قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مدارس الأونروا في المناطق الخمس.. واقع تعليمي مظلم ومستقبل مجهول نتيجة الاحتلال

تدمير مدارس الأونروا
تدمير مدارس الأونروا

دعا المشاركون في الاجتماع المشترك 34 بين مجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين في دورته (92) والمسؤولين عن شؤون التربية والتعليم بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) اليوم الخميس، جامعة الدول العربية والدول الأعضاء للاستمرار في جهودهم لمناصرة وتفعيل التواصل الدبلوماسي مع كافة الدول بهدف حشد الدعم السياسي اللازم لتجديد تفويض الأونروا والتأكيد على الدور الحيوي الذي تضطلع به الوكالة في حماية الخدمات التعليمية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس.

جاء ذلك في التوصيات الصادرة عن الدورة (34) للاجتماع المشترك، الذي عقد خلال الفترة من 23 إلى 26 الجاري، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، برئاسة مندوب دولة فلسطين في الجامعة العربية السفير مهند العكلوك، وبمشاركة الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير فائد مصطفى.

تدمير 90% من مدارس الأونروا 

وأدان الاجتماع، ما تتعرض له العملية التعليمية من تدمير شامل منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، وذلك باستهداف إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) للقطاع ما أدى لتدمير 90% من مدارس الأونروا وتحول الباقي منها إلى مأوي للنازحين وتوقف الدراسة.

ودعا الدول المانحة لتوفير الدعم المالي واللوجيستي للأونروا لإعادة بناء وتشغيل المرافق والخدمات التعليمية في قطاع غزة، مع توفير مساحات آمنه للتعلم بشكل مرحلي حتى استكمال عملية البناء وبما يضمن وصول الأطفال والشباب لخدمات التعليم وفقا لما نص عليه القانون الدولي.

وأكد الاجتماع، أن الأمانة العامة للجامعة العربية تواصل مع الدول الأعضاء من الدول العربية المضيفة والأونروا الدعوة لتعبئة الموارد لضمان أن تكون المدارس والمساحات التعليمية آمنة ومحمية وأن يكون لدى الأونروا وشركاؤها الموارد الكافية للعمل.

وأدان القانونان الصادران عن الكنيست الإسرائيلي بشأن حظر أنشطة الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة ومنع المسؤولين الإسرائيليين من التعامل مع موظفي الأونروا والتأكيد أن هذين القانونين باطلان ومخالفان للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وإقرار الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الأولى لمشروع قرار بقطع المياه والكهرباء عن منشآت الأونروا، واللذان يتعارضان مع القانون الدولي، ودعوة المجتمع الدولي بدوله وهيئاته ومؤسساته للتصدي لهذه القوانين وتمكين الأونروا من الاستمرار في القيام بمهامها وفقا لتفويضها الأممي.

وأدان الاجتماع المشترك، ما تتعرض له مجتمعات اللاجئين في الضفة الغربية من عنف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين والتي أدت منذ بدء العام 2025 إلى تهجير ما يقارب من 35 ألف لاجئ فلسطيني من مخيمات جنين، طولكرم، ونور شمس، ما أدى إلى توقف الخدمات التعليمية لما يقارب 4000 طالب وطالبة في عشرة مدارس تابعة للأونروا في تلك المخيمات.

كما أكد دعمه لجهود الأونروا في استعادة التعليم وخلق مساحات بديلة لهؤلاء الطلاب بما يضمن وصولهم لحق التعليم الذي يضمنه القانون الدولي والاعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وحث الاجتماع المشترك، الأونروا على تقديم خدمة التعليم ما قبل المدرسي أسوة بمدارس المملكة الأردنية الهاشمية، وبما ينسجم مع توجهات وزارة التربية والتعليم الأردنية في خطتها بالاستيعاب الكامل للطلاب في الصف التمهيدي، وكذلك في الأقطار الأخرى.

تمويل تأهيل وإعادة بناء المدارس

كما دعا مدراء التعليم في مناطق عمليات الأونروا الخمس إلى تقديم مشاريع تفصيلية بميزانية محددة للأمانة العامة لجامعة الدول العربية لبحث سبل المساعدة والمساهمة في إيجاد مصادر لتمويلها.

ودعا إلى ضرورة مواصلة دعم ومناصرة الأونروا لمواصلة تنفيذ خطتها للتعليم في حالات الطوارئ من أجل تزويد خدمات التعليم والدعم النفسي والإجتماعي للأطفال والمراهقين في المناطق المتضررة.

