اللسان وما ينطقون يا عم بديع

أفقت بعد ٥٣ عاما في بلاط صاحبة الجلالة علي توصيف المرشد العام محمد بديع للاعلاميين انهم اخوان الشياطين، وطبعا كان الشيطان بربه كفورا.
هذه التصريحات التي اطلقها السيد بديع في مؤتمر ببني سويف امس الاول الثلاثاء جعلتني ارتجف من الوصف الذي أطلقه مولانا علي الاعلاميين الذين لم يستثن منهم احدا.
سألت نفسي: قد اتفق جزئيا مع المرشد العام علي توصيفه فعلي مدي عقود.. منا الصالح والطالح، ومنا من يؤمن كما ان اللسان سبب في ان يكب الناس علي وجوههم في النار فإن القلم ايضا وما يسطره سيحاسب عليه، ومنا من ضحي باكثر من سبق في حياته الصحفية حرصا علي ألا يتسبب في فتنة أو ان يؤذي احدا بهذا السبق. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
كم دفع الاعلاميون من ثمن وصل إلي حد التضحية بالروح من اجل ان تصل الحقيقة إلي الناس وأن يتبصر الحاكم قبل المحكوم بما يدور حوله، ادي هؤلاء دورهم كما ينبغي ان يكون، اجتهدوا وكان لهم اجرهم عن هذا الاجتهاد.
ان اي عمل في الدنيا ينطلق من اول حديث في البخاري انما الاعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوي.. إلي اخر الحديث.
لماذا تبني المرشد العام مبدأ من ليس معي فهو ضدي، ولماذا اعتبر ما يتناوله بعض الاعلاميين يستحقون عليه ان يكونوا اخوانا للشياطين ويشبههم بسحرة فرعون الذين جلّ ما استطاعوه ان يسحروا اعين الناس فخيل اليهم من سحرهم ان عصيهم وحبالهم تسعي.. وعندما القي موسي عليه السلام بعصاه ايقن سحرة فرعون ان غريمهم ليس بساحر وهنا كان سجودهم لله جميعا دون استثناء وقالوا لفرعون اقض ما انت قاض، انما تقضي هذه الحياة الدنيا.
سحرة فرعون وجدوا امامهم سيدنا موسي ويا تري السحرة من الاعلاميين من سيكون امامهم ليلقف ما صنعوا ويفعلوا ما فعل سحرة فرعون.
يا عم بديع.. ليس هناك حكم مطلق علي اي شيء في هذه الدنيا إلا حكم الموت فهو الوحيد الذي لا يجادل فيه احد مهما كان دينه ومهما كانت عقيدته، ومهما كان ايمانه بالخالق من عدمه - والعياذ بالله -.
واذا كانت هذه نظرة المرشد إلي الاعلاميين فهل كل من يتفوه بلسانه أو يسطر بقلمه منتقدا وضعا ما أو موقفا للجماعة يصبح من اصحاب الاجندات سواء كانت خارجية أو داخلية.
يا سيادة المرشد العام لديك جريدة يومية وقناة أو قنوات فضائية.. جادل هؤلاء بالتي هي احسن، واذا كنت تري ان هناك كيدا فحاول ان تضع كيدهم في نحورهم، بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة تستطيع ان تقلب المائدة علي رأس من تريد بدلا من حمل الاحجار والقائها علي كل الاعلاميين.
وعموما كتر خيرك يا حضرة المرشد العام.
نقلاً عن الأخبـار