قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"تظاهرات الجمعة" بالعراق.. تقلص المتظاهرين وثبات المطالب..وبطء تنفيذ حزم الإصلاحات


واصل المئات من النشطاء المدنيين والمواطنين العراقيين، اليوم /الجمعة/، تظاهرهم في ساحة التحرير وسط بغداد وعدد من مدن جنوب العراق في الحلة والبصرة وكربلاء والناصرية الكوت وذي قار، رغم تقلص عدد المشاركين وقصر فترة التظاهرة، للمطالبة بتنفيذ الإصلاحات ومحاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة وإصلاح القضاء، رافعين علم العراق وهتافهم الرئيسي "خبز ..حرية .. دولة مدنية".
وشكا متظاهرون من بطء وتلكؤ الإصلاحات التي أعلنها رئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي، ودعوا إلى عدم المساس برواتب الموظفين والمتقاعدين التي تضررت من إجراءات التقشف التي أعلنتها الحكومة .. ورغم تراجع أعداد المشاركين في ساحات التظاهر إلا أن مطالبهم بعد مرور "24 جمعة" ظلت ثابتة بمحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين ومن نهبوا المال العام وإصلاح القضاء والإسراع بتطبيق حزم الإصلاحات على الأرض بما ينعكس إيجابيًا على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
واللافت في التظاهرات منذ بدايتها هو حالة المد والجزر المرتبطة بمزاج ومصلحة القوي السياسية والأحزاب العراقية المشاركة بالحكومة فعندما تشعر بمس مصالحها يمتنع مؤيدوها عن الساحات، وعندما تستجد مصالح يشاركون بقوة أو ينظمون مظاهرات منفصلة، إضافة إلى عزوف المواطنين الذين أحبطهم بطء الاستجابة للمطالب وغياب الظهير السياسي، حيث ينتمي معظم الناشطين للتيار المدني الذي يخالف إلى حد العداوة التيار السياسي ذي المرجعية الدينية.
إلا أن المرجعية الدينية العليا بالعراق التي باركت الإصلاحات حذرت اليوم وانتقدت تلكوء الحكومة في تطبيقها .. وانتقد المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني تأخر تطبيق حزم الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية ومحاربة الفساد والتي أعلنتها حكومة حيدر العبادي في أغسطس الماضي، مطالبة بخطوات جادة في مسيرة الإصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد كفرصة أخيرة.
وقال ممثل المرجعية العليا أحمد الصافي - في خطبة الجمعة اليوم بالصحن الحسيني بكربلاء جنوب العراق - إنه بعد أشهر من مطالبتنا السلطات الثلاث والجهات المسؤولة بالعراق بان يتخذوا خطوات جادة في مسيرة الإصلاح الحقيقي وملاحقة الفاسدين، ولم يتحقق شيء واضح على أرض الواقع وهذا أمر يدعو للأسف الشديد.
** مظاهرات بغداد ومدن الجنوب **

وفي بغداد، تجمع مئات من المتظاهرين في ساحة التحرير وسط إجراءات أمنية مشددة بشارع السعدون بدءًا من ساحة الفردوس ، حيث انتشرت القوات الأمنية المشتركة من الجيش والشرطة ونفذت عمليات تفتيش للقادمين إلى ساحة التظاهر ومحيطها أو المارين بها، منعا لتسلل مندسين يؤثرون على سلمية المظاهرات.
ودعا متظاهرون في الحلة والبصرة لتحسين الخدمات ومحاربة الفساد وإصلاح القضاء ومؤسسات الدولة، وذهب البعض منهم للمطالبة بحل البرلمان وإقالة الحكومة التي اتهموها بالبطء والضعف، ولم تسجل حوادث تعكر سلمية المظاهرات غير محاولة أحد المتظاهرين إشعال النار في نفسه وحال زملاء له دون ذلك وحاولوا اقتحام مقر محافظة بابل في الحلة وتمكنت قوات الأمن من احتواء الموقف وتهدئة الغاضبين.
وردد المتظاهرون في الحلة "الشعب العراقي بينادي .. وين الإصلاحات يا عبادي" ، وقال أحد المتظاهرين "خمسة أشهر مرت على التظاهرات ، ولم يحدث شىء وهناك لامبالاة من قبل المسؤولين في الحكومة والبرلمان والقضاء".
وشارك العشرات في تظاهرة قرب ديوان محافظة البصرة للمطالبة بإجراء إصلاحات تشمل محاسبة مسؤولين متورطين بفساد إداري ومالي، واعتبروا أن الإحباط هو سبب تراجع أعداد المتظاهرين إضافة لعدم استجابة الحكومة لمعظم المطالب.
ودعا متظاهرون في ذي قار والكوت والناصرية إلى تجميد مجلس النواب والاستفادة من رواتب نوابه في سد عجز الموازنة العامة للدولة وطالبوا بتطبيق الإصلاحات وإطلاق سراح نشطاء المتظاهرين المحتجزين.. فيما طالب المتظاهرون من أمام مكتب النزاهة في الديوانية بالكشف عن ملفات الفساد التي بحوزتهم ليتسنى للمواطنين معرفتها فضلا عن معرفة أسباب عدم حسم الكثير منها.
وكان مجلس الوزراء العراقي وافق منتصف شهر سبتمبر الماضي على مشروع قانون "إلغاء قانون مناصب نواب رئيس الجمهورية" ، وأعلن الدكتور حيدر العبادي حزمة إصلاحات ألغي بموجبها مناصب نواب رئيس الجمهورية نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي، ونوابه صالح المطلك وبهاء الأعرجي وروز نوري شاويس، وتقليص عدد أفراد حماية المسئولين العراقيين وألغي مخصصات أصحاب الدرجات العليا من الموظفين والمتقاعدين من أجل تخفيض الإنفاق الحكومي بسبب الأزمة المالية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط عالميا، وأطلق حزمة من الإصلاحات لمحاربة الفساد.. إلا أن انخفاض أسعار النفط دون 33 دولارًا للبرميلبما يقل عما تم اعتماده في موازنة 2016م المقدرة بـ 45 دولارا للبرميل سيفاقم الأزمة المالية والاقتصادية وستكون لها ارتدادات سياسية.
ولفت العبادي إلى أن العراق يواجه تحديًا خطيرًا إلى جانب الإرهاب يتمثل بانخفاض أسعار النفط وانهيارها.. ودعا إلى تفعيل الخطوات التي من شأنها أن تكون بها "زراعة النخيل" في العراق بالاتجاه الصحيح وتفعيل السياحة وخلق بيئة سليمة لها لاستغلال تراث هائل في العراق من الضروري لفت أنظار العالم له، وقال إن العراق يواجه تحديًا خطيرًا إلى جانب الإرهاب يتمثل بانخفاض أسعار النفط وانهيارها.
ويتظاهر العراقيون يوم/الجمعة/ من كل أسبوع اعتبارا من 31 يوليو الماضي بساحة التحرير وسط العاصمة العراقية (بغداد) وعدد من المدن العراقية، والتي تطالب بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي ووافق عليها البرلمان، وتدعمها المرجعية الشيعية العليا بالعراق والتي أكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع في تنفيذ برنامج الإصلاح.