أحزاب وتحالفات
 
                                        يسيطر الآن على المشهد السياسي الحالي في مصر حالة من الضبابية الشديدة واﻻرتباك غير المبرر سواء علي مستوي التحالفات السياسية أو اﻷحزاب السياسية، مهما كان حجم تلك الاحزاب وخبرتها وقوتها في الشارع المصري ، وﻻ أشعر بجدية من اﻷحزاب السياسية لمحاولة المشاركة في بناء مستقبل مصر الحديثة وإن حاول بعض هذه الاحزاب جذب العديد من الشخصيات العامة التى لها تأثير فى دوائرها في محاولة مستميتة حتي تظهر الاحزاب بشكل قوى لادعائها بأنها متصلة بالشارع المصري، دون النظر والبحث عن خلفيات تلك الشخصيات التى تنضم لتلك الاحزاب ومدى وطنتيها وانتمائها للأحزاب أو علي الاقل انتمائها لمصلحة الوطن وهذا لا يقلل من وطنية بعض هذه الشخصيات.
حقا ان المشهد السياسي المصري يحتاج الي مراجعة من كافة الطوائف من ابناء الشعب المصري دون النظر للمصالح الشخصية والحزبية الضيقة وبخاصة الاحزاب المصرية وهى المعول عليها لتخريج القيادات السياسية ذات الطابع السياسي لأن مصر المستقبل التي نطمح الي بنائها بأيدي أبنائها تحتاج الي كتلة صلبة تنكسر عليها كافة المؤامرات التي يمكن ان تحاك بالدولة المصرية وهذه الكتلة ممكن ان تتمثل في انتخاب مجلس شعب قوي لأن انتخاب هذا في حقيقته ضرورة للتأكيد علي قدرة الدولة المصرية علي انشاء وتكوين مؤسساتها العريقة.
لذلك فإن عدم قدرة البعض من ابناء التيار السياسي في مصر علي قراءة المشهد بطريقة واضحة وصحيحة سيجعل من القائمين علي الامر في مأزق حقيقي ، حيث أن ما تمر به مصر من ضعف شديد فى أداء الأحزاب السياسية وعدم القدرة على تكوين كيانات سياسية قوية تجذب رجل الشارع البسيط ولذلك فإن الحديث عن الانتخابات يجب ان يكون من خلال افراد لديهم مقدرة علي دراسة الوضع السياسي فى البلاد ومعرفة كتالوج الانتخابات وكيف ينجح أصحاب الخبرة في الانتخابات.
ويتضح لنا أن ضعف الاحزاب والسبب الرئيسى فى مشاكلها يبدأ من صراعاتها الدائمة سواء كانت صراعات داخل الحزب الواحد أو بين التحالفات الحزبية وتبين ذلك بوضوح داخل أحد الأحزاب والتى تمثل أقدم الاحزاب تاريخيا وتواجدا فى الحياة السياسية، الا انه نتيجة للصراعات المتكررة اصبحت تلك الاحزاب مهددة بالمزيد من التخبط والفشل فى القيام بدورها فى ممارسة الحياة السياسية رغم أن خبرة الكثير من أعضائها قد تمثل الأمل فى وجود ممثلين سياسيين حقيقيين وتمثيل قطاع مهم من الشارع المصرى ويمكن أن يكون مرآة المجتمع حاليا بكل مشاكله وإيجابياته، ولكن للأسف أن تقديم المصالح الشخصية لبعض القائمين على الاحزاب دون النظر لمصلحة الوطن هو ما يجعلنا جميعا فى هذا الموقف الصعب ، وتفتقد الاحزاب بمصر فى أغلبها عدم اتصالها بالشارع والاكتفاء بالغرف المغلقة وعدم التواصل مع الناس لمعرفة ما يحتاجه الشارع.
وعندما نتحدث عن التحالفات الحزبية فهى أكثر فشلا وتخبطا لأنه لم تكن تلك التحالفات قائمة على مصلحة الوطن، وانقاذها من انهيار الحياة السياسية وإنما فى أغلبها على سياسة اقتسام الكعكة ، والدليل على ذلك النتيجة التى وصلت اليها مصر الان وهى فى الحقيقة جرس انذار شديد لفشل جميع التحالفات التى تكونت بمصر فى الفترة الماضية، رغم انه ضمت بعض الشخصيات العامه والتى تتمتع بسمعة طيبة لكن لان تلك التحالفات كان البعض منها يتحكم فيه المال والبعض يتحكم فيه المصالح الشخصية مما ينتج عنه فشل واضح في النتائج، لأن ممارسة الحياة السياسية والوصول للشارع المصري لمحاولة اقناعه بتمثيله فى البرلمان القادم لن يكون سهلا لكنها للأسف مجرد توقعات للتحالفات من داخل الغرف المغلقة دون التواصل مع واقع الارض فى الحياة الانتخابية لان نجاح اى قائمة حزبية مهما كان بها من شخصيات عامة الا أنه يجب ان تكون لتلك الاحزاب أو التحالفات اتفاقات مع مستقلين أقوياء فى دوائرهم حتى يستطيعوا خدمة تلك الاحزاب أو التحالفات وحمايتها من الانهيار والفشل السياسي وذلك لان الشخصيات التى تعتمد عليها تلك الاحزاب مهما كانت تتمتع بسمعة طيبة وشو إعلامي الا أنها ليس لها مكان على أرض الواقع الانتخابى.... حمي الله مصر وشعبها .. تحيا مصر....تحيا مصر.
 
         
         
         
         
         
                         
                         
                     
                                             
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                         
                         
                         
                                 
                                 
                                 
                                 
                     
                     
                     
                    