أعلنت دار الإفتاء، دخول أول ليلة من شهر رجب مع غروب شمس اليوم السبت، لتكون ليلة الأحد 21 ديسمبر أول أيام شهر رجب 1447هـ.
أول ليلة من شهر رجب
وأول ليلة من رجب هي ليلة مستجابة على أرجح الآراء، وفي استحباب إحياء أول ليلة من رجب وصيام نهارها روى الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس ليالٍ لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر).
وهذا الحديث وإن كان فيه ضعف إلا أنه تقَوَّى بفعل السلف الصالح؛ فقد ورد عن السلف الصالح استحباب إحياء أول ليلة من رجب وأن الدعاء فيها لا يرد.
كما جاء عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قوله: "يعجبني أن يفرغ الرجل نفسه في أربع ليال: ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان وأول ليلة من رجب". (التبصرة لابن الجوزي).
كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: خمس ليالٍ لا يرد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان وليلتي العيدين. (المصنف لعبد الرزاق).
دعاء اول ليلة في رجب
رُوي أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى هلال رجب قال: "اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَ شَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَ الْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَ غَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ".
كما قال الإمام الشافعي: "بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان". (الأم).
وعنه أنه قد ذكر القطب الرباني ، الشيخ عبد القادر الجيلاني ، في كتابه «الغنية»: أنَّ ممَّا يطلب أن يُدْعَى به في أول ليلة من رجب هذا الدعاء: إلهي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُتَعَرَّضُونَ وَقَصَدَكَ الْقَاصِدُونَ، وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ؛ وَلَكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ نَفَحَاتٌ وَجَوَائِرُ ، وَعَطَايَا وَمَوَاهِبُ ، تمنُ بهَا عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ ، وَتَمْنَعُهَا مِمَّنْ لَمْ تَسْبِقُ لَهُ الْعِنَايَةُ مِنْكَ، وَهَأَنَذَا عَبْدُكَ الْفَقِيرُ إِلَيْكَ ، الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ؛ فَإِنْ كُنْتَ يَا مَوْلاَيَ تَفَضَّلْتَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَجُدْتَ عَلَيْهِ بِعَائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ.. فَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
ومن دعاء أول ليلة من شهر رجب «اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ وَلا دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ وَلا مَرِيضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ وَلا مُبْتَلَى إِلاَّ عَافَيْتَهُ وَلا ضَالاً إِلاَّ هَدَيْتَهُ وَلا غَائِباً إِلاَّ رَدَدْتَهُ وَلا مَظْلُوماً إِلاَّ نَصَرْتَهُ وَلا أَسِيراً إِلاَّ فَكَكْتَهُ وَلا مَيِّتاً إِلاَّ رَحِمْتَهُ وَلا حَاجَةً لَنَا فِيهَا صَلاحٌ وَلَكَ فِيهَا رِضاً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا بِفَضْلِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ ولا حولا ولا قوه إلا بالله العلي العظيم».
كما يمكن ترديد دعاء: «اللهم زدنا في شهر رجب نوراً في القلب وضياءً في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب العباد واغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا يارب العالمين»، « لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين، اللهم إني أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
دعاء أول ليلة في رجب مستجاب
و أفادت دار الإفتاء المصرية ، عن دعاء الليلة الأولى في رجب بأنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أن الدعاء عبادة، وأنه من أفضل الطاعات التي يحبها الله سبحانه وتعالى، منوهًا بأنه إذا كان هذا فيما يخص الدعاء عامة وفي أي وقت، فإنه يكون مستحبًا في أول ليلة من شهر رجب بخصوصه مستحبٌّ، وهي ليلة يستجاب فيها الدعاء .
وبينت « الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «هل دعاء أول ليلة في رجب مستجاب؟» ، أنه فيما ورد عن السلف الصالح –رضوان الله تعالى عنهم-، أن هناك خمس ليالي تُفتح فيها أبواب السماء ، ويستجيب الله سبحانه وتعالى فيها الدعاء، مشيرة إلى أن ليلة الجمعة تُعد أولى الليالي الخمس، التي تُفتح فيها أبواب السماء، ويستجيب الله فيها الدعاء.
وتابعت: والثانية هي أول ليلة من رجب، والثالثة هي ليلة النصف من شهر شعبان، والرابعة ليلة الأضحى، والليلة الخامسة ليلة الفطر، موصية بالحرص على الإكثار من الدعاء في تلك الأوقات المباركة ، وتحري كل أوقات استجابة الدعاء الواردة في الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة.
واستشهدت في دعاء أول ليلة في رجب ، بما جاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: «خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبَ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةُ الْعِيدِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ» رواه البيهقي في شعب الإيمان.بقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في كتابه "الأم" (1/ 264): «وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ: إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ».
وعن صيغة دعاء أول ليلة في رجب ، أكدت الإفتاء أن الأمر في الدعاء واسع؛ لعموم قول الله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر: 60)، وقال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»



