قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صناعة واعدة بالمليارات.. تنظيف الفضاء مشروع عالمي قادم| إيه الحكاية؟

الفضاء
الفضاء

يشكل الحطام الفضائي خطرا متناميا على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء، مع آلاف الأطنان من الشظايا التي تواصل الدوران حول الأرض لعقود وربما لقرون، فمن أقمار متقاعدة إلى مراحل صواريخ وأجزاء متناثرة، تتكدس النفايات بسرعة مخيفة، بينما لا يزال معظمها خارج نطاق الرصد الدقيق.

وتقدر وكالة الفضاء الأوروبية وجود أكثر من 1.2 مليون جسم يزيد حجمه على سنتيمتر واحد في المدار، بينها 50 ألف جسم يتجاوز طوله 10 سنتيمترات. 

ويحذر خبراء الوكالة من أن اصطدام قطعة صغيرة لا تتعدى سنتيمترا واحدا قد يطلق طاقة تعادل انفجار قنبلة يدوية، ما يضاعف المخاطر على المركبات الفضائية.

وفي نوفمبر الماضي، اضطرت مركبة صينية لتأجيل عودتها إلى الأرض خشية الاصطدام بشظايا مدارية، في مؤشر جديد على تفاقم الأزمة.

فكرة تتحدى المستحيل

وسط هذه التحديات، قرر طالب ألماني شاب خوض مغامرة غير مسبوقة ففي ميونيخ، أسس ليونيداس أسكياناكيس، البالغ 22 عاماً، شركة ناشئة تحمل رؤية طموحة تنظيف المدار الأرضي من النفايات.

من فكرة وُلدت في عطلة إلى مشروع مدعوم بالملايين

بدأت القصة مع أول محاضرة تلقّاها في هندسة الفضاء، حين تساءل: «كيف تبقى النفايات 200 عام في المدار دون أن يتدخل أحد؟». 

ومع مرور الوقت، تطورت الفكرة خلال عطلة قضاها في جزيرة كريت، قبل أن تتخذ مساراً عملياً حيث تخطط شركته Project-S لإطلاق أقمار صناعية متطورة مزودة برادارات عالية الحساسية وخوارزميات قادرة على رصد الشظايا الصغيرة التي يقل حجمها عن 10 سنتيمترات، ومن ثم تُرسل روبوتات فضائية لجمع هذه القطع.

وتسعى الشركة إلى تحقيق إيرادات من خدمات الرصد والإبلاغ عن مواقع الحطام، إضافة إلى عمليات جمع النفايات بعد دخول قانون أوروبي جديد يلزم مشغلي الأقمار الصناعية بالتخلص من مخلفاتهم المدارية.

دعم بافاري بلا شروط

وجد مشروع أسكياناكيس دعماً كبيراً من حكومة ولاية بافاريا، التي ضخت أكثر من 245 مليون يورو في مشاريع فضائية خلال السنوات الأخيرة، من بينها مراكز عمليات قمريّة وشركات ناشئة مبتكرة.

هذا الدعم مكن الشركة من التخطيط لأول مهمة فضائية لها في عام 2026، بينما يؤكد أسكياناكيس أنه لا ينوي مغادرة ألمانيا قائلاً: «لماذا أذهب إلى كاليفورنيا وأنا أملك هنا أفضل الظروف؟».

قانون أوروبي يمنح المشروع دفعة جديدة

في توقيت مثالي، دخل قانون فضائي جديد للاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ بعد أسابيع من تأسيس Project-S، يفرض على مشغلي الأقمار الصناعية التخلص من حطامهم المداري. 

وقد شكّل هذا القانون قوة دفع إضافية للمشروع، مانحاً الشركة الألمانية الناشئة فرصة ذهبية لتقديم حلول أصبحت الآن مطلباً قانونياً.

في وقت تتزايد فيه المخاطر فوق رؤوسنا، يبدو أن "تنظيف الفضاء" لم يعد مجرد فكرة علمية، بل تحول إلى صناعة ناشئة قد تعيد رسم مستقبل الملاحة الفضائية بالكامل.