احتد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، على القنصل العام الإيراني، خلال اتهامات متبادلة للدولتين بأنهما ترعيان الإرهاب في الشرق الأوسط.
وقال "الجبير"، خلال محاضرة في مركز إيغمونت البحثي، التابع لوزارة الخارجية البليجيكة في بروكسل: "أنا لم أقل شيئًا لا يستند إلى الحقائق، ألا يشير الدستور الإيراني إلى تصدير الثورة؟ ألا يشير الدستور الإيراني إلى الاهتمام بالشيعة المحرومين؟ ألم تقم إيران بتأسيس حزب الله؟ ألم تهاجم إيران أكثر من 12 سفارة داخل إيران في انتهاك لجميع القوانين الدولية؟ نحن لم نهاجمهم، إيران هي التي فعلت، ألم تدبر إيران وتخطط وتنفذ هجمات سنة 1996 في مدينة الخبر ضد سكن القوات الأمريكية؟ نعم فعلوا، ضابط مراقبة العملية كان آمر اللواء شريفي، ملحقكم العسكري في البحرين، صانع القنبلة كان من حزب الله اللبناني، المتفجرات جاءت من وادي البقاع اللبناني. القادة الثلاثة الأساسيون للعملية هربوا وعاشوا في إيران منذ ذلك الوقت".
وأضاف الجبير موجهًا حديثه لـ"ممثل طهران": "ألا يعد هذا إيواءً للإرهابيين؟، ألقينا القبض على أحدهم السنة الماضية في لبنان وكان يحمل جواز سفر إيرانيا وليس جواز سفر سعوديا على الرغم من أنه مواطن سعودي، ألا يعد ذلك مساعدة وتحريضا إرهابيا تقوم به إيران؟".
وتابع: "نحن لم نختلق هذه المعلومات، عندما حصلت الانفجارات في الرياض سنة 2003 كان سيف العدل في إيران إلى جانب سعد بن لادن، مسئول البروباجاندا للقاعدة و4 أو 5 من القادة الكبار، طلبنا من إيران تسليمهم لكنهم رفضوا طلبنا والبعض من هؤلاء لا يزال في إيران".
وقال الجبير: "نحن لم نختلق هذه المعلومات، هذه حقائق معروفة، الأمر بتفجير 3 مجمعات سكنية في الرياض سنة 2003 أصدره سيف العدل، قائد عمليات القاعدة وكان حينها مقيما في إيران، لدينا تسجيل للمكالمات الهاتفية، نحن لم نختلق هذه المعلومات، كان رونالد ريجان يقول: "الحقائق أشياء عنيدة" وهي بالفعل عنيدة لأنه لا يمكن الالتفاف حول الحقائق، حزب الله منظمة إرهابية ومهاجمتها للسفارات أمر واضح، فالسفارات لا تفجر نفسها بنفسها،لابد من قيام شخص بذلك قتل الدبلوماسيين، الدبلوماسيون لا يقتلون أنفسهم بإطلاق الرصاص على أنفسهم 3 مرات. شخص ما مسئول عن ذلك".
وأضاف: "العملاء الإيرانيون ارتبطوا بهجمات إرهابية في أوروبا وأمريكا الجنوبية، نحن لم نختلق هذه المعلومات، هذا هو العالم وهذه هي الأدلة لذلك أقول نعم، نتمنى ونأمل بأن تكون إيران، هذه الأمة العظيمة جارًا عظيمًا لنا، لكن تحقيق ذلك يعتمد على الطرفين، والذي يتطلب الرغبة في التخلي عن السياسات التوسعية العدائية والعودة إلى الأعراف والسلوكيات الدولية إذا ما أردتم من العالم أن يتعامل معكم".
واستطرد: "أيدينا ممدودة لكم وهي ممدودة منذ 35 سنة غير أن ما نحصل عليه بالمقابل هو قتل دبلوماسيينا وتفجير سفاراتنا وإرهابيون يهددوننا، ألقينا القبض على عملاء إيرانيين في السعودية لتخطيطهم لهجمات إرهابية".
وتابع: "أوقفنا 4 شحنات من الأسلحة حاولت إيران تهريبها إلى الحوثيين في اليمن ولدينا متفجرات حاولت إيران تهريبها إلى السعودية والبحرين والكويت، هذه ليست من نسج الخيال وليست لعبة أطفال، بل هي سلوكيات عدائية وغير مقبولة، إنها سلوكيات تنتهك جميع أعراف السلوكيات الدولية والقوانين الدولية، ولهذا سميت إيران على أنها دولة راعية للإرهاب ولهذا تعاقب إيران بسبب دعمها للإرهاب، ليس من قبلنا بل من قبل المجتمع الدولي".
وتساءل وزير الخارجية السعودي: "فهل يعقل أن يكون العالم بأجمعه مخطئًا وأن تكون إيران على حق؟ هل يمكن أن يكون القانون الدولي الذي يوصي بالعلاقات السلمية وعدم التدخل في شئون الآخرين خطأ ومقاربة إيران في مواصلتها لأعمالها العدائية جزء من أهدافها بغض النظر عن سلامة الوسيلة؟ لا أعتقد ذلك".
واختتم الجبير حديثه لـ"ممثل طهران": "إذا أردت من المسئول السعودي ألا يكون ناقدًا لإيران فتصرف بشكل لا يعرضك للانتقاد، وإلى الآن فقد كان تاريخكم حافلًا بالموت والدمار وعدم الاكتراث بالقانون الدولي والمبادئ الموجودة منذ ظهور الأمم، خصوصا تلك المتعلقة بالجيرة الصالحة وعدم التدخل في شئون الآخرين".