أدلى رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، صباح اليوم الثلاثاء، بصوته في الانتخابات البرلمانية، في لفتة رمزية حملت أبعاداً عاطفية وسياسية عميقة، حيث حضر إلى المركز الانتخابي في بغداد وهو يرافق والدته ويدفعها بنفسه على كرسي متحرك مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة.
ورصدت الكاميرات ووسائل الإعلام هذا المشهد المؤثر للحظة وصول السوداني ووالدته إلى مركز الاقتراع، وتحولت اللقطات المصورة إلى مادة إعلامية رئيسية أبرزت الجانب الإنساني والشخصي لرأس السلطة التنفيذية في البلاد، في يوم يمثل ذروة العملية الديمقراطية.
تأتي هذه اللفتة من السوداني، الذي يتولى رئاسة الحكومة في مرحلة حساسة، لتؤكد على عدة رسائل في آن واحد:
توجه صورة السوداني ووالدته رسالة تشجيع مباشر لللناخبين العراقيين على المشاركة الواسعة والفعالة في العملية الانتخابية، باعتبارها واجباً وطنياً يقع على عاتق جميع الأجيال، بما فيهم كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة.
كما تظهر رئيس الوزراء العراقي في موقف يراعي فيه حقوق وكرامة كبار السن، في سياق يهدف إلى بناء ثقة الجمهور في قيادة تهتم بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، فضلا عن إبراز التزام الحكومة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، من خلال مشاركة أعلى سلطة تنفيذية فيها بشكل علني وشفاف.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في تمام الساعة 07:00 صباحاً لاختيار برلمان جديد مكون من 329 عضواً. ومن المقرر أن تستمر عملية التصويت حتى الساعة السادسة مساءً ، على أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية في غضون 24 ساعة من إغلاق الصناديق.
وتتم هذه الانتخابات البرلمانية السادسة للعراق في ظل أجواء إقليمية متوترة وصراع متصاعد على النفوذ والاستقرار الداخلي، مما يجعل من مشاركة أكثر من 7700 مرشح يتنافسون على المقاعد، أمراً بالغ الأهمية لتشكيل المشهد السياسي القادم. وقد تم تخصيص ربع المقاعد للنساء، كجزء من نظام الكوتا لضمان التمثيل النسائي في البرلمان الجديد.
ويأمل العراقيون أن تفضي هذه الانتخابات إلى تشكيل حكومة جديدة قادرة على معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي طال أمدها، والمضي قدماً في مسار الإصلاح الذي وعدت به الحكومة الحالية.
