بعد مرور مائة يوم على حفر القناة الجديدة..إزالة 113 مليون متر مكعب من الرمال ورفع 8 ملايين متر من الرمال المشبعة بالمياه
الوزيرى: انتهينا من 61٪ من الحفر الجاف خلال مئة يوم
إنشاء مارينا بالإسماعيلية على مساحة 8 ملايين متر مربع
مميش: المشروع يستهدف رفع 250 مليون متر مكعب من الرمال
ما بين تحد وصمود، تنتهى اليوم، السبت، المائة يوم الأولى منذ بدء "مشروع حفر قناة السويس الجديدة"، قضاها العاملون والقائمون عليه، فى بذل الجهد والعرق، وشاركهم فيها الشغب المصري، ماديا ومعنويا، لإرسال رسالة واضحة للعالم أجمع بأن مصر قوية بسواعد أبنائها.
مائة يوم، رفض فيها العاملون الحصول على إجازات، مصرون على إنجاز المشروع القومي خلال عام، وفقا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أعطى إشارة البدء بتفجير الساتر الترابي في الخامس من أغسطس الماضي.
ولم تتوقف فكرة المشروع القومي عند حدود ازدواجية مسار القناة القديمة، بل تطورت الفكرة لتشمل بعدا تنمويا جديد، وهو إنشاء مجتمعات عمرانية قريبة، في صحراء سيناء والمناطق الحدودية بينها وبين محافظة الإسماعيلية.
وقد عقد اللواء محسن حلمى، السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية، خلال الأسبوع الماضي، اجتماعا لمناقشة ودراسة فكرة إنشاء قرى موازية شرق قناة السويس، وذلك لخلق مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية جديدة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب.
وتقوم الفكرة على إنشاء قرى موازية شرق القناة لقرى موجودة بالفعل داخل نطاق المحافظة غرب قناة السويس، وتم اختيار قرى المنايف وأبوعاشور وأم عزام والضاهرية كامثلة لدراسة كيفية إنشاء قرى موازية لهم في شرق القناة، على أن يكون الشباب هم المستفيد الأول من تلك القرى الجديدة.
وقال اللواء أركان حرب كامل الوزيرى، رئيس الهيئة الهندسية لمشروع حفر قناة السويس الجديدة، إنه ستبدأ في أول ديسمبر المرحلة الثانية من مشروع حفر قناة السويس الجديدة، والتي تشمل التوسيع والتعميق، مشيرا إلى أن حجم الأعمال وصل إلى 113 مليون متر مكعب من إزالة الساتر الترابي.
وأضاف رئيس الهيئة الهندسية للمشروع أنه تم خلال الأسبوع الماضى التصديق على مشروعى إنشاء مارينا الإسماعيلية الجديدة على مساحة 8 ملايين متر مربع، أى بما يزيد على 1500 فدان.
وأشار إلى رفض القيادة السياسية "ماكيت" تم تقديمه من قبل أحد المكاتب الاستشارية لأحد المستثمرين كمقترح للمدينة الجديدة، بأن تكون منطقة استثمارية وترفيهية، لأن الغرض من المشروع هو إنشاء مدينة سكنية تشمل جميع الخدمات الإدارية والحياتية والمعيشية التى يحتاجها الشباب المصرى الذى سيعمل بمشروع تنمية قناة السويس، وليس الغرض منه إنشاء مناطق تسوق عالمية ومشاريع استثمارية هدفها الربح.
وأكد الوزيرى أن الماكيت الصحيح للمشروع، يتضمن إنشاء مدينة بها شقق سكنية متنوعة المساحات والمستويات، وشاليهات وفيللات للمصريين أو العاملين الأجانب بمشروع تنمية القناة، لافتا إلى أن الشقق ستكون على مستوى عال من التجهيز وبها مساحات خضراء لتليق بالمواطن المصرى، فضلا عن إنشاء مبنى جديد لكل من محافظة الإسماعيلية ومديرية الأمن ومستشفيات وحضانات وأقسام شرطة ومخابز.
وأشار إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي، والموافقة على توريد 4 ماكينات رفع لصالح المشروع من ألمانيا، مع توفير 7 ملايين يورو من سعر الماكينة الواحدة، كما تم الاتفاق مع 4 شركات محلية وهى المقاولين العرب وأوراسكوم وبتروجت وكونكورد، لقيام الجانب الألماني بتدريب العاملين بها على استخدام مثل تلك الماكينات، للاستفادة من خبرتهم في مجال الطرق والكباري.
ومن جانبه، قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، اليوم، السبت، في تصريحات لـ"صدى البلد": "المصريون قادرون على التحدي من خلال تمويل القناة الجديدة"، مؤكدا أن الهيئة المشرفة على المشروع توعد الشعب المصري على الانتهاء من المشروع في موعده.
وأضاف مميش أن جرافات هيئة قناة السويس انتهت من التكريك في عدة مواقع بقناة السويس الجديدة، وتمكنت من رفع 8 ملايين متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه، مؤكدا أن عمل كراكات هيئة قناة السويس، كان يشمل تجهيز 6 قنوات اتصال فرعية من القناة الرئيسية للقناة الجديدة لتدخل من خلال الجرافات المستوردة.
وأوضح أن شركة الجرافات بدأت في أعمال الحفر ضمن "تحالف التحدي" في ضوء العقد الذي وقعته هيئة قناة السويس والشركات الفائزة بقيادة "الجرافات البحرية الوطنية من دولة الإمارات العربية المتحدة"، ومشاركة "فان اورد" و"بوسكاليس" و"هولندا" و"جاندي نل" و"بلجيكا" التي تصل آخر نوفمبر الجاري.
ويشمل العقد الاتفاق على توريد من 20 إلى 22 كراكة متخصصة في أعمال الحفر المائي، بينما تعهد التحالف الثاني على إرسال 10 كراكات.
وأكد الفريق مهاب مميش أن إجمالي الجرافات العاملة في المشروع يصل إلى ما بين 36 و38 جرافة، وقال إن مناطق العمل قسمت مناطق عملها إلى ست مناطق، الأولى في منطقة البلاح، والمناطق الثانية حتى الخامسة خاصة بشركات تحالف التحدي، والمنطقة السادسة في المجرى الملاحي القديم.
وأوضح رئيس الهيئة أن المشروع يعد الأكبر من نوعه في العالم، إذ يستهدف رفع 250 مليون متر مكعب من الرمال، علما بأن أكبر عملية تجريف كانت أقل من ثمانية ملايين متر مكعب في إحدى دول شرق آسيا.