مع اقتراب الساعة من نهاية اليوم الانتخابي، لم تكن اللجان في الإسكندرية مجرد أماكن للاقتراع، بل تحولت إلى مسارح للوطنية، حيث توافد المواطنين وكأنهم في سباق مع الزمن للإدلاء بأصواتهم، في مشهد يعكس عمق الوعي وأصالة الانتماء.
عزيمة لا تعرف الكسل.. طوابير الأمل حتى اللحظة الأخيرة
قبل ساعة واحدة فقط من إعلان غلق باب التصويت، استمر تدفق الناخبين بلا توقف، في مشهد نادر جمع بين حماسة الشباب وروح المسؤولية. كانت اللحظات الأخيرة من اليوم الختامي لانتخابات مجلس النواب 2025 شاهدة على إقبال لافت من جيل الشباب، الذي توافد بأعداد كبيرة أمام مقار الاقتراع، حاملين في قلوبهم إيماناً راسخاً بأن أصواتهم هي اللبنات الأولى في بناء مستقبل وطنهم.
مشهد ديمقراطي خلاب.. طوابير تمتد والتنظيم يسرّع الخطى
لم تكن الصورة مقتصرة على لجنة بعينها، بل امتدت لتشمل مختلف الدوائر الانتخابية، حيث تصدر الشباب المشهد بتواجدهم الكثيف. تحولت المداخل إلى طوابير طويلة من المواطنين، يصبرون في انتظار دورهم بروح متعاونة، بينما عمل رجال الأمن بجدٍّ لتنظيم الحركة وتيسير دخول الناخبين، مما منح العملية الانتخابية مزيداً من السلاسة والكفاءة.
آلة انتخابية ضخمة.. أرقام تكشف حجم التنظيم
تُجري الانتخابات بالإسكندرية في واحدة من أكبر العمليات الانتخابية، من خلال 5 دوائر انتخابية شاسعة، تضم تحت مظلتها 5 لجان عامة و316 مقراً انتخابياً و558 لجنة فرعية. ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المسجلين في المحافظة نحو 4.5 مليون ناخب، دُعُوا جميعاً لكتابة تاريخهم بيدهم. ويتنافس على مقاعد المجلس 89 مرشحاً، في سباق محموم على 15 مقعداً فردياً و17 مقعداً مخصصاً للقائمة.
السلامة أولاً.. تأمين شامل وطاقة لا تنضب
لضمان سير العملية الانتخابية في أمان كامل، نشرت مديرية أمن الإسكندرية خطة أمنية محكمة، عززت خلالها الوجود الأمني والمروري حول جميع المقار، لتأمين المسارات وتسهيل حركة الناخبين. ولم تكن السلامة الأمنية هي الضمان الوحيد، فحرصاً على عدم تأثر العملية بأي طارئ، تم رفع درجة الاستعداد بشركة الكهرباء، والتأكد من جاهزية المولدات الاحتياطية، لتظل صناديق الاقتراع مضيئة حتى آخر لحظة.
مع بداية إغلاق آخر صناديق الاقتراع، لا تنتهي القصة، بل تبدأ رحلة جديدة. كل صوت أُدلي كان رسالة ثقة ومسؤولية، وكل ناخب شكّل جزءاً من لوحة المستقبل. الإسكندرية، بعزيمة أبنائها ونظام مؤسساتها، قدمت درساً في كيفية صنع الغد بأيدٍ واعية وقلوب عامرة بحب الوطن.