كما أكد أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين مجلس الشؤون التربوية وإدارة الوكالة لتحسين الخدمات التربوية والتعليمية وتذليل الصعوبات التي تعرقل هذه الخدمات، وتأكيد أهمية الاستمرار في عقد الاجتماع المشترك في أوقاته المحددة وضرورة حضور المسؤولين عن شؤون التربية والتعليم في الأونروا في مناطق عمليات الأونروا الخمس وتمثيل عالي المستوى لدائرة التربية والتعليم في الرئاسة العامة لما يحققه ذلك من فوائد جمة على صعيد عمل الأونروا وعلى صعيد العملية التربوية لأبناء اللاجئين الفلسطينيين.

وطالب الاجتماع بمواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز مخرجات التعلم، بما في ذلك من خلال التعليم الرقمي، والالتزام بالعمل المشترك والتبادل المستمر للخبرات بشأن التعليم الرقمي ومشاركة أفضل الممارسات وتعزيز التعلم بين البلدان والأونروا، بالإضافة إلى حشد الدعم الإضافي لضمان قدرة الأونروا على تنفيذ استراتيجيتها للتعليم الرقمي في مناطق عملياتها الخمس.

كما أكد ضرورة تأمين تمويل صيانة وتأهيل وإعادة بناء مدارس صديقة للأطفال، وبما يراعي ذوي الاحتياجات الخاصة، لاستبدال المباني المستأجرة والمتداعية واستحداث مدارس جديدة لتقليل عدد المدارس التي تعمل بنظام الفترتين، ومعالجة مشكلة اكتظاظ الفصول، وتأهيل مساحات خضراء أكثر فيها فيما يتوافق مع سياساتها المتعلقة بالبيئة الخضراء.

وأدان ما تتعرض له المدارس والمنشآت التعليمية من اعتداءات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة مناصرة الأونروا في استئناف خدماتها في مدارس القدس الشرقية ومدارس مخيمات (جنين- طولكرم - نور شمس).

وأشاد الاجتماع المشترك، بافتتاح الأونروا مدراس جديدة في مناطق عملياتها، مدرستين بالضفة الغربية مع بدء العام الدراسي 2024 -2025، ومدرسة بالأردن مع بدء العام الدراسي 2025- 2026، والتي ستسهم بشكل كبير في معالجة مشكلة الإكتظاظ الطلابي في الفصول الدراسية، وطالب المجلس الدول المانحة بتقديم تمويل إضافي جديد للأونروا لإعادة إعمار المدارس المدمرة في قطاع غزة وسوريا لاستيعاب الطلاب.

وطالب الأونروا بالاستمرار في اعتبار المنهاج الوطني في مدارس الأونروا أمر سيادي والعمل بمقتضاه، ودعوة الدول العربية المضيفة لتزويد الأونروا بالكتب المدرسية سواء الورقية أو الرقمية المحملة على الأجهزة اللوحية بشكل مجاني.

كما طالب الاجتماع المشترك، بالاستمرار في التواصل مع الدول العربية المضيفة بخصوص موائمة المناهج والكتب المدرسية المستحدثة في مدارس الوكالة مع مبادئ وقيم الأمم المتحدة ومعايير اليونسكو، وتعزيز تاريخ وثقافة فلسطين وهويتها، مؤكدا ضرورة تأمين تمويل تزويد المدارس بالأثاث الملائم في الصفوف من أجل تعليم تفاعلي أفضل بين الطلاب والمعلم ودعم الأونروا لتوفير التمويل اللازم لتأمين الحاجات والمستلزمات الضرورية للتعليم والتعلم ذي الجودة بما فيها مختبرات العلوم والحاسوب.

برنامج المنح والبحث عن مانحين 

وطالب كذلك باستمرار الأونروا بإدارة برنامج المنح والبحث عن مانحين جدد لتأمين بعثات دراسية جامعية لأبناء اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، والدعوة إلى تحديث برامج التعليم العالي بالأونروا.

كما أشاد بمشاركة ممثلي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة وإتحاد الجامعات العربية في الاجتماع المشترك، ودعوة الأونروا إلى تعزيز شراكتها معهم خاصة في مجال المنح الدراسية.

ودعا الاجتماع إلى دعم الأونروا في التوسع ببرنامج التعليم المهني لزيادة الفرص التدريبية لأبناء اللاجئين الفلسطينيين، ما يزيد فرصهم بالانخراط في سوق العمل والعيش الكريم، مؤكدا ضرورة دعم الأونروا لتمكينها من الاستمرار في تطبيق منحى التعليم الجامع، الذي يدعم الصحة الجسدية والنفسية وضمان رفاه الطفل، وخاصة برامج الصحة المدرسية والتغذية.

