قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ذكرى رحيل ليلى مراد.. صوت استثنائي وبريق سينمائي لا يزال حاضرا

ليلي مراد
ليلي مراد

تحل علينا اليوم الجمعة ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة ليلى مراد، سيدة السينما وقيثارة الغناء العربي، التي ولدت باسم ليليان زكي مراد في عام 1918 بحي محرم بك في مدينة الإسكندرية، ودرست في مدرسة "نوتردام ديزابوتر"، وتلقت أصول الغناء على يد والدها الملحن زكي مراد والملحن داوود حسني.


ليلى مراد بدأت مسيرتها الغنائية وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة ثم العامة، قبل أن تتعاقد معها دار الإذاعة المصرية على الغناء مرة أسبوعيًا، وكانت أولى حفلاتها في 6 يوليو 1934، حيث غنت موشح "يا غزالاً زان عينه الكحل"، وقد استطاعت منذ ذلك الوقت أن تستقطب آذان المستمعين بصوتها وجماله وعذوبته.


وشاركت ليلى مراد بصوتها الغنائي في فيلم "الضحايا" عام 1935، ثم قدمت أول أدوارها السينمائية في فيلم "يحيا الحب" عام 1938 مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، وهو الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا وأطلق مسيرتها السينمائية التي امتدت إلى 27 فيلمًا، لم يخل واحد منها من الأغاني القصيرة التي اشتهرت بها.


وتُعد ليلى مراد من أبرز نجمات السينما المصرية، وقد تربعت على عرشها في الثلاثينات، كما كانت الثانية - بعد إسماعيل ياسين - التي لعبت بطولة أفلام تحمل اسمها مثل: "ليلى بنت الفقراء"، "ليلى بنت الأغنياء".. وقد شكلت ثنائيًا فنيًا شهيرًا مع الفنان أنور وجدي وقدما معًا سبعة أفلام، وجمع بينهما الزواج لمدة سبع سنوات، كما شاركت الفنان يحيى شاهين في أربعة أفلام هي: "ضربة القدر"، "خاتم سليمان"، "سيدة القطار"، "الحياة الحب".


وفي نهاية الثلاثينيات قدمت فيلمها الثاني "ليلة ممطرة" مع يوسف وهبي عام 1939، وواصلت مسيرتها الفنية عبر أعمال بارزة مثل "غزل البنات"، "قلبى دليلى"، "عنبر"، "سيدة القطار"، وصولاً إلى آخر ظهور سينمائي لها عام 1955 في فيلم "الحبيب المجهول" مع كمال الشناوي، قصة أنور وجدي وإخراج حسن الصيفي.


وخلال مشوارها الفني.. قدمت ليلى مراد ما يقرب من 1200 أغنية، ولحن لها كبار الملحنين، منهم: محمد فوزي، محمد عبد الوهاب، منير مراد، رياض السنباطي، زكريا أحمد والقصبجي، ومن أشهر أغانيها: "اتمخطري يا خيل"، "ليه خلتني أحبك"، "الحب جميل"، "أنا قلبي دليلي"، "يا حبيب الروح"، "سنتين وأنا أحايل فيك"، "يارايحين للنبي"، وغيرها.
وتميزت حياة ليلى مراد الفنية بأنها قصيرة، لم تتجاوز 18 عامًا، لكنها كانت مليئة بالنجومية والانتشار، مشحونة بالأمل والألم، واستطاعت خلالها أن تُحدث ضجة واسعة في الوسط الفني، مستندة إلى التنشئة الفنية التي تلقتها منذ طفولتها على يد والدها إبراهيم زكي مرادخاي "زكي مراد"، الذي أدى أوبريت "العشرة الطيبة" من تلحين سيد درويش.


وبعد ثلاث سنوات من اعتمادها كمطربة، اتجهت إلى السينما، وكانت مرحلة الانتشار على يد أنور وجدي الذي فطن لموهبتها، فاحتكرها فنيًا وحياتيًا لبعض الوقت.


وبعد عام من زواجهما، أشهرت ليلى مراد إسلامها، وقد دوّنت في مذكراتها تفاصيل تلك الليلة عندما استيقظت فجراً وأخبرت أنور وجدي برغبتها في إعلان إسلامها، وهو ما تم في مشيخة الأزهر على يد الشيخ محمود أبو العيون.


ولم تخلُ مسيرة ليلى مراد من الشائعات المؤلمة، وكان أبرزها اتهامها بالتبرع لإسرائيل، وهي الشائعة التي أثبت التحقيق الرسمي براءتها منها، وصرحت وقتها بأن مصدرها كان من داخل الوسط الفني.


وبعد طلاقها من أنور وجدي، تزوجت من وجيه أباظة وأنجبت منه ابنها أشرف، ثم تزوجت من المخرج فطين عبدالوهاب وأنجبت منه ابنها زكي.


وقد اعتزلت ليلى مراد السينما في قمة نجوميتها، وتفرغت للغناء، لكنها اعتزلت الغناء أيضًا بعد أزمة رفض لجنة الإذاعة إذاعة أغنيتها "ليه خليتني أحبك" بسبب تعديل كلماتها، ما اعتبرته إهانة لها ولتاريخها الفني.
وعاشت ليلى مراد في سنواتها الأخيرة بعيدًا عن الأضواء، حتى وفاتها في 21 نوفمبر 1995، وقد أوصت بأن تشيّع جنازتها دون إعلان مسبق، وأن تُقام الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة، وألا يحضر الغرباء جنازتها.


وفي عام 1998 كُرمت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما قُدم مسلسل "أنا قلبي دليلي" عام 2009 حول حياتها.
 

وبرحيل ليلى مراد، غابت واحدة من ألطف الوجوه وأخفّها ظلًا في تاريخ السينما، وصاحبة أحد أجمل الأصوات الغنائية التي عرفتها الساحة الفنية، ليبقى حضورها حيًّا بما تركته من أعمال راسخة في ذاكرة الجمهور.