الجهود تتوالى بمعدلات تفوق الإنجاز مع مرور الربع الأول من عمر مشروع قناة السويس الجديدة

رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة:
-إجمالى أعمال حفر الرمال بقناة السويس تعدت 100 مليون متر مكعب
-مرور السفن بمجرى قناة السويس القديمة دون تأثرها بعمليات التكريك بالحفر أسفل المياه
-6 كراكات تابعة لهيئة قناة السويس تعمل في القطاع الأول بالمجرى الملاحي الجديد
-"مميش" يعطي شارة البدء للكراكة العملاقة "المرفأ" ضمن أسطول شركة الجرافات الإماراتية
مر الربع الأول من العام المخطط فيه إنجاز مشروع القرن قناة السويس الجديد ومازالت الجهود تتوالى يوما بعد يوم من أجل الانتهاء منه فى الموعد الذى حدده الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 5 أغسطس لعام 2015 ، حيث يتشوق العالم والمصريون لرؤية هذا الإنجاز العملاق الذى سيسطره التاريخ بأحرف من ذهب إلى الأبد ليساهم فى تغيير مجرى حركة التجارة العالمية إلي الأفضل.
وقال اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمشرف على مشروع قناة السويس – إن إجمالى أعمال حفر الرمال بقناة السويس تعدت 100 مليون متر مكعب وذلك من النسبة الإجمالية لأعمال الحفر التى تبلغ 180 مليون متر مكعب حيث تضم أيضا القناة الجديدة الرئيسية بطول 35 كيلو مترا باﻹضافة إلى قنوات الاتصال الفرعية اﻷربعة التى يصل طولها إلى 4 كيلو مترات للأربع قنوات.
كما كشف المشرف على مشروع قناة السويس عن ظهور المياه فى العديد من مناطق الحفر، فضلا عن مرور السفن بالمجرى الملاحى لقناة السويس القديمة دون تأثرها بعمليات التكريك بالحفر أسفل المياه بهدف زيادة العمق المائى وربط القناة الأصلية بالقناة الجديدة.
والمشهد بموقع الحفر بقناة السويس يختلف تماما عما كان من قبل مع بداية بدء المشروع وهذا ما يترأى لكافة الوفود الزائرة له يوميا بما سواء مسئولين أو أحزب أو طلبة الجامعات والمدارس وكذلك الوفود العالمية وكان أخرها سفراء العديد من دول الإتحاد الأوروبى ، بحيث يرى الزائر الحفر أمامه بخط طولى تمهيدا لانطلاق المجرى المائى مع تفرع مياه قناة السويس الأصلية إلي قناة السويس الجديدة.
وإلى جانب ذلك لا يكاد الزائر للمشروع عندما يلتفت بعينيه فى أى إتجاه إلا ووجد العمال ومعدات الحفر فى كل مكان خاصة بعد أن وصل عدد الشركات العاملة بالمشرع إلى أكثر من 80 شركة مدنية مصرية متخصصة في أعمال الحفر بها 4 آلاف و300 معدة هندسية، بعد انضمام مجموعة من الشركات الجديدة أدت بدورها إلى زيادة معدلات سرعة العمل ووفرت أيضا العديد من فرص العمل.
فيما وجه الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس الشكر لجهود الرئيس السيسى والقوات المسلحة، وأعطى مميش شارة البدء للكراكة العملاقة "المرفأ" ضمن أسطول شركة الجرافات الإماراتية للعمل بمشروع حفر قناة السويس الجديدة بمنطقة كبريت بالبحيرات المرة بالكيلو 95 ترقيم قناة السويس.
وقال مميش إن الكراكة الجديدة ستقوم بالعمل لتعميق المجرى الملاحي للقناة بالبحيرات المرة لتصل لغاطس 66 قدما وفق جدول زمني يشارك في تنفيذه 36 كراكة أجنبية تعمل في مشروع قناة السويس الجديدة ضمن تعاقد قامت هيئة قناة السويس بتوقيعه لتوسعه وتعميق المجرى الملاحي للقناة بتكلفة تقارب مليار ونصف المليار دولار.
وأشار الفريق مهاب مميش رئيس الهيئة العامة لقناة السويس إلى أن 6 كراكات تابعة لهيئة قناة السويس تعمل في القطاع الأول بالمجرى الملاحي الجديد بينما تعمل 22 كراكة أخرى تابعة لشركة الجرافات الإماراتية في القطاع الثاني والثالث والرابع والخامس من مجرى القناة الجديد في حين تعمل 6 كراكات أخرى في القطاع السادس وتابعة للتحالف الأمريكي البلجيكي بجانب قيام الهيئة الهندسة للقوات المسلحة بالحفر بطول 35 كيلومترا لإنشاء إزدواج بمجرى القناة الملاحي بما يسمح بعبور السفن يوميا في كلا الاتجاهين في وقت واحد.
