قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أيقاظ الفتنة بين حرق الكتب وخلع الحجاب


اذا لم تنطلق الحرية من عباءة المسئولية الاجتماعية ومن رحم القيم الدينية والأخلاقية لانقلب الأمر الى فوضى، واذا كانت بيد جاهل أوعاهر فتكون هذه بداية سقوط وانهيار المجتمع، ونحن اليوم بصدد مشهدين سافرين فى حاجة الى وقفة صارمة كاشفة عن نظرية المؤامرة التى تحاك ضد أوطاننا ومجتمعاتنا.

أولهما مشهد حرق الكتب الداعمة للارهاب بما تحمله من فكر متطرف مخالف للصورة الصحيحة للاسلام مروجا للعنف الدموى والتخريب داخل فناء مدرسة على مرأى ومسمع من طلابها وأولياء أمورهم والمشهد الثانى هو هذه الدعوى- المثيرة للشك والجدل – لخلع الحجاب تحت ادعاء محاربة الارهاب، فكلاهما- بعيدا عن حديث النوايا- كفيل بتمزيق أوصال هذا المجتمع وتعريضه للتفسخ والانقسام وموجات ارهابية أكثر عنفا.

أما عن تحويل فناء المدرسة الى "محرقة" على غرار"الداعشية" البغيضة و"الفاشية" النكراء وهو المكان الذى من المفترض أن يحمل بين جنباته صفة القدسية لما يقدمه من رسالة تربوية وتعليمية لتنشئة أجيال تتمتع بالتوازن النفسى والثبات القيمى والأخلاقى والوازع الدينى وغرس مفاهيم الانتماء والمواطنة ونبذ العنف فهذا أمر ليس مثير للسخرية فقط بل للاشمئزاز خاصة عندما تخرج علينا هذه الابتسامات العريضة البلهاء تخفى جهلها بفعلتها النكراء وراء العلم المصرى وهو من هذه الجريمة براء يلهثون وراء "شو اعلامى" على أنغام الأغانى الوطنية تحت ادعاء محاربة الارهاب والتطرف وهم أنفسهم مثالا صارخا لهذا الفكر الشاذ ضاربين بكافة القيم والأصول التربوية والنفسية عرض الحائط عابثين ببراءة الطفولة ونقاء فطرتها لم تحل ضمائرهم الانسانية أو حتى المهنية دون بث الرعب وايذاء نفس أطفال أودعوهم أبائهم أمانة بين أيدي أناس يجهلون الدور المنوط بهم ولا يعون التسامى عن النقائص التى نعانيها اليوم فى ظل هذا الخلل والاضطراب الذى ينل من وحدة المجتمع وتجانسه وتماسكه وطبيعته السمحة.

أيريدون محاربة الباطل بباطل أشد ضراوة ؟! لأن الضحية فى هذا الموقف الغريب عن أعرافنا وتقاليدنا وديننا والمتناقض مع خطاب شعاره "معا ضد العنف والارهاب".

والذى يجب أن نعليه فى مثل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها بلادنا من محاولات بث الفرقة والانقسام ووخرق النسيج الوطنى هم أبنائنا وفلذات أكبادنا فكيف يتسنى لمدعى التربية والتعليم انقاذ أجيال من مغبات الانحراف الفكرى والسلوكى الذى يلاحق الجميع اليوم فى محاولات دنيئة لافساد العقول وتخريب النفوس وهم يضلون الطريق نحو ذلك ويكابرون فى الاعتراف بالخطأ الذى وقعوا فيه بسيل من الحجج الواهية.

وكان الأجدر بهم أن ينتهزوا هذه الفرصة - بما تفرضه عليهة أمانة المهنة وميثاق شرفها –وأن يجتمعوا بطلاب المدرسة ويخطبوا فيهم بكلمات تبث الطمأنينة وتغرس فيهم غرسا طيبا وتحثهم على اعلاء قيمة العقل والضمير وتسوق لهم المبررات المنطقية لسحب هذه الكتب ملوثة الفكر وتسرد نماذج الاعتدال والوسطية والمعنى الحقيقى للانتماء والوطنية.

وهنا يأتى دور وزارة التربية والتعليم فى ضرورة وضع منظومة تربوية وأخلاقية وسلوكية ونفسية تحكم عمل القائمين على النشئ الطيب ليكونوا القدوة والنموذج لأن فاقد الشئ لا يعطيه وغياب الوعى عن الحكمة الكامنة فى العملية التعليمية لن يأتى الابالتشويه والخراب والزج بأبنائنا فى منحدرات الفكر المضطرب المسموم.

أما عن مروجى دعوى خلع الحجاب ممن يدعون الليبرالية فى أحقر صور فجورها وعهرها فحدث ولا حرج، فمن الذى أعطاهم حق المساس بالأصول والمقدسات الدينية التى يجهلونها ؟ ومن الذى يحيك لهم هذه المؤامرة الممنهجة لتشويه صورة الاسلام والتجرؤ على الافتراء عليه بتحريف الحقائق والالتفاف على الثوابت والباس الحق بالباطل فى انتهازية مغرضة تحركها نوايا سيئة لايقاظ الفتنة واشعالها بين أبناء الوطن الواحد ؟!.

من أفتى عليهم بهذه الارتباطية بين ارتداء الحجاب والجماعات الارهابية المحظورة التى ادعت لنفسها لقب" الاسلامية " كستار للمتاجرة بالدين وارتكاب كافة الرذائل والنواقص واستباحة الدماء والعبث فى الأرض فسادا وخرابا ؟! إن ادعاءاتهم المتجاوزة بأن ارتداء الحجاب جاء تحت تهديد وقهر هذه التيارات والجماعات، التى ينبذها المجتمع بالفعل هى صنيعة خيالهم المريض الذى أوحى لهم بأن الفرصة سانحة لخلط الأوراق والنيل من ديننا الاسلامى ومقدساته وشرائعه هذا الدين الذى لايقبل أن نأتى الناس بالشبهات والذى يحرم علينا انتهاك الحرمات والجهر بالفواحش وقذف الشرفاء وتلفيق التهم وانتهاك الأعراض وخدش الحياء واحترام الاخر والانتقاص من القدور وعدم الخوض فيما نجهل والنيل من الكرامة الانسانية وغيرها من القيم التى لاتعد ولا تحصى وجميعها يعمل لصالح المجتمع بكل طوائفه لنشر المحبة والتسامح ودرء الفتنة.

إن ما يجهله هؤلاء أن الدافع الحقيقى وراء حربنا ضد هذه التيارات الارهابية الدخيلة على اسلامنا هو نصرة الدين الاسلامى واعلاء قيمه وشرائعه التى تحث على الوسطية السمحة وقبول الآخر واحترام عقائده ومقدساته وضحد الافتراءات ومحاولات التضليل والتشويه ونشر صحيح الدين فى الداخل والخارج لذا كفاكم لغوا وبهتانا فلن تفيد محاولاتكم الخبيثة لزج السم فى العسل ونشر فكركم المسموم تحت دعاوى الحريات المشبوهة .حفظ الله أوطاننا وشعوبنا من شروركم وهجماتكم الشرسة –التى لن توفق فى غرضها- للنيل من وحدتنا ومقدساتنا.