علاقة تاريخية ممتدة منذ سنوات عدة مع روسيا توجتها الدولتان بمشروع المفاعل النووى المصرى، الذي أوشك المصريون على تحقيقه وتشغيله خلال 3 سنوات.
يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غدٍ الأربعاء، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في فعالية تاريخية جديدة بتركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، وكذلك توقيع أمر شراء الوقود النووي، في خطوة محورية تُضاف إلى مسيرة استكمال مشروع محطة الضبعة النووية.
يتزامن ذلك مع احتفال مصر بالعيد السنوي الخامس للطاقة النووية، الذي تنظمه مصر يوم 19 نوفمبر من كل عام، إحياءً لذكرى توقيع الاتفاقية الحكومية بين جمهورية مصر العربية ودولة روسيا الاتحادية لبناء وتشغيل محطة الضبعة النووية، ويُعتبر يوماً رمزياً لانطلاق البرنامج النووي السلمي المصري
توقيع عقود انشاء المفاعل النووي
كانت البداية بتوقيع الرئيسين المصرى والروسى عقود انشاء المشروع فى فى 19 نوفمبر 2015 كما شهدا في يناير من العام الماضي عبر الفيديو كونفرانس الصبة الخرسانية الأخيرة للمفاعل لتبدأ بعدها مرحلة الانشاءات الكبرى والتى تنتهى خلال 4 سنوات وتبدأ مرحلة الانجاز الأكبر وهى مرحلة التشغيل لتمتلك بذلك مصر مفاعلها النووى ويتحقق الحلم الذى طال انتظاره.
ووفقا للعقود المبرمة بين الجانبين على تعزيز المشاركة المخلية تكون نسبة المشاركة المحلية للوحدة الأولى والثانية بنسبة 20-25% وللوحدة الثالثة والرابعة بنسبة 30-35%. وهناك عدد من الشركات المصرية تقوم بتنفيذ أعمال حاليا بالموقع وشركات أخرى تقوم ببعض أعمال التوريدات اللازمة للمشروع
تمويل المفاعل النووي
تضمنت العقود مع الجانب الروسى على قرض روسى ومشاركة مصر بالجنيه المصرى، وسوف يتم سداد القرض بعد تشغيل المشروع وجنى ثماره.
فتمويل مشروع الضبعة يأتي من خلال قرض حكومي وفق الاتفاقية المالية الحكومية الموقعة من الجانبين المصري والروسي، وبموجب هذه الاتفاقية تمنح الحكومة الروسية للحكومة المصرية ائتمان لتمويل نسبة 85% من قيمة عقود تنفيذ المشروع، وتبلغ 25 مليار دولار ومثل هذا النوع من الاتفاقيات يتميز بشروط تمويلية ميسرة تتمثل في أقل معدل للفائدة وذلك مقارنة بالقروض الممنوحة من البنوك التجارية والمؤسسات التمويلية الدولية.
ووفقا للاتفاقية المالية، فإن القرض المقدم من الجانب الروسي يتم سداده على مدى 22 عاما بعد الانتهاء من الاستلام الإبتدائي للوحدات النووية أي من المردود العائد من بيع الكهرباء المولدة من المحطة.
موقع المفاعل النووى ومميزاته
ومحطة الضبعة النووية هي أول محطة طاقة نووية في جمهورية مصر العربية والجاري إنشاؤها بمدينة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة، وستتكون المحطة من أربع وحدات لتوليد الطاقة مزودة بمفاعلات الجيل الثالث المتطور VVER1200 - مفاعلات مياه مضغوطة – بقوة 1200 ميجاوات لكل وحدة وهي التكنولوجيا الأحدث حالياً والمطبقة بالفعل بمشاريع تعمل بنجاح في الوقت الحالي حيث أن هناك أربع وحدات تشغيلية في دولة روسيا مزودة بمفاعلات من هذا النوع عبارة عن اثنتان في محطة نوفوفورونيج واثنتان بمحطة لينينغراد النوويتين، أما خارج روسيا دخلت وحدة طاقة مماثلة الخدمة في محطة الطاقة النووية البيلاروسية بعد ربطها بشبكة الكهرباء للبلاد في نوفمبر 2020.
ويتم بناء محطة الضبعة النووية وفقًا لمجموعة من العقود دخلت حيز النفاذ في 11 ديسمبر 2017، ووفقا للالتزامات التعاقدية، لن يقتصر دور الجانب الروسي على إنشاء محطة توليد الكهرباء فحسب، بل سيقوم أيضا بتوريد الوقود النووي الروسي طوال دورة حياة المحطة، فضلا عن تقديم المساعدة للشركاء المصريين في دعم وتدريب الموظفين على تشغيل المحطة وخدمتها على مدار السنوات العشر الأولى من تشغيلها. كما أن الجانب الروسي سيقوم ببناء منشأة تخزين خاصة وكذا توصيل حاويات لتخزين الوقود النووي المستهلك.