قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور.."بيروز أرتين" قطقوطة السينما .. اكتشفها "مؤدب" .. وتبناها انور وجدي .. وتزوجت "جمجوم"


- "الطفلة المعجزة" اسمها الحقيقي بيروز أرتين كالفايان
- انور وجدي تبنى "فيروز" وتألقت في أفلامه
- ابتعدت عن الفن 3 سنوات بعد فيلم الحرمان
توفيت اليوم الفنانة الكبيرة فيروز بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 73 عاما، وقد ولدت بيروز أرتين كالفايان، وهذا هو اسمها الحقيقي، في 15 مارس 1943 لأسرة أرمنية من حلب سوريا وكانت تقيم تحديداً في حارة يطلق عليها "حارة الجب"، وهي مولودة في القاهرة، وهي شقيقة الفنانة نيللي.
وقد اكتشف موهبتها الفنان اللبناني إلياس مؤدب الذي كان صديقا لأبيها وكان يقضي معه أمسيات فنية بالبيت لعزف الكمان حيث كانت تغنى مع والدتها على أنغام الكمان.
وفي بدايتها الفنية لقبوها بلقب شيرلي تمبل حيث كانت تشارك والديها تلك الأمسيات، بحيث كانت ترقص على الموسيقى التي يعزفها مؤدّب.
ولفتت "بيروز" الصغيرة انتباه مؤدّب الذي لاحظ موهبتها وحاول تطويرها فقام بتأليف وتلحين مونولوج لتغنيه وحدَها، ولأنه كان يغنّي في حفلات منزلية اصطحبها معه لتؤدّي المونولوج في إحدى المرات.
وأثارت الصغيرة إعجاب الحضور ولاقى مونولوجها نجاحاً باهراً، فما كان من مؤدب إلا أن قرر إدخالها مسابقة مواهب في ملهى الاوبرج الليلي، حينها كان الملك فاروق حاضراً للحفل، فأعجب بأداء الصغيرة التي لم تتجاوز الثامنة من عمرها.

