الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"كبدي عليك يا مصري".. الوزارة تستورد أرخص علاج لفيروس"سي".. نفاد الكمية يهدد بانتكاس المريض.. والكلمة العليا لـ"البيزنس"

صدى البلد

أستاذ بمعهد ثيودور بلهارس:
أدوية القضاء على فيروس "سي" غالية جدا و"إحنا بستورد أرخص حاجة"
البيزنس وقانون المزايدات والمناقصات يتحكم في عملية التوريد
استيراد العقارات واستبدالها بعد فترة بأخرى ليس من مصلحة المريض
"أورام الكبد":
الانقطاع يوما واحدا عن علاج فيروس "سي" يجعله يعود من جديد
لا ضرر في استكمال العلاج بنوع "عقار" مختلف لأن المادة الفعالة واحدة
مصدر بـ"الصحة":
تعديل الرسوم على السعر أدى لنقص السوفالدي المصري بعد سحب الشركات له من الصيدليات
عقد سوفالدي المصري لا يلزم الشركة بتوفير كل الكميات المطلوبة
نقصه في الصيدليات تسبب في التعاقد مع شركة أمريكية لتوفير عقار "كيوريفو" لم ننس بعد ما وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسي، مايو الماضي، حيث وجه بالاهتمام برفع المستوى الصحي والطبي في مصر، من خلال مبادرة علاج مليون مواطن من فيروس "سي"، وحينها أكد رئيس الجمهورية أن مرض فيروس "سي" خطير وكبّد الدولة خسائر كبيرة.
إلا أن وزارة الصحة لم تبد اهتماما بالقدر الكافي بمبادرة الرئيس، ما يهدد تنفيذ المبادرة لعلاج مليون مريض، بدا ذلك بعد أن أخفقت الوزارة في تعاقداتها مع بعض الشركات الأجنبية المنتجة لأدوية، الأمر الذي أدى إلى وجود عجز لأدوية الفيروس بالمراكز البحثية التابعة الوزارة والصيدليات الخاصة، وهو ما دفع العديد من المواطنين إلى الشكوى من عدم توافر العلاج ببعض الأماكن.
تعدد التعاقد مع الشركات فتح باب الأسئلة عن أسباب ذلك التعدد وإلغائه التعاقد مع شركات بديلة، خاصة أن هناك عجزا في توافر العلاج بالصيدليات الفترة الحالية، وهو ما كشفه مصدر بالوزارة لـ"صدى البلد" من أن مؤتمر غد جاء بعد وجود نقص في عقار السوفالدي، وهو ما دفع للتعاقد مع شركة "أبفى" الأمريكية لتوفير عقار "كيوريفو"، خاصة أن شركة سوفالدي غير ملزمة بتوفير الكميات المطلوبة للعقار لأن التعاقد معها لم ينص على إلزامها بتوفير العقار بكميات مطلوبة.
قال الدكتور صبحي أحمد محمد، الأستاذ المتفرغ بمعهد ثيودور بلهارس، التابع لوزارة البحث العلمي، إن أدوية قتل فيروس "سي" التي تقضي عليه بنسبة 90% تكون ذات أسعار مرتفعة جدا، مشيرا إلى أن عقار السوفالدي هو أقلها سعرا، وهو ما يجعل المسئولين الذين يتعاقدون على الأدوية الرخيصة، ويقحمون البيزنس في عملية التوريد، كما أن قانون المزيدات والمناقصة يقيد يد المسئول، وهو ما يجعله يبحث عن أقل الأسعار.
وأضاف محمد، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن طريقة استيراد عقارات فيروس "سي" بداية من السوفالدي وبعدها استبداله بنوع آخر ثم ترك الاثنين والتعاقد على نوع ثالث يقضي على المرض بنسب أعلى، ليست سليمة، مشيرا إلى أنه من المفترض أنه من الأفضل أن تكون الأدوية متاحة في السوق للجميع بدلا من تشتيت المرضى، لافتا إلى أنه من الحكمة أن يتاح العلاج، قائلاً: "واللي عاوز يشتريه يشتريه".
ولفت إلى أن علاج فيروس سي لا يقتصر عىلى السوفالدي فقط، لأن كل مريض يتم التعامل معه على حسب حالته الصحية، مشيرا إلى أن أهم علاج هو تناول الأدوية الخاصة بحماية الكبد من التليف، خاصة أن السوفالدي يقلل من الفيروسات من الدم فقط.
وقال الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، إن أدوية فيروس "سي" الحديثة لابد أن تؤخذ بصفة مستمرة حسب القرص العلاجي وعدم إيقافها في أي يوم من الأيام تحت أي ظرف، مشيرا إلى أنه في حال قطع العلاج من الممكن أن يعود الفيروس من جديد بعد اختفائه.
وأضاف رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن علاج السوفالدي المصري بعد تعديل سعره قامت بعض الشركات بسحب الكميات من الصيدليات بعد أن فرضت عليهم الوزارة تعديله وإعادته للصيدليات مرة أخرى، وهو ما أحدث نقصًا في الصيدليات.
وتابع: "ننصح المواطنين بتناول المثيل الدوائي للشركات الأخرى والمتوفر بالصيدليات في سبيل عدم قطع العلاج لأن المادة الفعالة واحدة"، مشيرًا إلى أن إكمال الكورس العلاجي الذي يسير عليه المريض لا بد أن ينهيه قبل الانتقال إلى أي عقار آخر جديد.
ومن جانبه، قال الدكتور يحيى الشاذلى، عضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، إن هناك كميات من عقار "سوفالدي"، الخاص بعلاج "فيروس سي" متوافرة في الصيدليات، إلا أنه يمكن وجود تأخر بسيط في وصولها نظرا لإجراءات الجمارك، وكذلك نقص تحويل العملة الأجنبية قد يكون سببا في الأزمة.
وحذر عضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، من انقطاع المصاب بالفيروس عن تناول العلاج لمدة يوم واحد، لافتا إلى أنه في حال وجود نقص بالأدوية تقوم المراكز التابعة للوزارة بإعطاء المريض عدد من الأقراص حتى يتم سد القصور في الأدوية، لتفادي حدوث انتكاس للمريض.
وأضاف الشاذلي أن تعدد أدوية علاج فيروس "سي" والانتقال من نوع إلى آخر كل فترة يرجع إلى ظهور أدوية جديدة لها فاعلية أكبر للقضاء على المرض، مشيرا إلى أن تعدد المصادر وتنوعها يصب في صالح المريض.
وأوضح أن هناك أدوية لا تصلح لبعض المرضى وأخرى تصلح، خاصة أنه لا يوجد علاج بدون أعراض جانبية، وأنه لا يوجد علاج بمفرده يتناوله المريض للقضاء على الفيروس، حيث إن هناك أدوية أخرى بجانب السوفالدي.