قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

59 عاما على انفصال السودان عن مصر.. عبد الناصر اتخذ القرار ليتحول إلى بطل وزعيم الاستقلال


انضم السودان إلى مصر لأول مرة عام 1822 على يد محمد على باشا
محمد نجيب وحد الصف السودانى فى مؤتمر للأحزاب السودانية عقد بالقاهرة
عبد الناصر أعلن عن استقلال الشعب السودانى أمام البرلمان
يوافق اليوم التاسع عشر من يناير ذكرى انفصال السودان عن مصر بعد الاعلان التاريخى للرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر باستقلال السودان فى 1956.
ويعود التاريخ المعاصر للعلاقات بين البلدين، عندما جاء محمد على إلى مصر أدرك أهمية السودان فضمها الى مصر عام 1822 لتكون أرضاً واحدة وشعبا واحدا، فى ظل خشية دول أوروبا من طموحاته وطموحات ابنه إبراهيم، وفى عهد الخديوي إسماعيل تزايدت أنشطة مصر فى السودان من إنشاء المدارس والمساجد والمرافق بل ووصل الإعمار الى الصومال.
ومع احتلال الإنجليز لمصر عام 1882 بدأ السعى الى تفتيت هذه الوحدة، الى أن تمكن المستعمر من فرض اتفاقية 1899 التى نصت على أن يتولى الإشراف على السودان ممثل لحاكم مصر وممثل للانجليز، وأن يرفع العلم الإنجليزى بجانب العلم المصرى، وسمح لمصر بتقديم معونات ماليه للسودان، وإن كان هذا الحكم يتخذ شكلاً ثنائياً إلا أن الواقع هو انفراد إنجلترا بحكم السودان رغم رفع العلم المصرى بالسودان بل ورغم وجود قوات للجيش المصرى هناك، وبدا هذا منطقياً إذ أن مصر ذاتها كانت محتلة من الانجليز.
وبدأت أزمة السودان بعد عقد هذه الاتفاقية: "اتفاقية الحكم الثنائى بين مصر وبريطانيا"، حتى قيام ثورة 23 يوليو بقيادة اللواء محمد نجيب الذي كان يعتنق مبدأ حق السودانيين في تقرير مصيرهم، حيث ذكر محمد نجيب في مذكراته أن خطواته الأساسية الأولى كانت تستهدف جمع السودانيين بمختلف أحزابهم على موقف واحد تقوم مصر بمعاونتهم فيه.
وتمكن محمد نجيب من عقد اتفاق مرضٍ بين حزب الأمة السودانى أحد الأحزاب المتمسكة باستقلال السودان، في 29 أكتوبر 1952 بعد أن وجه نجيب الدعوة لزعماء الحزب للحضور إلى القاهرة، ثم نجح في توحيد جميع الأحزاب الاتحادية السودانية المشتتة بعد أن حضروا إلى القاهرة في حزب واحد وهو ما أطلق عليه "الحزب الوطنى الاتحادى".
لم تلبث المفاوضات أن بدأت في القاهرة بين مصر وبريطانيا لتعديل دستور الحكم الذاتى في 20 نوفمبر 1952، وعندما تعثرت المفاوضات بين الوفدين بسبب العقبات التي ظهرت اقترح رالف ستيفنسون، السفير البريطانى بالقاهرة على محمد نجيب قيام الرائد صلاح سالم عضو الوفد المصرى في المفاوضات بجولة في جنوب السودان ليرى بنفسه أحوال الجنوب.
ونجحت المفاوضات بالفعل وقام الوفدان المصرى والبريطانى بتوقيع اتفاقية الحكم الذاتى للسودان في 12 فبراير 1953 بعد نجاح زيارة صلاح سالم للجنوب والتي قوبلت بالسرور من قبل الأهالي، وفى 25 نوفمبر من نفس العام اكتسح الحزب الوطنى الاتحادى الانتخابات البرلمانية وأصبح له أغلبية ضخمة في مجلس النواب والشيوخ، إلى أن تم انتخاب إسماعيل الأزهرى رئيسًا للوزراء من قبل المجلس في يناير 1954 وتشكلت الحكومة من 12 وزيرا من الحزب، والذى قوبل من الجانبين المصرى والسودانى بالرضا والسرور، في انتظار إعلان اتحاد البلدين.
وبعد إعفاء محمد نجيب من منصبه في 14 نوفمبر 1954، ومع سياسة إسماعيل الأزهرى المتسمة بالجفاء والتباعد عن مصر، حدثت صدامات حادة في العلاقات بين البلدين من خلال وسائل الإعلام.
وسافر بعدها الرئيس جمال عبد الناصر إلى الخرطوم ليعلن عن استقلال الشعب السودانى أمام البرلمان، ليصبح عبد الناصر بطلًا وزعيم الاستقلال، فيما اعتبر قرارا تاريخيا، وأعلن رئيس الوزراء إسماعيل لأزهرى استقلال السودان خلال جلسة البرلمان التاريخية التي عقدت في مطلع يناير 1956، موضحًا أنه تلقى اعترافًا من جمال عبد الناصر و"سلوين لويد" وزير خارجية بريطانيًا بذلك، وبعد اعلانه استقلال السودان قام الرئيس جمال عبد الناصر بمنحها السلاح والكوادر والجنود المصريين.