وقوبل أداؤها بإعجاب لا مثيل له وبتصفيق حاد، وحصلت فيروز على أوّل مكافأة في حياتها وكانت من الملك فاروق وهي عبارة عن خمسين جنيهاً.
وبدأت "بيروز" رحلتها الفنية الحقيقية مع أنور وجدي الذي اختار لها لقب فيروز، وقد مثلت في الأفلام الأبيض والأسود خصوصاً في أفلام أنور وجدي الذي أظهرها في العديد من أفلامه التي كان لها مخرجاً وممثلاُ ومنتجاً، وتميزت على الرغم من صغر سنها بقدرتها الفائقة على الاستعراض والغناء والتمثيل.
بعدها التف حولها المنتجون السينمائيون، فأختار مؤدب الفنان أنور وجدي من بين كلّ أولئك؛ ليوقع معه والد فيروز عقد احتكار تتقاضى عنه ابنته ألف جنيه عن كلّ فيلم.
واستقدم أنور وجدي مدربين أجانب؛ لتدريب الصغيرة لعدة أسابيع وذلك لتهيئتها لأوّل بطولة سينمائية، في فيلم «ياسمين» الذي خاطر فيه وجدي بالكثير، وعرض عام 1950 وحينها كانت فيروز لم تتجاوز عامها السابع.
إنتاج الفيلم كان مفترضاً أنْ يكون مشتركاً بين وجدي والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، لكن عبد الوهاب، وبعد أن شاهد الصغيرة لم يجازف بالمغامرة بأمواله في فيلم تقوم ببطولته طفلة لا تتقن سوى غناء المونولوج لكن وجدي المعروف بروح المغامرة خاض المخاطرة بمفرده، وصباح العرض ظهر إعلان في الصحف المصرية يدعو كلّ أطفال مصر لحضور حفلة العاشرة صباحاً التي سيعرض فيها الفيلم، وتقوم البطلة الصغيرة فيها بتوزيع هدايا على الأطفال، وبالفعل تم وضع مئات الهدايا بسينما الكورسال وتعليق مئات البالونات في صالة السينما.
بعدها قدمت فيروز فيلم «فيروز هانم» عام 1951، ثم فيلم «صورة الزفاف» عام 1952، وفي عام 1953 قدمت فيلم «دهب» الذي ظهرت فيه الصغيرة بعد أن أصبحت في العاشرة من عمرها وهي تؤدي رقصات تشبه تلك التي تقدّمها راقصات شهيرات أمثال: سامية جمال، وبديعة مصابني، وتحية كاريوكا.
كما شهد العام 1953 انفصال الصغيرة عن أنور وجدي إذ إنه وبعد النجاح والشهرة الواسعين الذين حققتهما فيروز في أفلامها مع وجدي، قرر والدها الانفصال عن وجدي، فرفض تجديد عقد الاحتكار معه، وقرر أنْ يقوم هو بإنتاج أفلامها.
وانتج والدها فيلم «الحرمان» وكانت وقتها بلغت 13 عاماً، وظهرت فيه فيروز إلى جانب شقيقتيها الفنانة الاستعراضية نيللي وشقيقة ثالثة لهما هي ميرفت، ورغم ما قد يتبادر إلى الذهن من أنّ والد فيروز أراد بهذا الفيلم تعزيز نجومية "فيروز"، إلا أنّ الفنانة نيللي صرّحت عبر مذكراتها التي نشرت في إحدى المجلات المصرية أنّ كل الجهود في هذا الفيلم بذلت من أجلها، وأنّ «الفيلم كان من بطولتنا نحن الثلاث، ولكن كان التركيز على شخصي.. فقد أراد الأستاذ محمود ذو الفقار ووالدي أنْ يركزا على موهبتي. فاختار لي الجمل الخفيفة والكلمات المضحكة التي تحدث أثراً طيّباً لدى الجمهور كما أنها كانت أوّل مرة يكتب فيها اسمي كبيراً على إعلانات الفيلم».
بعد «الحرمان» توقفت فيروز عن العمل لمدة ثلاث سنوات، ثم عادت لتقدم عدداً من الأدوار الدرامية التي تتناسب مع عمرها، من بينها «صورة الزفاف» و"عصافير الجنة"، ثم قدمت بعدها أربعة أفلام لم تحقق نجاحا منها فيلم «إسماعيل ياسين للبيع» و"ايامى السعيدة" عام 1958 من أخراج أحمد ضياء الدين.
وتعود بدايات فيروز مع إسماعيل ياسين إلى فيلم «إسماعيل ياسين طرزان» لنيازي مصطفى، إذ شاركت فيه وهي طفلة وكان ذلك في عام 1955، وأثناء عملها بفرقه إسماعيل ياسين تعرفت على زوجها الراحل بدر الدين جمجوم وتزوجا وأنجبا طفلين هما: أيمن وإيمان.

بعد هذه الأفلام الأربعة التي كان آخرها فيلم «بفكر في اللي ناسينى» لحسام الدين مصطفى، الذي قدّمته عند بلوغها السادسة عشر من عمرها في عام 1959، قررت فيروز التوقف عن العمل من أجل الحفاظ على صورتها كطفلة شقية في أذهان الجمهور.

وهجرت فيروز أضواء السينما عند بلوغها العشرين وقررت الهروب والانعزال بحياتها، وهي التي اعتادها الجمهور طفلة شقية لا ينتظر منها سوى الاستعراض وخفة الظل، ولا يتقبلها في أية أدوار أخرى، وكرمت فيروز عام 2001 في مهرجان القاهرة السينمائي، وقد تدهورت حالتها الصحية منذ عدة أيام ودخلت على أثرها العناية المركزة نتيجة مضاعفات بالكلي والكبد حتى رحلت صباح اليوم عن عمر يناهز 73 عاما .