وطالب الأونروا بزيادة عدد المرشدين في مدارسها لتعزيز الدعم النفسي للطلبة في مناطق عملياتها الخمس من خلال تطبيق معايير جديدة تعزز ذلك، داعيا لاستمرار برنامج التعليم في العمل بشكل شمولي ومترابط بما ينسجم مع هدفه الاستراتيجي لتحقيق تعليم نوعي جامع ومنصف يضمن أفضل تحصيل للطلبة.

وثمن المجتمعون جهود الأونروا المستمرة وفي مجالات مختلفة للتغلب على الفجوة التعليمية الناتجة من استمرار السياق الصعب الذي تعمل فيه الأونروا.

وعبر المجتمعون عن تقديرهم للجهود التي يبذلها المفوض العام للأونروا وإدارات الوكالة في مناطق عملياتها الخمس وخاصة الضفة الغربية وقطاع غزة في تقديم الخدمات لأبناء الشعب الفلسطيني الذين يتعرضون للعدوان والاحتلال الإسرائيلي المتواصل والتأكيد الدائم على استمرار تقديم خدمات الوكالة في مناطق عملياتها الخمس حتى إيجاد الحل العادل لقضية اللاجئين.

وطالب الاجتماع بضرورة دعم وكالة الغوث الدولية للاستمرار في تكثيف جهودها في حث الدول المانحة على تسديد التزاماتها في المواعيد المحددة، وإمكانية التمويل طويل الأمد لبرامج الوكالة وزيادة مساهماتها بما يتناسب مع الزيادة في حجم الخدمات المطلوبة ومواصلة العمل على توسيع قاعدة المتبرعين من الدول والمنظمات المختلفة وزيادة موازنة البرامج التعليمية في مناطق عملياتها الخمس، وعدم إلقاء أية أعباء إضافية على مجتمع اللاجئين والدول العربية المضيفة حتى تتمكن الوكالة من تأدية خدماتها على أفضل وجه، وتنفيذ خطتها.

كما عبر المجتمعون عن تخوفهم من التداعيات السلبية لاستمرار الإجراءات الإدارية والمالية التقشفية التي تمس بشكل مباشر نوعية الخدمة المقدمة وذلك يتضمن نظام عمل المعلمين بالمياومة وكذلك تقليص عدد الأذنة في مدارس الوكالة.

ودعا المجلس الأونروا لإعادة النظر في بعض المعايير وخاصة ما يتعلق بحجم الصف ليكون عدد الطلاب في الصف بحد أقصى 45 طالباً بما يسهم في تخفيف اكتظاظ الصفوف، وتعيين المزيد من المعلمين والمرشدين التربويين في مدارس الوكالة.

إعادة إعمار التعليم في غزة

وأكد المجتمعون على ضرورة عقد الاجتماع سنويا، على أن يعقد خلال شهر نوفمبر في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.

وفي نفس السياق طالب مجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين في دورته (92) في اجتماع منفصل برئاسة فلسطين، بإنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار التعليم في قطاع غزة يخصص لإعادة بناء المدارس والجامعات وتوفير البنى التحتية البديلة والآمنة.

كما دعا لتوفير غرف صفية متنقلة وحلول تعليمية مرنة لضمان استمرار العملية التعليمية في المخيمات والمناطق المتضررة، والدعوة لدعم برامج الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة والمعلمين المتأثرين بالعدوان.

ودعا المجلس لتقديم دعم مالي مباشر لتغطية العجز الناتج عن حجز الأموال الفلسطينية، بما يضمن استمرار دفع رواتب المعلمين وتمويل المدارس، والدعوة لاطلاق مبادرات لوجستية تساعد في ضمان وصول الطلبة والمعلمين إلى مدارسهم رغم وجود أكثر من (1200) حاجز وبوابة عسكرية.

ومن جانبه طالب السفير مصطفى، المجتمع الدولي بكافة دوله وهيئاته ومؤسساته بالعمل على توفير الدعم السياسي والمالي للأونروا لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية للاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق عملياتها الخمس وفقا لتفويضها الأممي، والتأكيد أن الأونروا لا غنى ولا بديل عنها خاصة في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة.

كما أكد السفير العكلوك، ضرورة أن يكون هناك جهد عربي ودولي مشترك لضمان استدامة العملية التعليمية.