قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قراءة في التقريب بين المذاهب الإسلامية


لست مقلداً – قلباً وقالباً – لمذهب عقائدى إسلامى تراثى أو معاصر مثل : الأشاعرة ، المعتزلة ، المرجئة ، السلفية ، الإمامية الأثنا عشرية ... إلخ ، أو غيرها حاضراً أو مستقبلاً.
ولست منتسباً – صفة وهوية – إلى مذهب فقهى إسلامى مثل : مذاهب أهل السنة والجماعة ( الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية ) ولا مذاهب الشيعة ( الجعفرية والزيدية ) ولا المذهب الإباضى ، ولا غير ذلك حاضراً أو مستقبلاً . ولا تابعاً لطرق سلوكية روحية كالصوفية ، حاضراً أو مستقبلاً.
ليست لى انتماءات سياسية مؤيدة أو معارضة إلى أن ألقى الله – عز وجل - .
نسبتى وانتمائى لمسمى ( الإسلام ) عقيدة وشريعة وسلوكاً ، مع الحق حيث كان لقوة دليله أو تحقيقه مصلحة أو دفعه مفسدة .
إذا علم هذا فإن الأزهر الشريف – وأشرف وأعتز بثقافتى الأزهرية – فى مناهجه يدعو إلى التعددية الفكرية والتنوع الفقهى فى المجتمع المسلم ، ويواصل حوار الحضارات مع أهل الكتاب خاصة المسيحيين ، وهذه محمدة للمرجعية الإسلامية الكبرى المعتمدة المعتبرة – ولله المنة والفضل - ، والتقريب بين المذاهب الإسلامية أولى وأهم .
والحق أن تراثنا التاريخى الإسلامى بحاجة إلى قراءة منصفة دقيقة عميقة عادلة لإعطاء كل ذى حق حقه ، بعيداً عن مرويات معظمها كتب فى غير عهده السياسى بل فيما يليه مما يفقده التجرد والموضوعية والواقعية ، مما ساهم إلى حد كبير إلى مبادئ تراثية متوارثة صارت مسلمات منها ما يؤجج الصراع الفكرى والعرقى والطائفى ، والمشهدين مذاهب ( السنة والشيعة ) لا يحتاج إلى براهين ، وما بين بعض أهل السنة كالحنابلة وبين الإباضية لا يفتقر إلى أدلة .
ومما يبعث على الغرابة والنكارة معاً أن تتسع صدور وتفسح عقول لحوار أديان وملل – والأصوب حوار حضارات أو ثقافات لأن الأديان والملل لا يفيد فيها وبينها حوارات - ، وتغلق مساعى التقريب بين مذاهب إسلامية معاصرة : السنة ، والشيعة : الإمامية والزيدية ، والإباضية ، كلها تتفق فى الأصول العامة لمكونات الدين الحق : الإيمانيات والعمليات ، والإحسانات ، وإن كانت لها رؤى فى أصول وفروع مبادئ أو أدبيات مذهبية .
قد كانت مساع مشكورة للتقريب بين هذه المذاهب الإسلامية فيما يعرف بالتقريب ومن رواد ذلك الإمام الراحل مولانا الشيخ محمود شلتوت – رحمه الله تعالى – بفتوى شهيرة وآراء علمية منها :
1- " إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتباع مذهب معين بل نقول : إن لكل مسلم الحق فى أن يقلد بادئ ذى بدء أى مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً ، والمدونة أحكامها فى كتبها الخاصة ، ولمن قلد مذهباً من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره ، ولا حرج عليه فى شىء من ذلك ، وأن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب ، فينبغى للمسلمين أن يعرفوا ذلك ، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة ، فما كان دين الله ، وما كانت شريعته بتابعة لمذهب ، أو مقصورة على مذهب ، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله – تعالى – يجوز لمن ليس أهلاً للنظر والاجتهاد تقليدهم ، والعمل بما يقررونه فى فقهم، ولا فرق فى ذلك بين عبادات ومعاملات.
2- " لسنا حريصين على أن تكون دراستنا فى الأزهر لمجرد العلم والتحصيل ، إنما نحن ندرس للاستيعاب والفهم ، ثم التطبيق والعمل بكل ما يمكن العمل به ، وفقه الشيعة مأخوذ ببعض أحكامه فى كثير من القانون عندنا، وكثير من علمائنا عمل ببعض أحكام العبادات عندهم ، ونحن إنما نرجع إلى الكتاب والسنة ، فمتى لم يخالف الرأى أصلاً من الأصول الإسلامية الصحيحة ، ولم يتعارض مع نص شرعى فلا بأس من تطبيقه، والأخذ به ، وذلك هو التقريب المنشود ، والتيسير المرجو .
إن دعوة ( التقريب ) بين المذاهب الإسلامية دعوة مباركة طيبة ، ترسخ الأخوة الإيمانية الإسلامية ، والزمالة العلمية ، والوحدة الإسلامية ، والنصوص الشرعية متوافرة ، والشواهد متكاثرة ، والاستنباطات متعاضدة .
وهنا ينبغى التنبيه والتنويه على أمور مهمة :
1- ليس معنى فتوى الإمام الراحل الشيخ / محمود شلتوت ، ومن أيدوه تحول المسلم السنى إلى مسلم شيعى ، كلا ، فليس من المقبول ولا المعقول فى المنهج العلمى السليم ، والالتزام العملى الحقيقى اعتناق المسلم السنى لآراء تخص الشيعة مرفوضة من نظرنا كأمور الإمامة التى يرونها أصلاً شرعياً ، ولا استحلال نكاح المتعة ، ولا تنقيص سادتنا الصحابة – رضى الله عنهم أجمعين ، ولا الخوض فى أعراض سادتنا آل البيت – رضى الله عنهم أجمعين - ، ولا عصمة سادتنا آل البيت – رضى الله عنهم أجمعين - ، وليس مطلوبا من الشيعى المسلم اعتناق ما يراه مخالفاً لمبادئ مذهبه كالأولوية فى الخلافة الراشدة ، وليس مطلوبا من المسلم السنى اعتناق مبادئ الإباضية من تحفظهم على تصرفات الخليفتين الراشدين ، سيدنا عثمان وعلى – رضى الله عنهما – ولا البدء بخطب الجمع والعيدين بالبسملة ولا القول بفساد الصوم بالغيبة أو القول بعدم المسح على الخفين أو الاستنجاء من خروج الريح ... الخ .
فالمطلوب هنا هو التعاون فى الأصول العامة ، والإعذار للمخالف فى الفروعيات ، وإعادة النظر وفق فقه ( المراجعات ) وفقه ( الموازنات ) فى الأمور الخلافية كأعمال بحثية بوسائل وسياسية شرعية وبآليات البحث العلمى والمتعمدة ، وضبط الاصطلاحات التاريخية ضبطاً بتأصيل وتنظير وتجرد مثل ( أهل السنة والجماعة ) ، ( الخوارج ) ، ( الشيعة ) ، ( الإمامة ، الولاية ، الخلافة ) .
وحصر وقصر ذلك فى التراث غير الموروث الآن لعدم جدواه أى حقبة تاريخية بإيجابياتها وسلبياتها تكون ذكريات الماضى ، وليست عدة الحاضر ولا أملاً المستقبل ، والبعد التام عن قذائف : التكفير والتنابز بألقاب مسيئة ، ونعوت رديئة كالبدعة والفسق.