لوموند: تورط نائب الرئيس الكونغولي السابق في 5 جرائم ضد الإنسانية

أدانت المحكمة الجنائية الدولية نائب الرئيس الكونغولي السابق جان بيير بيمبا لارتكابه خمس جرائم ضد الإنسانية في أفريقيا الوسطى في الفترة ما بين عامي 2002 و 2003 ، وتشمل هذه الجرائم الاغتصاب والقتل والسلب والنهب التي ارتكبها جنود حركة تحرير الكونغو الديمقراطية خلال البعثة التي كان يقودها بيمبا لمساندة الرئيس الجنوب أفريقي آنذاك انج فليكس باتاسيه ضد حركة التمرد التي يقودها الجنرال فرانسوا بوزيزا.
وسلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على قرار المحكمة الدولية الذي صدر بعد تحقيقات استمرت لأربعة أعوام منذ عام 2010 وحتى عام 2014. ولم ينكر بيمبا الجرائم التي ارتكبها جنوده إلا أنه أكد أنه عقب وصوله إلى الأراضي الجنوب أفريقية لم يكن جنوده تحت قيادته بل انتقلت القيادة إلى القوات المسلحة الجنوب أفريقية بيد أن القضاه لم يقبلوا الحجج التي دافع بها بيمبا عن نفسه.
وأكدت المحكمة أن بيمبا كان قد اختار بنفسه الكتائب المشاركة في البعثة المتوجهة إلى جنوب أفريقيا وكان على اتصال دائم بالضباط والجنود المشاركين في المعارك البرية وعلى رأسهم القائد مصطفى. ويضاف إلى ذلك، أن بيمبا يمتلك زمام الأمور الاقتصادية في حركة تحرير الكونغو.
وأوضحت المحكمة أنه تم ملاحقة بيمبا ليس بصفته قائدا لكن لأنه لم يمنع الجرائم التي ارتكبت أو صدر عقوبة عليها. لكنه أكد أنه تم محاكمة سبعة جنود إبان النزاع وفتحت العديد من التحقيقات إلا أن المحكمة لم تعتد بهذه الحجة.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكما صارما لأول مرة في تاريخها بحق جان بيير بيمبا في إطار الهدف الذي تأسست من أجله هذه المحكمة وهو المكافحة من أجل الحيلولة دون الإفلات من العقاب على الجرائم الجنسية التي ترتكب في الصراعات.
وأعربت الممثلة انجلينا جولي - المدافعة عن حقوق الإنسان - عن صدمتها وتفاجئها من هذا التأخير في الاعتراف بهذه الجريمة، وتعد إدانة بيمبا خطوة غير مسبوقة في تاريخ المحكمة حيث استند في اتخاذ هذا القرار إلى الدور الذي لعبه في الماضي كقائد عسكري.
واعترفت المحكمة ضمنيا بأن الاغتصاب جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وتعتبر هذه القضية هى الأولى التى يتحمل فيها مسئولا كبيرا وبشكل مباشر مسئولية جرائم مرؤوسيه وكذلك هى القضية الأولى التي تركز في المقام الأول على جرائم العنف الجنسي التي ارتكبت خلال الحرب.
وقالت رئيسة المحكمة شتاينر إبان تلاوة حكم الإدانة :" انتهك جنود حركة تحرير الكونغو بالقوة وعن علم وقصد جثث الضحايا". فيما رحب الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بحكم المحكمة وقال إنه خطوة نحو استئصال "الجرائم الجنسية البشعة التي أفسدت أرواح نساء كثيرات".