ندوة بمركز تلا بالمنيا لمكتبة الإسكندرية لتوسيع الحوار الثقافي
قال الدكتور سامح فوزي؛ مدير مركز دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية، إن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي هبت رياحها على الريف المصري أدت إلى تغيرات في الثقافة العامة ولا سيما أنماط السلوك والتفكير والعلاقات الاجتماعية وطريقة الحياة في المجتمع.
وأضاف، خلال اللقاء الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع جمعية السادات للتنمية في محافظة المنيا، أن التنمية لا تنفصل عن الثقافة وأن هذا اللقاء يهدف إلى التوسع في الحوارات الثقافية ووضع خريطة للمؤسسات والمراكز الثقافية وتعزيز التعددية والإبداع في المجتمع في إطار التعاون بين المكتبة والاتحاد الأوروبي.
وأكد المشاركون على أن تراجع القدرات الإنتاجية للريف وهجرة الفائض البشري خارجه للعمل في المدن أو السفر للدول العربية والأوروبية أدى إلى تغيرات ثقافية عميقة في الريف تتمثل في تغيرات في أنماط المعيشة والإفراط في النزعة المادية والخلل في التوازن الاجتماعي والتركيز الشديد على التقييم المادي للعلاقات الاجتماعية وهو ما شكل خلافا للثقافة المتوارثة والعادات والتقاليد في الريف المصري.
وأضاف المشاركون أن غياب العدالة الثقافية في المجتمع المصري والتركيز المفرط على المدن وترك القرى والمراكز والنجوع وغياب العمل الثقافي أدى إلى ظواهر سلبية كثيرة لعل من أبرزها غياب الوعي والتطرف وعدم القدرة على التفكير النقدي، فضلا عن الاستسلام إلى التكنولوجيا الحديثة سواء من خلال الفضائيات أو الإنترنت أو ما شابه مما أثر على العلاقات الاجتماعية والعملية الإنتاجية.
وطالب المشاركون بتعزيز رأس المال الثقافي في الريف من خلال التوسع في المراكز الثقافية وتخصيص الميزانيات التي تعينها على أداء دورها والنظر إلى الريف المصري من خلال نموذج جديد يربط التمية الثقافية بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وذكر البيان الذي أصدرته مكتبة الإسكندرية أنها عقدت اللقاء بالتعاون مع جمعية السادات للتنمية والرعاية الاجتماعية أمس جلسة حوارية تحت عنوان التغير الثقافي في الريف المصري ضمت عددًا من المثقفين والمهنيين والقيادات المجتمعية في محافظة المنيا - مركز تلا.
وقدمت مكتبة الإسكندرية مجموعة من إصداراتها كهدية لجمعية السادات مساهمة منها في تأسيس مكتبة عامة لنشر الثقافة والتنوير في المجتمعات المحلية.