قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

" السيسى – عبدالله " .. مشهد فى كُتب التاريخ !


قام العاهل السعودى الملك عبدالله من فوق مقعده ..نظر إلى المشير السيسى الذى أصبح رئيساً لمصر.. قال له بترحاب شديد وفرحة ، بدت للجميع على ملامح وجهه "أهلا فخامة الرئيس .. أهلاً .. طيب ان شاء الله "
توجه إليه الرئيس المصرى مُسرعاً بإعزاز، وود شديد ، وأخذ يصافح ضيفه الكبير وهو على متن طائرته الملكية ، وفى تلك الأثناء ، فوجئ بالملك عبدالله يبادره بالقول «أنا آسف» فى إشارة منه إلى عدم قدرته على النزول من طائرته، بعد رحلته التى وصل منها من المغرب

.. جاء رد الرئيس السيسى على ماقاله الملك عبدالله أن طبع قبلة فوق رأسه ، بينما أخذ السيسى يقول له " دا كتير .. دا كتير "

فى الوقت نفسه جاء رئيس الوزراء المصرى ، ووزير دفاعها ليصافحا الملك عبدالله ، بينما اصطف باقى أعضاء الوفد السعودى الموجودين على الطائرة ، لمصافحة الرئيس السيسى ، بحفاوة وود وقوة .

.. كان هذا هو بداية المشهد الذى جمع ملك السعودية ورئيس مصر ، فى هذا الظرف التاريخى ، قبل جلوسيهما سوياً فى جلسة تباحث للأوضاع الصعبة الراهنة فى المنطقة بأسرهانهاية الإسبوع الماضى .

.. الغريب أن البعض ، خاصة هؤلاء الذين لايريدون الخير لمصر فى عهد السيسى والمُتربصين بالشعبين يتحدثون عن المشهد بإستخفاف وتسفيه له ، وأخذوا يسخرون منه بالحديث عن " زيارة نص الليل ، والحضن ، والقبلة ، والمحتاج يطلع الطيارة "

.. وبينما يعيش بعضنا مرحلة الإستخفاف والبلادة والعته ، فإن المشهد نفسه فى تصورنا له وقع آخر لدى القوى الكبرى والإقليمية ، وخاصة الولايات المتحدة وعشيقتها إسرئيل ، ومعهما دول تجمعت مصالحهم الآن مثل إيران وتركيا وقطر ، لأنهم يُدركون خطورة المشهد عليهم .. ينظرون إليه بوعى مُختلف عن تلك المُهاترات التى إعتاد البعض عليها من شعوبنا

.. هذه القوى نظرت إلى المشهد ، فى تلك الظروف الإستثنائية التى يشهدها العالم كله ، على أنها زيارة تاريخية ، ليس فقط لأنها اول زيارة رسمية لزعيم إلى مصر بعد انتخاب الرئيس السيسي رئيسا لمصر، ولكن أيضاً لأنها تحمل دلالات وأبعادا ورسائل قدمها العاهل السعودى لكل من يسعى لاستبعاد مصر ، والسعى إلى خرابها ، ونشر الفوضى فيها .

تأكدت هذه القوى أن " الداخل بين مصر والسعودية خارج " وأن ما يحدث في العراق وسوريا و ليبيا ، قد أكد لجناحي الأمة العربية - مصر والسعودية - أن مايسمونه بـ " الربيع العربى " ، ماهو إلا مؤامرة قد جنت ثمارها ، وباتت نتائجها واضحة وأصبحت باقى الدول العربية فى حال استمرارها – بما فيها مصر والسعودية - على مشارف الضياع ، وأن ساعة العمل قد بدأت لمواجهة " خطة تضييع البلدين "

.. ان المشهد الذى جمع الملك عبدالله والرئيس السيسى فى مطار القاهرة ليلة الجمعة فى العشرين من شهر يونيو عام 2014 الساعة التاسعة والنصف مساءاً ، رُبما تتدارس آثاره الأجيال القادمة من شعوبنا العربية

.. رُبما يأتى اليوم الذى تذكر فيه كُتب التاريخ أن" زيارة ليلية قام بها ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى بداية عهده بالحكم ، والتقاه على طائرته بمطار القاهرة لمرضه ، وأن هذه الزيارة كانت البداية الحقيقية لمواجهة المؤامرة التى تزعمتها الولايات المتحدة القوى العظمى فى العالم حينذاك ، وأن هذا اللقاء شهد وضع تفاصيل خطة مواجهة المؤامرة ، وهى نفس الخطة التى مثلت بداية النهاية للنفوذ الأمريكى بالمنطقة ، بل وإنهيار سيطرتها السياسية على العالم " .

مانقوله ليس حُلماً ولاخيالاً ..بل ربما تؤكده الأحداث ذات يوم بعد الإفصاح عن تفاصيل الجلسة الثنائية بين الزعيمين فى وثائق البلدين السرية !
إن لقاء الملك عبدالله والسيسى أكبر بكثير من لقاء تهنئة لرئيس جديد ، وشكر وعرفان لموقف ملك دولة عربية لشقيقتها ، ولاهو مدعاة للضحك وإطلاق النكات الخارجة من المغيبين أوالحاقدين فى هذا الزمان .. الأمر أجل من ذلك !