في مشهد يختلط فيه الوجع بالذهول، ودّع أهالي قرية ميت بره التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية عروسًا شابة، تحوّلت فرحتها المنتظرة إلى مأساة مفجعة، بعد أن لقيت مصرعها في حادث سير وقع خلال موكب خطوبتها.
فقد اصطدمت سيارة العروس بعمود إنارة على الطريق، لتسقط العروس ضحية اللحظة، فيما أصيب العريس وابنة خالتها والسائق بإصابات متفاوتة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتبدلت زغاريد القرية إلى بكاء، وتحول موكب الخطوبة الذي كان ينتظره الأهالي إلى جنازة صامتة، تخيم عليها مشاعر الصدمة والأسى، إذ لم يستوعب الكثيرون كيف انتهى يوم طالما حلمت به العروس وأسرتها بهذه الصورة القاسية.
ومع انتشار الخبر في أنحاء القرية، خرج المئات لتشييع الجثمان في مشهد مهيب يعكس حجم الفاجعة التي ألمت بالأسرتين.
وفي الوقت ذاته، باشرت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة التحقيق في ملابسات الحادث، وبدأت فرق الفحص الميداني معاينة موقع الاصطدام للوقوف على الأسباب الدقيقة وراء ما جرى.
وقال محمود موسى، ابن عمة العروس، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، إن الحادث وقع أثناء خروجهم من الكوافير في طريقهم إلى جلسة التصوير بمدينة بنها، موضحًا أن السائق كان يقود بسرعة عالية وابتعد عن باقي سيارات الموكب قبل أن يفاجأ بمطب، فاضطر للضغط على الفرامل بشكل مفاجئ، ما تسبب في انقلاب السيارة.
وأكد موسى أن باب السيارة انفتح لحظة الانقلاب، لتسقط العروس تحتها مباشرة، قائلًا: “العربية اتقلبت والعروسة الباب فتح وقعت تحت العربية.. كنا بنشيل العربية من فوقها لأنها كانت تحتها”.
وأضاف: “إيمان ماتت في ساعتها، لم يكن فيها نفس، وانتقلت المستشفى وهي متوفية”.
وأشار إلى أن العريس أصيب بخدوش وكدمات في الوجه والجسم، بينما ترقد ابنة خالتها والسائق في العناية المركزة نتيجة إصابات خطيرة، مضيفًا: “تركنا المصابين في المستشفى ورحنا ندفن العروسة”.
وتابع: “إيمان كانت شخصية هادئة ومحترمة، وقدوة للكبير والصغير، وكانت محبوبة من كل الناس بدون استثناء”.
وأوضح أن زواجها كان تقليديًا، حيث جاء العريس وتقدّم لخطبتها بموافقة الأسرة، مضيفًا: “العريس جاء تقدّم لها ونحن وافقنا.. وهي لم تكن تعرفه قبل الزواج”.