لم يستغرق الأمر سوى شهر واحد تقريباً حتى تمحو العملات المشفرة معظم المكاسب التي حققتها منذ بداية العام في قيمتها السوقية.
بلغت القيمة السوقية الإجمالية لجميع العملات المشفرة في ذروتها التي بلغتها في السادس من أكتوبر، مستوى قياسياً يناهز 4.4 تريليون دولار، ولكن بعد تراجعها بنسبة 20% منذ ذلك الحين بات يفصلها 2.5% فقط لتتخلى عن المكاسب التي حققتها منذ بداية العام، وفقاً لبيانات موقع "كوين غيكو" (CoinGecko).
وبدأت موجة الهبوط بعد التصفية المفاجئة لمراكز قائمة على الديون بقيمة تقارب 19 مليار دولار بعد أيام قليلة من تسجيل الذروة، ما بدّد الثقة في السوق، فيما لا يظهر المتعاملون مؤشرات على المراهنة على انتعاش قريب.
جاء هذا الأداء صادماً؛ إذ لم يتوقعه كثيرون في عام اتسم بتقارب أوثق بين الأصول الرقمية من جهة، والهيئات التنظيمية والمصارف العالمية والمؤسسات الاستثمارية من جهة أخرى.
أشعل دونالد ترمب، من خلال مساعيه لترسيخ مكانة الولايات المتحدة كمركز عالمي للعملات المشفرة، موجة نشاط واسعة رفعت سعر "بتكوين" بنسبة وصلت إلى 35%. غير أن هذا الزخم تبدّد سريعاً، إذ تراجعت القيمة السوقية للأصول الرقمية إلى مستويات أدنى مما كانت عليه عند توليه المنصب.
هبطت "بتكوين" بنسبة 8% منذ بداية الأسبوع، لتتجه نحو أسوأ أداء أسبوعي لها منذ مارس، بعدما هوت دون متوسطها المتحرك لـ200 يوم، وهو مستوى دعم رئيسي ظل صامداً منذ السوق الهابطة في عام 2022. وتُتداول العملة عند نحو 101 ألف دولار صباح الجمعة في لندن.
رغم اتساع موجة البيع الأخيرة، فإن الخسائر الأشد تركزت في العملات البديلة، وهي الرموز الأصغر والأكثر تقلباً، التي سجلت أداءً ضعيفاً هذا العام.