أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال محمود من البحيرة، قال فيه: «أنا لقيت 500 جنيه من شهر، وسألت كتير لو حد ضايع منه فلوس وما حدش سأل عليها، فهل حرام إني أخدها؟».
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقاء تلفزيوني ، اليوم الاثنين، أن هذه المسألة تُعرف في الفقه الإسلامي باسم «اللقطة»، واللقطة معناها أن يجد الإنسان شيئًا مفقودًا أو ساقطًا من صاحبه فيلتقطه، مشيرًا إلى أن الغرض من تشريع اللقطة في الإسلام ليس التملك ولا اعتبارها «رزقًا ساقه الله»، كما يظن بعض الناس، وإنما الغرض الأساسي هو إيصال الأمانة إلى صاحبها الحقيقي.
وبيّن أن التقاط اللقطة هو تكليف شرعي وأمانة في عنق من وجدها، وليس منحة أو نفحة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، موضحًا أن الإنسان حين يلتقط مالًا أو شيئًا مفقودًا فإنه يتحمل أمانة يجب عليه أداؤها، لأن الشريعة الإسلامية قائمة على حفظ الحقوق وردّها إلى أصحابها.
وأشار الشيخ أحمد وسام إلى أنه في حال تعذر الوصول إلى صاحب الشيء المفقود، خاصة في الحياة المدنية المعاصرة التي اتسعت واختلط فيها الناس، حيث قد يعيش الجيران في عمارة واحدة سنوات طويلة دون معرفة حقيقية ببعضهم البعض، فقد قرر القانون المصري – بحكمته – آلية واضحة للتعامل مع اللقطة، وهي تسليمها إلى أقرب نقطة شرطة من المكان الذي وُجدت فيه.
وأوضح أن هذا الإجراء يحقق المقصد الشرعي، لأن الشخص الذي فقد ماله أو متاعه سيتجه منطقيًا إلى قسم الشرطة أو نقطة الشرطة الواقعة في نطاق المكان الذي فقد فيه الشيء، لتحرير محضر أو السؤال عنه، تمامًا كما هو الحال في «مكتب أمانات الحرم»، حيث يتوجه من فقد شيئًا للسؤال عنه في المكان المخصص لذلك.
وضرب أمين الفتوى مثالًا آخر بما يحدث في وسائل المواصلات العامة، موضحًا أن من يفقد محفظة أو هاتفًا أو مالًا أثناء ركوبه وسيلة مواصلات، يكون تفكيره المنطقي أن يسأل عن موقف هذه المواصلات أو الجهة المسؤولة عنها، وبالفعل يجد كثير من الناس متعلقاتهم المفقودة في هذه الأماكن، وهو نفس المنهج الذي اعتمده المشرّع في مسألة اللقطة.
وأكد الشيخ أحمد وسام، أن الغرض من اللقطة في الإسلام هو ردّ الشيء المفقود إلى صاحبه، وليس تملكه أو الانتفاع به، داعيًا الجميع إلى التحلي بالأمانة والقيام بحق ما حمّلهم الله إياه، لأن أداء الأمانات من أعظم القربات وأوضح علامات الإيمان.

