قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد شداد يكتب .."كلمة"


أقول لكل من يقحمون الدين في السياسة ، ويطوعونه في أشياء مادية دفاعا عن فلان أو فلانة، الدين ليس لعبة نتسلى بها، ولا ينبغي أن ينزل لهذا المستوى من الانحدار، وأن نكون كمن يطلب الدنيا بالدين، فأنت داخل لكي تصلي الجمعة أو إحدى الصلوات الخمس، فما بال وما شأن الدين بكل هذه الترهات والأباطيل.
ما دخل الدين في الدعاء على المنابر ، والسباب واللعان ، والدعاء على الخلق يعد سبابا ولعانا ، المنابر لم توضع ولم تجعل لهذا، وإنما جعلت للدعاء للمسلمين وليس الدعاء عليهم ، الدعاء للعاصي بالهداية والتوبة ، وللطائع بالاستمرار على طاعته وعبادته.
ولذلك يقول الله تعالى :"اهدنا الصراط المستقيم " والمقصود بها الدوام على الاستقامة ، فهو أمر مجازي كما يقول علماء البلاغة، وقولنا : اللهم اهدنا بفضلك فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا اللهم فيما أعطيت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، هذا هو الدعاء، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، إلى آخر هذه الدعوات النبوية.
ونقول: قل ادع الله إن يمسسك ضر فوجه ناظريك إلى السماء، أسأل: ما علاقة المنابر بحقد مكين أو غل دفين، أو حسد مكتوم أن يتلفظ به الإنسان، الدعاء على المسلمين ليس مستحبا على الإطلاق ولا مقبولا في صحيح السنة، ولذلك لما كان رجل على عهد سيدنا عمر ابن الخطاب وذكروه له ، وكان لا يكف عن الشراب،أي شرب المسكر وكان هذا الرجل ذا بأس ففقده عمر فسأل عليه فقالوا: تتابع في الشراب فبعث سيدنا عمر رضي الله عنه إليه برسالة فيه: من عمر ابن الخطاب إلى فلان ابن فلان وفيها سورة غافر أولها : :"حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير " فما لبث الرجل أن قرأها ، وقال : قد وعدني ربي أن يغفر لي قد وعدني ربي أن يغفر لي : فما لبث أن تاب وحسنت توبته ، فقال عمر رضي الله عنه : هكذا فاصنعوا " إذا رايتم أخاكم قد زل زلة فسددوه ووقفوه وادعوا الله ان يتوب عليه ولا تكونوا عونا للشيطان عليه".
وورد مثل هذا عن الرسول الكريم بأن كان رجل يكثر الشراب ويجلد على عهده صلى الله عليه وسلم: فقالوا أخزاك الله ما أكثر ما يؤتى به، فقال عليه الصلاة والسلام" لا تقولوا هذا ولا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم " بل إن الرسول الكريم عندما سأله أحد الصحابةـ في صحيح مسلم بأن يلعن اليهود فقال: إني لم أبعث لعانا إنما بعثت رحمة.
وعندما قال اليهود للرسول السام عليك يا محمد، والسام الموت، فقال عليه الصلاة والسلام: وعليكم، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وعليكم السام واللعنة وغضب الله عليكم، فقال لها الرحمة المهداة : عليك بالرفق فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، فقالت ألم تسمع ما قالوا ؟ فقال: ألم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم بمثل ما قالوا فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في.
صدق من سماك الرءوف الرحيم ، أما نحن فأصبح السباب واللعان والفحش والغيبة والنميمة شأننا ودأبنا.. نعوذ بالله من علم لا ينفع ونفس لا تشبع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع، واهدنا ربنا إلى صراطك المستقيم إنك نعم المولى ونعم النصير.