سبحان مُغير التحالفات

في أسبوع واحد رأيت الأستاذين حمدين صباحي، المرشح الرئاسي، وعبدالله السناوي، رئيس تحرير جريدة العربي الأسبق، وكلاهما في لقاءات تليفزيونية يدينون بعنف سلوك جماعة الإخوان السياسي، في حين أنهما شاركا في السكوت قبل ثورة يناير في الصمت على خطايا الإخوان، بل وشنّا حربًا شرسة ضد من كان ينتقدها.
بالطبع الأستاذان "صباحي" و"السناوي" ليسا حالة استثنائية، بل للأسف فقد فعلها كثيرون من مختلف التيارات، ودارت الأيام والآن يدفعون ثمنًا سياسيًا فادحًا وتدفع البلد ثمنًا أفدح.
فقد رفض الأستاذ حمدين صباحي عندما كان رئيس تحرير لجريدة الكرامة، نشر الكلام الخطير الذي قاله محمد مهدي عاكف، مرشد الجماعة السابق، وكان منه سب البلد "طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر". وكان الأستاذ حمدين وقتها مُتحالفًا معهم في الانتخابات.
وبسبب هذا الحوار الذي أجريته مع "عاكف" وسب فيه البلد، نشر الأستاذ عبدالله السناوي صفحة كاملة في جريدة العربي، ليس ضد سب البلد ولا للأفكار الخطيرة التي قالها "عاكف"، ولكن لسبي ولعني رغم أنني لم أسب البلد ولا قلت ما يهدد الدولة المصرية ومدنيتها.
سبحان مُغير التحالفات، والذي جعل الأستاذان حمدين والسناوي وغيرهما، يهاجمان الآن باستماتة السلوكيات السياسية الخطرة، فقد طالت النيران بيوتهم.