بان كي مون: عملية جينيف للسلام في سوريا تواجه أزمة حادة

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إن ترشح الرئيس السوري في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في يوليو المقبل، سيزيد من صعوبة المضي قدما في عملية جينيف الرامية الي إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في سوريا.
وأكد الأمين العام في مؤتمر صحفي اليوم علي حق أي دولة في إجراء انتخاباتها وفقا لقوانينها، لكنه استدرك قائلا "أما بالنسبة لسوريا، وبالنسبة لترشح الرئيس بشار الأسد، فإن ذلك من شأنه أن يصعب من دفع عملية جينيف قدما الي الأمام".
ورفض بان كي مون في المؤتمر الصحفي توجيه نداء خاص الي روسيا لإقناع الرئيس السوري بتأجيل أو عدم إجراء الانتخابات الرئاسية-التي أعلن المندوب السوري بالأمم المتحدة اليوم إجرائها في شهر يوليو المقبل- وقال الأمين العام في تصريحاته "لن أطلب من روسيا ذلك، لكنني أناشد أي دولة لديها تأثير سياسي علي دمشق أن تقنعها بأن يذهب وفدها إلي مفاوضات جينيف بأفكار بناء وإيجابية للتوصل الي حل سلمي للأزمة".
وأضاف الأمين العام قائلا "أعتقد أن هناك وهم لدي طرفي النزاع في سوريا بامكانية تحقيق نصر عسكري علي الطرف الآخر، وهذا وهم لدي الطرفين.إن الصراع لن يتم حسمه عن طريق القوة العسكرية، ولا يوجد بديل آخر سوي المفاوضات".
ودافع بان كي مون بشدة في تصريحاته عن الزيارة التي يعتزم المبعوث الخاص الي سوريا الأخضر الإبراهيمي القيام بها الي طهران، مؤكدا للصحفيين أن "إيران يمكن أن تقوم بدور مهم ومؤثر علي الحكومة السورية لإقناعها بأن تكون أكثر إيجابية في مفاوضات عملية جينيف للسلام".
وحذر بان كي مون من أن عملية جينيف تواجه أزمة حادة في الوقت، مشيرا إلي أنه بعد جولتين من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، لم يظهر الجانبان أي إرادة حقيقية في إنهاء معاناة الشعب السوري.
وجدد بان كي مون تأكيداته علي أنه "لا يوجد بديل آخر سوي الحل الدبلوماسي لإنهاء الأزمة في سوريا".
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم مناشدته المجتمع الدولي-وخاصة الدول المجاورة لسوريا – المساعدة في اتفاق الأطراف السورية المتناحرة على تدابير ملموسة لوضع حد للصراع.
وقال الأمين العام في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم إنه ليس كافيا أن يجلس ممثول الحكومة والمعارضة السورية في نفس الغرفة، ما يهم أكثر من غيره هو ما يفعلونه هناك".
وحث بان كي مون الطرفين في سوريا علي إظهار القيادة والرؤية والمرونة اللازمة لإنهاء الصراع، كما دعا روسيا والولايات المتحدة الأمركية إلى اتخاذ خطوات واضحة لإعادة تنشيط عملية جينيف للسلام.
وقال بان كي مون في الاجتماع غير الرسمي الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم حول الوضع في سوريا، " إن مئات الآلاف من الأرواح فقدت أو دمرت أمام أعين مجلس الأمن والجمعية العامة، وأجبر ملايين السوريين على الفرار من العنف والحرمان فيما دمرت مدن وقرى وتعرض التراث الثقافي العالمي لتهديدات خطيرة".
وأضاف الأمين العام أن الوضع في سوريا يزداد سوءا، فالمتطرفون يفرضون أيدلوجياتهم المتشددة والممارسات التمييزية، ويقيدون الحريات".
وحذر بان كي مون في كلمته الي أعضاء الجمعية العامة من أن استمرار تدفق الأسلحة علي سوريا سيؤدي فقط الي إطالة أمد الصراع، وزيادة معاناة الشعب السوري، مشيرا الي أن الطرفين يستخدمان مختلف أنواع الأسلحة ومنها القنابل البرميلية المصممة علي أحداث أعمال القتل والتشويه للمدنيين بشكل عشوائي.
وتحدث الأمين العام في كلمته عن الأعباء التي تتحملها الدول المجاورة لسوريا، مشيرا إلى التداعيات الإنسانية والأمنية والسياسية والاجتماعية الناجمة عن الصراع.
وأعرب عن أسفه إزاء فشل المجتمع الدولي، "ممثلا في جميع الموجودين في قاعة اجتماع الجمعية العامة، والمنطقة والسوريين أنفسهم في وضع حد للصراع".
كما دعا بان كي مون الحكومة السورية وقوات المعارضة إلى التحلي بالمسئولية والقيادة والمرونة والرؤية للارتقاء إلى مستوى التحدي.