قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الموت يأتي غفلة.. خالد الجندي: أغلب من يفارقون الحياة لا يكونون مستعدين

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن من أعظم نعم الله على الإنسان أن يمد له في العمر حتى يتوب، موضحًا أن فرصة الرجوع إلى الله هي نعمة كبرى قد يغفل عنها كثيرون.

خالد الجندي: العمر نعمة كبرى لأنها فرصة للتوبة قبل فوات الأوان
 

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الثلاثاء، أن كثرة الحوادث التي تمتلئ بها الأخبار يوميًا تؤكد أن الموت يأتي على غفلة، نافياً ما يُشاع عن شعور الإنسان بقرب موته قبلها بمدة، مشددًا على أن أغلب من يفارقون الحياة لم يكونوا مستعدين لتلك اللحظة، لأن أحدًا لا يخرج من بيته وهو يظن أنها نهايته.

وأوضح الشيخ خالد الجندي أن قوله تعالى إن الساعة تأتي فجأة لا يعني بالضرورة الأحداث الكونية العظمى ليوم القيامة، بل قد تكون الساعة بالنسبة للإنسان هي موته المفاجئ، مؤكدًا أن لا أحد يضمن أن يعيش ساعة أخرى، مشيرًا إلى أن الغفلة وترك الصلاة والخصومات من أخطر ما يبتلى به الناس وهم لا يشعرون بقرب الأجل.

وشدد على أن الندم بعد الموت لا ينفع، مستشهدًا بآيات الحسرة التي تصف حال الإنسان إذا أدرك الحقيقة بعد فوات الأوان، داعيًا إلى المسارعة بالتوبة وعدم تأجيلها، خاصة في الأيام المباركة، مطالبًا بإعلان حالة الطوارئ للتوبة فورًا والرجوع إلى الله قبل أن تُغلق أبواب الفرصة.

كيف نحقق مقام المراقبة ونتدارك الذنوب؟

وكان الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أكد أن النبي صلى الله عليه وسلم ربّى الأمة على مقام عظيم من مقامات الإيمان وهو مقام المراقبة.

وأوضح الشيخ خالد الجندي أن هذا المقام يتجلى بوضوح في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقِ الله حيثما كنت»، أي في أي مكان وزمان، في السر والعلن، داخل البلاد وخارجها، فالتقوى ليست مرتبطة بوجود الناس أو غيابهم، وإنما باستحضار نظر الله عز وجل الدائم إلى العبد، مؤكدًا أن هذه الوصية النبوية تختصر معنى المراقبة الحقيقي، وهو أن يعيش الإنسان وهو يشعر أن الله مطّلع عليه في كل أحواله.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان واقعيًا في تربيته للناس، فلم يقل لهم إنهم لن يخطئوا، بل قرر حقيقة إنسانية واضحة بقوله «كل ابن آدم خطاء»، موضحًا أن الوقوع في الذنب أمر وارد على كل البشر، لكن الخطورة الحقيقية تكمن في تأخير التوبة أو التسويف فيها، لأن الذنب إذا لم يُعالج فورًا تراكم على القلب وأثقل الروح.

وبيّن الشيخ خالد الجندي أن توجيه النبي صلى الله عليه وسلم «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» يحمل علاجًا عمليًا مباشرًا، ومعناه أن الإنسان إذا وقع في سيئة فعليه ألا يؤجل، بل يبادر فورًا بعمل صالح يمحو أثرها، ضاربًا مثالًا بمن يجلس في مجلس فينساق دون انتباه إلى ذكر إنسان بسوء. 

وأوضح الشيخ خالد الجندي أن العلاج النبوي هنا أن يترك هذا المجلس فورًا ويُتبع ما حدث بصدقة أو عمل خير خالص لله سبحانه وتعالى، لأن الحسنة إذا جاءت مباشرة بعد السيئة تمحو أثرها، أما تأجيل التوبة فيؤدي إلى تراكم الذنوب وتكلسها على القلب، وهو ما حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم. 

ونوه الشيخ خالد الجندي في ختام الحديث بقوله «وخالق الناس بخلق حسن» أن كمال المراقبة لا يكتمل إلا بحسن الخلق، لأن الأخلاق هي الترجمة العملية الحقيقية لمراقبة العبد لربه.