كشف فريق بحثي من جامعة كييل (Keele) البريطانية عن أدلة علمية جديدة تشير إلى أن قارة إفريقيا تمر بعملية انقسام جيولوجي بطيئة للغاية، بدأت قبل عشرات الملايين من السنين، وما تزال مستمرة حتى اليوم.
بيانات مغناطيسية تكشف بداية الانفصال
واستنادا إلى تحليل بيانات مغناطيسية قديمة، توصل العلماء إلى وجود فصل تدريجي بين إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، يبدأ من الشمال الشرقي للقارة ويمتد جنوبا.
ويرتبط هذا التحول الجيولوجي بارتفاع ملحوظ في النشاط البركاني وزيادة الهزات الأرضية على امتداد مناطق الصدع.
قارتان جديدتان خلال ملايين السنين
ويتوقع الباحثون أن تؤدي هذه العملية، التي قد تستمر ما بين 5 و10 ملايين سنة، إلى انقسام إفريقيا إلى كتلتين رئيسيتين:
الكتلة الغربية الأكبر حجما، وتضم دولا مثل مصر والجزائر ونيجيريا وغانا وناميبيا.
الكتلة الشرقية الأصغر وتشمل الصومال وكينيا وتنزانيا وموزمبيق
الصدع شرق الافريقي محور التحولات
ويركز الفريق العلمي على صدع شرق إفريقيا، الذي يمتد لنحو 6437 كيلومترا من الأردن مرورا بشرق القارة وحتى موزمبيق.

وتشير النتائج إلى أن عملية الانفصال المستقبلية ستتطور على امتداد هذا الصدع، ما قد يؤدي إلى تقسيم عدد من البحيرات الكبرى مثل بحيرة ملاوي وبحيرة توركانا.
منطقة عفار مسرح بداية التمزق القاري
وتبرز منطقة عفار في شمال شرق إفريقيا كنقطة أساسية في الدراسة، حيث يلتقي ثلاثة صدوع تكتونية الصدع الإثيوبي الرئيسي، والبحر الأحمر، وخليج عدن، في ما يعرف بـ “التقاطع الثلاثي” ويرى العلماء أن هذه المنطقة تظهر المراحل الأولى لولادة قارة جديدة.
تحليل ميداني يعتمد على بيانات عمرها نصف قرن
واعتمد الباحثون على بيانات مغناطيسية جمعت جوا في عامي 1968 و1969، وجرى دمجها مع تقنيات حديثة لتحليل المجال المغناطيسي للقشرة الأرضية.
وكشف هذا الدمج عن وجود خطوط انتشار قديمة لقاع البحر بين إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ما يؤكد أن الانفصال بدأ منذ ملايين السنين.
عملية بطيئة لا تدرك بالعين البشرية
وبحسب البروفيسور بيتر ستايلز، عالم الجيولوجيا في جامعة كييل، فإن ما يحدث يؤكد أن القارات ليست ثابتة كما قد نظن، بل تتحرك باستمرار.
وأوضح أن معدل الانقسام في شمال الصدع يتراوح بين 5 و16 ملم سنوياً، وهو معدل بطيء للغاية لا يمكن أن يلاحظه الإنسان، لكنه يمثل جزءا من عملية جيولوجية مستمرة تعيد تشكيل القارات والمحيطات.


