في عالم الرياضة، لا تقاس البطولات دائما بعدد الميداليات بقدر ما تقاس بلحظات الإنسانية التي تلامس القلوب.
وفي إحدى فعاليات نادي الحضارات، حدث مشهد مؤثر جمع بين الخسارة والعاطفة، بين دموع طفل وحنان أم، فتحول إلى لقطة أيقونية تختصر معنى الرياضة ودور الأسرة في دعم أبطال الغد.
وخلال إحدى الفعاليات الداخلية في نادي الحضارات، وبينما كانت السباقات جارية، خرج أحد أطفال النادي منهارا بالبكاء عقب خسارته، وقبل أن يصل إليه أي من المدربين أو المسؤولين، سارعت والدته نحوه واحتضنته في مشهد مؤثر أصبح علامة فارقة في الحدث.
ففي الرياضة نتعلم كيف ننهض بعد العثرات، وفي الأم نجد أكبر سند عند الانكسار وأقوى دعم بعد الانتصار.
ولهذا كانت تلك اللحظة تجسيدا صادقا لمعنى العطاء والأمومة قبل أن تكون مجرد رد فعل على خسارة سباق.
وفي هذا الصدد، قال الكابتن محمد عوض، المدير الفني لأكاديمية لارين للسباحة، إن نادي الحضارات يعد ناديا ذا طابع اجتماعي بقدر ما هو رياضي.
وأضاف عوض- خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن النادي كان في السابق يعرف باسم "المصري القاهري"، قبل أن تتم إعادة بنائه وتسميته بـ"نادي الحضارات".
وأشار عوض، إلى أن النادي يقع في منطقة "مثلث الحضارة" بجوار حديقة الفسطاط الجديدة، وخلفه متحف الحضارات، ما يمنحه خصوصية ومكانة مميزة.
وأكد أن افتتاح النادي مكن الأعضاء من تنظيم بطولات داخلية، وكانت البداية مع فرقة التجهيزي التي شارك فيها الطفل صاحب الواقعة، وكان يتطلع للفوز بمركز متقدم، قبل أن يتأثر بخسارته.
وتابع عوض قائلا: "خرج الطفل من المسبح باكيا لانكساره، وفورا اندفعت والدته نحوه واحتضنته بقوة، فوقف الحضور يصفقون له، تقديرا لمشاعره ودعما له، وعلى الفور قام النادي بتكريمه بشهادة تقدير حتى لا تتأثر نفسيته، وكانت تلك الشهادة رسالة تشجيع واضحة".
واختتم: "نسعى في النادي لتكريم الأم أيضا، وسيكون ذلك في احتفالية عيد الأم القادم، بعد موافقتها، تقديرا لدورها العظيم في تلك اللحظة الإنسانية".
والجدير بالذكر، أن مشهد واحد قد يختصر رسالة كاملة. وفي نادي الحضارات، جاءت رسالة ذلك اليوم واضحة، وهي أن الرياضة تهذب النفوس، والأمهات يصنعن الأبطال، حتى قبل أن يصنعوا النتائج.
وبين دموع طفل واحتضان أم، كتبت قصة تبقى أعمق أثرا من أي ميدالية.



