قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بسبب الانفلات الأمني..اعتداءات يومية على المستشفيات الحكومية..والأطباء يهددون بالامتناع عن العمل إذا لم يتم زيادةالتأمين


تتعرض المستشفيات الحكومية بشكل مستمر لسلسلة من الحوادث المتكررة ما بين اعتداء على أطباء وتحطيم محتويات المستشفيات وسرقة الأدوية ، ولكن بشاعة الحادث الأخير الذي تعرض له مستشفي الموظفين بإمبابة صباح الأربعاء الماضي لم يكن اعتداء فقط علي الأطباء بل بلغ حدته أن تسبب أقارب مريض توفي داخل المستشفي في وفاة أحد المرضي الذي كان يعالج داخل غرفة العناية المركزة عندما قاموا بفتح طفايات الحريق وهو ما تسبب في اختناقه وإصابة العشرات من المرضي بالذعر والرعب نتيجة الحادث.
ولم يكن هذا هو الحادث الأخير فقد سبقه بأسبوع حادث بمعهد القلب الشهير بإمبابة عندما رفض مسئولو الأمن دخول أهالي مريض لزيارته في غير الأوقات المحددة للزيارة فاستدعوا أقاربهم واقتحموا المعهد عنوة واعتدوا علي الأطباء والممرضين، وسبقه ما تعرض له مستشفى أم المصريين عندما اقتحمه مجموعة من البلطجية واعتدوا علي الأطباء وسرقوا الأدوية المخدرة من داخله. ولم يختلف الامر كثيرا في مستشفي المطرية بالقاهرة عندما هاجمه البلطجية واعتدوا علي الأطباء.
ويعتبر مستشفى القصر العيني من أشهر المستشفيات تعرضا لذلك ، حيث تعرض للكثير من الاعتداءات بعد الثورة ، بالإضافة إلي مستشفي أسوان التعليمي عندما اقتحمه الاسبوع الماضي مجموعة من أقارب مريض واعتدوا علي الأطباء ، وهو ما يشير الى وجود خلل في تأمين المستشفيات ، وجعل الأطباء في حالة استياء واعتراض وتهديد بالامتناع عن العمل ما يعرض حياة المرضي للخطر.
توجهنا إلي مستشفي الموظفين بإمبابة والتقينا بالدكتور عثمان الدروي نائب مدير المستشفى الذي أكد أن الأطباء في حالة استياء شديد من عدم تأمين المستشفي بالشكل الأمثل وتعرضه للاقتحام مرات عديدة من قبل البلطجية الأمر الذي جعل الأطباء والعاملين في المستشفي يعترضون عن العمل في حال عدم التأمين بالشكل الأمثل ، وأشار إلي أن عدد أفراد الأمن الخاص المتواجدين بالمستشفي لا يكفي لتأمينه في ظل حالة الانفلات الأخلاقي التي أصبحنا نعيش فيها الآن ورغبة كل شخص أن يفعل ما يشاء في أي وقت دون الالتزام بالقواعد والنظام والقوانين ، مؤكدا علي أنه برغم وجود نقطة شرطة داخل المستشفي إلا أنه يوجد بها فردان من الأمن فقط وهذا لا يكفي لتأمين الأطباء والمرضي وعدم هجوم البلطجية ، مشيرا الى أننا نتعرض لتلك الأحداث بصورة يومية وتحدث مشاجرات عديدة وخاصة في الاستقبال منذ اندلاع الثورة.
وأكدت الدكتورة شادية ثابت مديرة المستشفي أن الأطباء تعرضوا لاعتداءات وضرب من قبل أهالي المتوفي والذي لا ذنب في المستشفي في وفاته ولا يوجد إهمال كما يدعي أقاربه بينما دخل إلي المستشفي منذ 6 أيام ويعاني من ارتجاج في المخ ونزيف داخلي ولكنه توفي نتيجة لمرضه وليس بسبب أطباء المستشفي ، مضيفة أننا عشنا ساعة من الرعب ولم يخطر ببالنا أن يقوم أقاربه بفتح طفايات الحريق داخل غرفة العناية المركزة وكأنهم لا ينتقمون من الأطباء بل ينتقمون من المرضي الذين لا ذنب لهم وتعدوا علي طبيبين وهما شريف عزت وياسر سعد وأحدثوا ذعرا ورعبا إلي أن حضرت قوات من الشرطة والجيش وتم السيطرة علي الموقف.
وقال مصدر أمني مسئول إن ما تعانيه المستشفيات هو جزء من الانفلات الذي تشهده معظم الأماكن الحكومية ويرجع ذلك إلي انفلات أخلاقي في المقام الأول قبل أن يكون انفلاتا أمنيا، مضيفا بأن نقاط الشرطة الموجودة داخل المستشفيات الحكومية غير كافية لتأمين المستشفيات والأطباء والمرضي نظرا لأن تواجد هذه النقاط في الأصل ليست للحماية والتأمين وإنما دورها الرئيسي يتمثل في تحرير المحاضر للحالات التي تحضر إلي تلك المستشفيات سواء بالإصابة في حوادث التصادم أو المشاجرات أو القتل .. فدور نقطة الشرطة إثبات ذلك وإرسال المحاضر إلي قسم الشرطة التابع له المستشفي ، وأن تلك النقطة يكون متواجدا فيها فرد واحد فقط وعمله الأساسي تحرير تلك المحاضر وليس تأمين المستشفي أو الأطباء ، لأن ذلك ليس مسئوليته ولكن مسئولية شركات الحراسة التي تتولي تأمين المستشفيات.
وأضاف أن عمليات التأمين الخاصة بتلك المستشفيات صعبة للغاية حيث أن معظم هؤلاء الأشخاص الذين ينتمون إلي الأمن الخاص مرتباتهم ضئيلة جدا ، وهو ما يجعلهم يلجأون للحصول علي أموال من الأشخاص الذين يترددون علي المستشفي للزيارات وهنا تحدث المشكلة الكبرى ما بين أشخاص يفضلون عدم دفع أموال لأفراد الأمن ومجموعات أخري تريد إعطاءهم أموالا ليتمتعوا بالزيارة في أي وقت دون التقيد بمواعيد وهنا تحدث المشاكل.
وأكد المسئول الأمني أن الحل في تأمين المستشفيات هو ليس كما يحدث في كل مرة بإرسال سيارات شرطة ومدرعات للجيش وقت الحادث وبعد السيطرة يتم سحبها ولكن لابد أن تقوم وزارة الداخلية بوضع خدمة أمنية علي جميع المستشفيات الحكومية علي مدار الـ 24 ساعة وأن تقوم قيادة أمنية بالمرور عليها يوميا للتأكد من أنها تقوم بتأدية عملها ، كما يقوم ضابط المباحث بالمرور علي تلك الخدمات يوميا عند ذلك لن تكون هناك أي حوادث ، وبتطبيق المنهج الأمني في حماية المستشفيات بهذه الطريقة لن نري أو نسمع عن عمليات اعتداءات علي المستشفيات والأطباء مرة أخرى.