وكان المهنس المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قد شهد في 18 أكتوبر الماضى توقيع عقد تكريك قناة السويس الجديدة الذي أبرم بين هيئة قناة السويس ومجموعة من أكبر شركات التكريك العالمية تحت اسم " تحالف التحدي " نظرا لضخامة حجم أعمال التكريك المطلوبة والمخطط الزمني الطموح الذي أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ومدته عام واحد من تاريخ إعطاء إشارة بدء حفر القناة الجديدة في 5 أغسطس الماضى وقام بتوقيع العقد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس.
ويضم تحالف التحدي أسطول كراكات هيئة قناة السويس وشركة الجرافات الوطنية الإماراتية وشركتي " فان أورد " و " بوسكالس" الهولنديتين وشركتي " جان دو نيل" و" دريدجينج إنترناشيونال " البلجيكيتين وشركة " جريت ليكس " الأمريكية.
وكانت الكراكة الإماراتية "المرفأ" قد وصلت لقناة السويس في مطلع الشهر الحالي قادمة من الإمارات للبدء في أعمال الحفر والتكريك والمتوقع لها أن تبلغ 190 مليون متر مكعب فى عمليات الحفر أسفل المياه.
ومن المعروف أن طول قناة السويس الأصلية يبلغ 190 كيلو مترا، فيما ويبلغ طول القناة الجديدة 72 كيلو مترا منها 35 كيلو مترا حفر جاف و37 كيلو مترا توسعة وتعميق للقناة الأصلية.
ويهدف مشروع قناة السويس الجديد إلى تحقيق مجموعة من المكاسب يستفاد بها العالم بصفة عامة ومصر بصفة خاصة على رأسها تقليل وقت انتظار السفن من 11 ساعة إلى 3 ساعات أول أقل من ذلك وزيادة عائدات القناة من 5 مليارات دولار سنوياً إلى 13 مليار دولار وهو ما يؤدى إلي إحداث طفرة إيجابية بناءة في مؤشرات الإقتصاد المصرى، فضلا عن توفير ما يفوق مليون فرصة عمل وتنمية 76 ألف كيلو متر على جانبي القناة بإقامة صناعات لوجيستية متعددة واستصلاح وزراعة نحو 4 ملايين فدان.
وتضمن خطة تنمية إقليم مدن قناة السويس الذى يضم بورسعيد والإسماعيلية والسويس 42 مشروعا، منها 6 مشروعات ذات أولوية، وهي تطوير طرق "القاهرة/السويس، الإسماعيلية/ بورسعيد"، بالاضافة إلى طرق حرة جديدة، إنشاء نفق الإسماعيلية المار بمحور السويس للربط بين ضفتي القناة " شرقا وغربا "، وإنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس لسهولة الربط والاتصال بين القطاعين الشرقى والغربى لإقليم قناة السويس، وتطوير ميناء نويبع كمنطقة حرة، وتطوير مطار شرم الشيخ، وإنشاء مآخذ مياه جديدة على ترعة الإسماعيلية، حتى موقع محطة تنقية شرق القناة لدعم مناطق التنمية الجديدة.
كما تتضمن الخطة إنشاء نفق أسفل قناة السويس سيكون الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويتسع لأربع حارات، وإقامة مطارين، وثلاثة موانئ لخدمة السفن، ومحطات لتمويل السفن العملاقة من تموين وشحن وإصلاح وتفريغ البضائع، وإعادة لتصدير، وإقامة وادي السيليكون للصناعات التكنولوجية المتقدمة ومنتجعات سياحية على طول القناة، إلى جانب منطقة ترانزيت للسفن ومخرج للسفن الجديدة مما سيؤدي إلى خلق مجتمعات سكنية وزراعية وصناعية جديدة.
ومن أجل هذا المشروع الوطنى العظيم ساهم المصريون بدورهم وقاموا بشراء شهادات استثمار قناة السويس الجديدة بقيمة وصلت إلي 64 مليار جنيه مما برهن على عظمة الشعب المصرى فى سبيل أن يكون شريكا فى مشروع قومى وعالمى سيجنى العالم أجمع فوائده.
وما تزال فرص الاستثمار بمصر واعدة ، وخاصة بعد أن استقبل الرئيس السيسى حاليا وفدا موسعا من ممثلي كبرى الشركات الأمريكية، وأعضاء مجلس الأعمال المصري – الأمريكي وأعضاء الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة.
تجدر الإشارة إلى أن قناة السويس كان قد تم افتتاحها للملاحة فى 17 من نوفمبر 1869 بإدارة سادتها الصبغة الفرنسية بمشاركة مصرية فى عهد حاكم مصر آنذاك الخديوى إسماعيل بعد أن استغرقت مدة حفرها 10 سنوات ثم قامت مصر بتأميم قناة السويس فى 26 من يوليو 1956 لتكون قناة مصرية خالصة.