قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أوباما يجتمع مع راؤول كاسترو في محادثات تاريخية


اجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظيره الكوبي راؤول كاسترو يوم السبت في أرفع محادثات بين البلدين منذ أكثر من 50 عاما فيما يسعى الزعيمان إلى تحسين العلاقات بعد عقود من العداء.
ووصف أوباما المحادثات بأنها "تاريخية" وقال إن البلدين بإمكانهما إنهاء عداء سنوات الحرب الباردة لكنه قال أيضا إنه سيواصل الضغط على كوبا لتحسين سجلها في حقوق الإنسان.
وقال أوباما لكاسترو خلال اجتماعهما في بنما على هامش قمة الأمريكتين "نحن الآن في وضع يسمح لنا بالمضي قدما نحو المستقبل... عبر الزمن من الممكن لنا أن نطوي الصفحة ونطور علاقة جديدة بين بلدينا."
واتفق الزعيمان في ديسمبر كانون الأول على السعي لاستعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعتها واشنطن عام 1961. ومنذ هذا الاتفاق خفف أوباما بعض القيود الأمريكية على السفر والتجارة مع كوبا والتي فرضت على الجزيرة في إطار سياسة أمريكية منذ أمد بعيد لدفع البلاد إلى التغيير.
وتحدث أوباما وكاسترو عبر الهاتف في ديسمبر كانون الأول وهذا الأسبوع قبل قمة بنما وجلس الزعيمان اليوم السبت جنبا إلى جنب في غرفة اجتماعات صغيرة بأسلوب يتسم بالدفء. وأومأ وابتسم كل منهما لتعليقات الآخر في تصريحات مقتضبة للصحفيين قبل أن يشرعا في المحادثات.
وقال كاسترو إنه سيواصل اتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات مع واشنطن وانه منفتح لمناقشة حقوق الإنسان وقضايا أخرى.
وقال الزعيم الكوبي (83 عاما) الذي تولى الرئاسة بعد تقاعد شقيقه الأكبر فيدل كاسترو بسبب المرض عام 2008 "نعتزم مناقشة كل شيء لكننا بحاجة إلى التحلي بالصبر ... الصبر الشديد."
ويبدو أن أوباما (53 عاما) اقترب الآن من رفع اسم كوبا من قائمة الدول التي تقول واشنطن إنها ترعى الإرهاب. ووصفت حكومة كاسترو وضع البلاد على قائمة الإرهاب بالعقبة في طريق استعادة العلاقات.
ووضعت كوبا على قائمة الدول الراعية للإرهاب في عام 1982 عندما دعمت حركات التمرد الماركسية في أمريكا اللاتينية والتي توقفت مع نهاية الحرب الباردة. ولا يوجد على القائمة الآن سوى إيران وسوريا والسودان.
وسيؤدي رفع اسم كوبا من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإهاب إلى تخفيف بعض العقوبات المالية المفروضة على الجزيرة وسيسرع من التقارب بين أوباما وكاسترو لكن لم يتضح بعد متى سيعلن أوباما هذه الخطوة.
وواجه أوباما وهو ديمقراطي انتقادات داخل الكونجرس على تحوله السياسي السريع إزاء كوبا ويقول معارضوه إنه تنازل عن الكثير دون الاصرار أولا على الإصلاح السياسي في الجزيرة.
ويمكن لأوباما مواصلة تخفيف عقوبات معينة مفروضة على كوبا لكن لا يمكن رفع الحظر التجاري الأمريكي المفروض على الجزيرة إلا من خلال الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون.
وردا على انتقادات القادة الآخرين للسياسة الأمريكية في الماضي إزاء أمريكا اللاتينية بما في ذلك دعمها للانقلابات العسكرية والنظم الدكتاتورية إبان الحرب الباردة قال أوباما في وقت سابق إن سجل واشنطن كان بعيدا عن الكمال لكن هذا قد تغير وإنه سيواصل الضغط من أجل المزيد من الديمقراطية.
وأضاف أوباما "أريد فقط أن أوضح تماما أننا عندما نتكلم على شيء مثل حقوق الإنسان فإن هذا ليس لأننا نعتقد أننا ندعي الكمال لكن لأننا نعتقد أن فكرة عدم سجن الناس إذا أختلفوا معك هي الفكرة السديدة."
ولوح كاسترو بيديه للتأكيد وأدان الولايات المتحدة لمحاولاتها الاطاحة بالحكم الشيوعي في الجزيرة لكنه أشاد بأوباما قائلا إنه "رجل صادق" وأضاف أنه لا يمكن توجيه اللوم لأوباما على السياسات الأمريكية إبان الحرب الباردة.
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا سريعا بعد أن اطاح فيدل كاسترو وجيشه المتمرد بالديكتاتور فولجنسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة في يناير كانون الثاني عام 1959. وسرعان ما اتجهت الجزيرة نحو اليسار واقامت تحالفا وثيقا مع الاتحاد السوفيتي السابق.
وكان آخر اجتماع رفيع المستوى بعد الثورة بين كوبا والولايات المتحدة قد عقد في أبريل نيسان عام 1959 بين نائب الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون وفيدل كاسترو الذي كان رئيسا لوزراء كوبا في ذلك الوقت.