يشهد قطاع غزة منذ أشهر وضعًا إنسانيًا وأمنيًا بالغ التعقيد في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والتصعيد العسكري، الذي خلّف دمارًا واسعًا في البنية التحتية وخسائر بشرية جسيمة بين المدنيين، خاصة النساء والأطفال. وعلى الرغم من الجهود الدولية والإقليمية المتكررة للتوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية، فإن هذه الاتفاقات غالبًا ما تتعرض للانتهاك، ما يؤدي إلى تجدد القتال واستمرار المعاناة.
تُعد انتهاكات وقف إطلاق النار من أبرز التحديات التي تواجه مساعي تحقيق الاستقرار، إذ تتبادل الأطراف الاتهامات بخرق التهدئة من خلال القصف المتبادل، واستهداف المدنيين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية. وقد أدت هذه الانتهاكات إلى تعميق الأزمة الإنسانية في القطاع، وتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، في ظل حصار مستمر ونقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
يمثل الوضع في غزة اليوم قضية إنسانية وسياسية ملحّة تتطلب تحركًا جادًا من المجتمع الدولي للضغط نحو وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين، والتمهيد لعملية سياسية تعيد الأمل لشعب يعيش تحت وطأة الحرب والحصار منذ سنوات.
وأفاد بشير جبر مراسل القاهرة الإخبارية، بأن المناطق المصنفة صفراء والتي تمثل نحو 53% من مساحة قطاع غزة لا تزال تشهد انتهاكات إسرائيلية متكررة لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، موضحًا أن الآليات العسكرية الإسرائيلية تتمركز في تلك المناطق وتواصل قصفها المدفعي والجوي بشكل مكثف، مشيرا إلى أن المنطقة الشرقية من مدينة خان يونس جنوب القطاع تشهد غارات متواصلة من الطائرات الحربية الإسرائيلية، فيما لا تتوقف المدفعية الإسرائيلية عن استهدافها بين الفينة والأخرى، ما يجعل أصوات الانفجارات لا تنقطع عن سماء المدينة.
وأوضح المراسل أن المشهد ذاته يتكرر شرق مدينة غزة في أحياء الشجاعية والتفاح، حيث يسمع بشكل متكرر دوي انفجارات ناجمة عن قصف مدفعي إسرائيلي، إضافة إلى قصف مماثل في دير البلح ومخيم البريج بالمحافظة الوسطى، لافتا إلى أن الزوارق الحربية الإسرائيلية صباح اليوم اطلقت عدداً من القذائف باتجاه المنطقة الغربية من مدينة رفح في أقصى الجنوب، ما أدى إلى سقوط إحدى القذائف عشوائيًا قرب خيام النازحين، بينما سقطت أخرى على الشريط الساحلي المحاذي للمدينة.
وأشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية بمختلف أنواعها تواصل التحليق المكثف في أجواء القطاع منذ ساعات الصباح الأولى، بالتوازي مع استمرار إطلاق النيران من الرشاشات الثقيلة المتمركزة على الحدود الشرقية، الأمر الذي يزيد من حالة التوتر والخوف بين السكان المدنيين في مناطق متفرقة من غزة.

