
وأشار الدكتور مصطفى ثابت إلى أن هذا الواقع يمثل فرصة استراتيجية كبرى لمصر والدول العربية لتأسيس مراكز بيانات وطنية مستقلة، تحفظ خصوصية المستخدمين وتتيح استثمار البيانات داخليًا، بدلًا من أن تكون تحت سيطرة الخارج.
ولفت إلى أن تجربة الصين مثال واضح على هذا التحول، حيث استطاعت بكين أن تحقق تقدمًا هائلًا منذ التسعينات بفضل حجب بيانات مواطنيها عن الخارج، واستثمارها داخليًا لتطوير تقنياتها، حتى أصبحت اليوم من أكبر القوى في تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي عالميًا.
وشدد مستشار وزير الاتصالات على أن البيانات لم تعد تُستخدم فقط في مجالات اقتصادية، بل أيضًا في توجيه الرأي العام والتأثير على السلوك الجمعي للشعوب، مما يجعل السيطرة عليها مسألة أمن قومي من الدرجة الأولى.
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور مصطفى ثابت أن العالم يتجه إلى مرحلة جديدة من الصراع غير التقليدي، عنوانها "من يملك المعلومة يحكم العالم"، مشيرًا إلى أن الصين أصبحت اليوم “الغول الحقيقي” في هذا الميدان، بينما تستمر الولايات المتحدة في ضخ استثمارات هائلة لتحافظ على صدارتها.

