قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

غزة بين صراع القوى والدور المصري الحاسم| خبير يشرح

غزة
غزة

يشهد المشهد السياسي في المنطقة توترات متصاعدة تعكس تعقيدات الصراع وتشابك المصالح الإقليمية والدولية.

 فمع طرح الخطة الأميركية الأخيرة وما تثيره من جدل حول مستقبل إدارة قطاع غزة، تتزايد حدة الخلافات داخل إسرائيل وتتصاعد الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 وفي خضم هذه التحولات، يبرز دور مصر المحوري كعامل توازن في المعادلة، ما يجعل قراءة هذه التطورات ضرورة لفهم المشهد السياسي الراهن وتداعياته المحتملة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الله نعمة، المحلل السياسي، إن تشدد الخطة الأميركية على عدم منح حماس أي دور مستقبلي في إدارة القطاع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. 

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن في المقابل، يشهد الداخل الإسرائيلي خلافات حادة، حيث يتعرض نتنياهو لهجوم من قيادات سياسية تعارض الاتفاق وتعتبر أنه لا يمنح إسرائيل الانتصار. 

وأشار نعمة: "يؤكد بعضهم رفض وجود دولة فلسطينية من الأساس، بينما يكرر نتنياهو نفسه، تحت ضغط الداخل، موقفه الرافض لقيام دولة فلسطينية أو السماح بوجود سلاح داخل غزة، معتبرين أن اتفاق شرم الشيخ لا يحقق أهداف إسرائيل".

وتابع: "وبدت توجهات نتنياهو واضحة نحو التصعيد على الجبهة اللبنانية، إذ يرجح أنه سيفتح حربا هناك إذا لم يحقق إنجازا كبيرا، سواء عبر الميدان أو عبر مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل تكون مكملة لاتفاق شرم الشيخ، وربما تلعب مصر دور الوسيط فيها، ولكن تبقى المشكلة أن القرار الأساسي ما زال بيد إيران، ما يدفع البعض إلى الاعتقاد بأن نتنياهو قد يهاجم إيران بعد حزب الله، التزاما برؤية إسرائيل القائمة على ضرورة القضاء على حزب الله أولا ثم النظام الإيراني الداعم له ولحماس".

وأردف: "يسعى نتنياهو إلى إشعال مواجهة مع إيران وحزب الله لإرضاء الرأي العام الداخلي والانقلاب على اتفاق شرم الشيخ بعد استعادة الأسرى الإسرائيليين من حماس".

 واختتم: "ورغم ذلك، تصطدم هذه المخططات بعقبة كبيرة تتمثل في موقف مصر، التي ترفض إعطاء إسرائيل ما تريد وتقف لها بالمرصاد، فقد لعبت مصر دورا محوريا في اتفاق وقف إطلاق النار، وفرضت تعديلات على بعض بنوده، ما سبب خيبة أمل كبيرة لنتنياهو وإسرائيل، وتبقى مصر، كالعادة، راعية وداعمة ومدافعة عن الأمة العربية".

وفي ظل هذه التوترات المتشابكة، يبدو أن المنطقة تقف على مفترق طرق حساس، تتداخل فيه الحسابات الداخلية الإسرائيلية مع طموحات نفوذ إقليمي وصراعات أوسع مع قوى مثل إيران وحزب الله. 

بينما يسعى نتنياهو إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية ترضي الداخل الإسرائيلي، تظل المواقف الإقليمية، وفي مقدمتها الموقف المصري، حجر عثرة أمام اندفاعات التصعيد. 

وهكذا يتواصل المشهد في حالة ترقب حذر، حيث يبقى التوازن بين الضغوط والمصالح هو العامل الحاسم في رسم مستقبل المرحلة المقبلة.