- تعرف على سر العلاقة بين بديع خيري ونجيب الريحاني
- ولد في حي المغربلين وحفظ القرآن الكريم
- كتب أول قصيدة زجلية في عمر الـ13
- كتب أشهر أغاني فنان الشعب سيد درويش
في مثل هذا اليوم من عام 1966، ودعنا الفنان الكبير بديع خيري، الذي ولد بحي المغربلين، وهو أحد أشهر الأحياء الشعبية في قاهرة المعز، الذي يحمل عبق التاريخ والتراث المصري الأصيل، ألحقه والده بـ(الكّتاب) حتى حفظ القرآن الكريم، ما جعله يستطيع ان يلم بأصول اللغة العربية ومفرداتها، واستطاع ان يكتب الزجل في سن مبكرة، وكانت اول قصيدة زجلية له وعمره 13 عاما.
عُين مدرسا للغة الانجليزية، لكنه صمم علي تنمية مواهبه الفنية، من حيث الكتابة وبدأ كتابة المونولوج ثم عرج إلي تأليف المسرحيات، فكانت اول مسرحية له هي "اما حتة ورطة" عام 1908، ثم كتب الحوار لعدد من الاعمال السينمائية منها فيلم "انتصار الشباب"، "العزيمة" ، "جمال ودلال"، "ورد الغرام"، و"الباشمقاول"، و"ما اقدرش"، و"لهاليبو"، و"احمر شفايف".
التقي بفنان الشعب سيد درويش ونجح بديع خيري في إمتاعنا بعدد من اعظم الاغاني التي نسمعها حتي الان، وتغني بها سيد درويش في فترة كانت تعاني فيها المحروسة من مرارة الاحتلال الانجليزي، ونجح "خيري ودرويش" في اشعال لهيب الحراك الشعبي عقب نفي الإنجليز لسعد زغلول ليغني درويش أغنيته الخالدة "قوم يا مصري"، التي كانت نشيدا للزحف الشعبي ضد المستعمر الغاشم وبعد عودة سعد زغلول غني "سالمة يا سلامة"، كما كتب بديع ايضا أغنية "الحلوة دي قامت تعجن في البدرية"، التي اعتبرت علامة في تاريخ الطرب المصري.
وفي عام 1918 شاهد الريحاني، احدي مسرحيات خيري التي كتبها لفرقة صغيرة من الهواه علي احد المسارح بشارع عماد الدين ولكنها لم تكن منسوبة لاسم شخص معين، وحينما سأل الريحاني عن مؤلفها ادعى احد اصدقاء خيري انه هو المؤلف فشعر الريحاني بالشك والريبة لمعرفته المسبقة بقدرات هذا الرجل الفنية.
استمر الريحاني يتعامل مع هذا المؤلف ونجحت مسرحياته منها علي "كيفك، وكله من دة" اما خيري المؤلف الحقيقي فظل يري نجاح اعماله دون ان يجرؤ علي الافصاح بأنه المؤلف الحقيقي خوفا من افتضاح امره وفقدان وظيفته كمدرس للغة الانجليزية.
وذات يوم طلب الريحاني من المؤلف المزيف بعض التعديلات في احدي المسرحيات فاضطر الرجل الي مصارحته بالحقيقة وبات بديع خيري هو مؤلف المسرحية الحقيقي وليس هو فأخبره الريحاني بأنه يريد التعامل معه، وبالفعل تقابلا وابدي الريحاني اعجابه الشديد بقلمه وكتب معه العقد وكان ذلك بداية التعاون بين قطبي من اشهر اقطاب الفن في الأربعينيات من القرن الماضي وأصبح بديع خيري هو كلمة السر في نجاح وتألق وشهرة نجيب التي دامت حتي بعد رحيل الريحاني.