قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد جراحة دقيقة| متبرع يعرض كِليته لإنقاذ تامر حسني.. رسالة تهز الوسط الفني

 تامر حسني
تامر حسني

في الوقت الذي تتزاحم فيه الأخبار الفنية وتغلب عليها الشائعات، تظهر بين الحين والآخر رسائل إنسانية تعيد التذكير بجوهر العلاقات الحقيقية بين الناس، خاصة حين ترتبط بشخصية تحظى بمحبة واسعة مثل الفنان تامر حسني. رسالة قصيرة وصلت إلى الصحفي هاني عزب، لكنها حملت في مضمونها الكثير من المعاني والدلالات حول إنسانية الفنان ومدى تأثيره على من حوله. لم تكن الرسالة مجرد كلمات دعم، بل كانت استعدادًا للتضحية بالحياة نفسها، وهو ما كشف حجم المحبة التي يحظى بها الرجل بعيدًا عن الأضواء.

إنسانية تامر خلف الكواليس
يروي أحد الأشخاص، تعليقًا على الرسالة التي تلقاها الصحفي هاني عزب، أنه شاهد بنفسه جوانب من حياة تامر حسني لا يعرفها الجمهور. تحدث بصدق عن مواقف لم تُعرض في الإعلام ولم تُستخدم لأغراض دعائية، بل أفعال خيّرة صادقة، تنبع من رغبة في مساعدة المحتاجين.
يقول الرجل إنه رأى تامر وهو يساند شبابًا غير قادرين على إتمام الزواج، ويتكفّل بتكاليف زواجهم دون ضجة أو إعلان. كما شاهده وهو يقف إلى جوار أسر تضررّت خلال فترة جائحة كورونا، حين توقف عمل الكثيرين وتعطلت مصادر رزقهم. ولم يتوقف عند ذلك، بل تابع حديثه عن تامر الذي يتحمل نفقات عمليات جراحية باهظة لعدد من المحتاجين، مؤكدًا أن أصدقاء الفنان والمقربين منه يعرفون تمامًا حجم ما يقدّمه من خير دون أن يذكره أو يتباهى به.
وبرغم صدق كلماته، يؤكد الشخص أنه لم يُفاجأ برسالة التبرع بالكلى، لأن ما يفعله تامر في الخفاء يبدو أكبر بكثير مما يراه الناس، متمنيًا له الشفاء وعودته إلى عائلته ومحبيه وكل من يحتاج إلى دعمه.

رسالة تحمل أسمى معاني الوفاء
النص الذي وصل إلى الصحفي هاني عزب جاء صريحًا وقويًا إلى حد يلامس القلب:
«أستاذ هاني أنا متبرع لوجه الله بكِلية للأستاذ تامر حسني، أخويا وحبيبي. رجاء رسالتي توصله. أقسم بالله العظيم لو محتاج الكليتين برضه لوجه الله، أفديه بروحي الفنان المحترم الخلوق».
 

الرسالة



هذه ليست مجرد كلمات دعم معنوي، بل استعداد فعلي للتبرع بجزء من الجسد بل وبكليتيه. إن هذه الرسالة تختصر رحلة من الوفاء والتقدير المتبادل، وتكشف جانبًا من علاقة الفنان بجمهوره والمحيطين به.

الكشف عن الأزمة الصحية
وبعد أيام من تداول أخبار متفرقة حول حالة تامر حسني الصحية، قرر الفنان نفسه الخروج عن صمته، موضحًا تفاصيل ما مرّ به. قال عبر حسابه على «فيسبوك» إنه لم يكن ينوي الحديث عن أموره الخاصة، وفضّل الظهور أمام الجميع بصورة طبيعية رغم أزمته. لكنه أكد أنه يعاني منذ فترة من مشكلة صحية في الكلى، وأن حالته اضطرت الأطباء للتدخل الجراحي الفوري، ما أسفر عن استئصال جزء من الكلية.
أرفق تامر كلماته برسالة شكر لكل من دعا له أو حاول الاطمئنان عليه، مشيدًا بدعم جمهوره ومحبيه، ومؤكدًا ثقته في إرادة الله وقدرته على تجاوز المحنة.

ما هو الاستئصال الجزئي للكلى؟
العملية التي خضع لها تامر حسني، والمعروفة بـ«الاستئصال الجزئي للكلى»، تُعد من الجراحات الدقيقة التي تتطلب خبرة كبيرة. يقوم الجراح خلالها بإزالة الجزء المتضرر من الكلية بسبب وجود ورم أو إصابة ما، مع الحرص على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من النسيج السليم، لضمان استمرار الكلية في أداء وظائفها الحيوية.
يعمل فريق طبي متكامل في مثل هذه الجراحات، يبدأ بتخدير المريض كليًا ثم تركيب قسطرة بولية، وتختلف الإجراءات لاحقًا تبعًا لنوع الجراحة.

الاستئصال المفتوح والروبوتي
في الجراحة المفتوحة، قد تستغرق العملية ما بين ثلاث إلى أربع ساعات، ويتم خلالها إجراء شق كبير في منطقة الخاصرة يسمح برؤية الكلية بوضوح. يُستخدم مشبك لوقف تدفق الدم بشكل مؤقت، كما يتم تغطية الكلية بالثلج لتقليل سرعة تلف الأنسجة، ثم يتم استئصال الجزء المصاب.
أما في الجراحة الروبوتية، فيُجري الأطباء شقوقًا صغيرة لا تتجاوز 2 سم، يدخل منها المنظار والروبوت الجراحي. يُنفخ البطن بغاز ثاني أكسيد الكربون لإيجاد مساحة كافية للحركة، وبعد إزالة الجزء المتضرر تُغلق الشقوق بالغرز، وقد توضع أنابيب تصريف لعدة أيام.


بين رسالة حب وصلت إلى الصحفي هاني عزب، وبين غرفة العمليات في ألمانيا، تتشكل قصة إنسانية بطلتها ليست الجراحة ولا الأزمة الصحية، بل العلاقات الإنسانية التي لا تقدر بثمن. ما ظهر من دعم واستعداد للتضحية من أجل تامر حسني يعكس حجم تأثيره في محيطه، بعيدًا عن الكاميرات والأضواء. وفي المقابل، كشفت الأزمة عن فنان يُخفي الكثير من الخير خلف صوته ونجاحه، ليظهر في النهاية إنسانًا قبل أن يكون نجمًا.
وتبقى الأمنيات الصادقة بأن يعود تامر إلى حياته وفنه ومحبيه بصحة أفضل، حاملاً معه درسًا جديدًا في المحبة والوفاء.