"النهار": مخاوف من احتمال استيراد اللبنانيين الأزمة السورية لبلدهم
اعتبرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن لبنان شأنه شأن دول الجوار السوري ولاسيما الأردن والعراق دخل مع تطور الوضع في سوريا مرحلة من عدم اليقين حول طبيعة ما يمكن أن تؤدي إليه مرحلة خطرة يتعين عليه حيالها توفير كل جهد ممكن من أجل تمرير العاصفة التي تهب عليه من الجانب السوري بأقل الأضرار والخسائر الممكنة.
ونبهت الصحيفة، في تعليق لها اليوم، الأحد، إلى أن موضوع تدفق النازحين من سوريا بكثرة إلى لبنان في الأيام القليلة الماضية يطرح تحديات كبيرة أمامه ويشكل موضوع قلق كبير في الدرجة الأولى جنبًا إلى جنب مع المناوشات المستمرة على الحدود الشمالية والتي تثير مخاوف من تحفيز ردود من الجانب اللبناني على المستوى الشعبي.
وحذرت من أن بعض المواقف والتحركات التي وقعت الأسبوع الماضي أثارت مخاوف كبيرة من احتمال استيراد اللبنانيين الأزمة السورية إلى بلادهم مقابل المخاوف القائمة أصلا من تصدير النظام السوري ومنذ بدء الأزمة في سوريا ما يجري على أراضيه إلى لبنان، بحيث إن اهتزاز سوريا على نحو خطير سيؤدي إلى اهتزاز المنطقة.
وتخوفت الصحيفة من محاولة توريط الجيش اللبناني في لعبة داخلية واستدراجه إلى الشوارع والطرق الضيقة في الوقت الذي تنذر فيه تطورات المنطقة، ولاسيما السورية، بمخاطر كبيرة غير واضحة المعالم يحتاج فيها لبنان بقوة إلى الجيش بكامل جاهزيته من أجل منع محاولة استدراجه إلى أي أزمة مع الإقرار بأنه في حال حدث ذلك فإن الأمر يتخطى قدراته.
وقالت إنه في ظل المخاوف الكبيرة التي بدأت تسري جديًا على دول الجوار السوري مع دخول الأزمة في سوريا منعطفًا خطرًا، فإن لبنان يمكن أن يكون أكثر من يتشظى بفعل الفوضى التي يسببها استعار الحرب الجارية في سوريا على نحو مصيري بالنسبة إلى النظام لاعتبارات متعددة من بينها كون لبنان أكثر هشاشة بين كل دول الجوار السوري من ناحية انقساماته واصطفافاته مع الثورة السورية وضدها أو مع النظام.
ودعت الصحيفة إلى تحصين لبنان من خلال طاولة الحوار رغم أنها لن تؤدي إلى أي نتيجة في شأن سلاح حزب الله، خصوصًا وأن سوريا أدخلت المنطقة في مرحلة خطرة وليس من الضروري التضحية بلبنان جنبًا الى جنب مع ما يجري في سوريا.
ودعت، في ختام تعليقها، إلى وضع "إعلان بعبدا" الذي صدر بتوافق فرقاء الحوار موقع التنفيذ الفعلي وتحمل الحكومة مسئولياتها في محاولة توفير كل العناصر التي يمكن أن تساعد في تخفيف التشنجات أو منعها كليًا، بحيث يعبر لبنان العاصفة الآتية بأقل الخسائر المفترضة.