نجوم الفن للسلفيين: "التحرير" موجود

لم تعد المشكلة الآن بالنسبة للوسط الفنى هى وصول الإخوان الى الحكم وإنما اصبح السؤال الأكثر الحاحا فى اذهانهم : ماذا لو وصل السلفيون وليس الاخوان الى الحكم ؟ وما هى الصورة التى يمكن ان يكون عليها الفن فى هذه الحالة ؟ "صدى البلد" توجه بالسؤال لمجموعة من الفنانين فتباينت اجاباتهم بين الترقب والتخوف .
الفنان القدير عزت العلايلى قال إن لكل حادث حديثا و لا يجب أن نسبق الأمور فما زالت هناك مرحلتان من الانتخابات لم تحسما ومن الصعب صعود السلفيين ولابد من التفريق بين المد الدينى و المد السياسى والابتعاد عن خلط الاوراق , فالساسة لهم أدواتهم المختلفة عن الدين ، وعموما عندما يحدث ذلك ستختلف أمور كثيرة و لكن علينا ان ننتظر ولا نتعجل الأمور .
ومن جانبه أكد السيناريست بشير الديك استحالة أن يتولى السلفيون مقاليد الامور مشيرا الى انه لو وضع سيناريو افتراضى لما سيحدث فلن يكونوا بقوة و جبروت مبارك وسط زبانيته و الذى استطاع الشعب ان يسقطه فالشعب الذى يسقط هذا الطاغية يمكن ان يسقط اى شخص يحاول ان يسطو على احلامه و طموحاته, واضاف : الشعب المصرى متدين بطبيعته ولكن تدينه رحيم لا يعرف التطرف الفكرى و الدينى فاذا وجد الامور تتجه الى التطرف سيغيرهم فى اول دورة او ربما يسقطهم قبل اكتمال الدورة وهناك سيناريو اخر, وهو ان يتطور فكر السلفيين فكم من مشايخ جاءوا لمصر بتشدد و غيروا قناعاتهم بعد ذلك مثل الامام احمد بن مالك الذى كان متشددا فى الحجاز و عندما جاء لمصر غير من ارائه , فالشعب المصري معروف بتسامحه الدينى.
وأوضح المخرج أحمد صقر أن علينا الانتظار و لا تعجل الامور او خلق عداوات بدون سبب فلننتظر حتى يتولوا مقاليد الامور لنعرف ماذا يريدون وما الذى سيقدمونه خاصة وان التدين المصري تدين معتدل ولا يحتاج الي توجيهات من سلفيين او اخوان .
اما الموسيقار حلمي بكر فاكد ان الدنيا ستكون جميلة اذا حكم اي شخص لان الشعب اصبح هو من يختاره ولن يضحك عليه مرة اخري فقد اسقط فرعونا واصبح من السهل بعد ذلك اسقاط اي شخص او اي حزب يحاول السطو علي ثروات هذا الشعب فالشعب اقوي من اي شئ والميادين لدينا لا عدد لها بدليل ما نراه علي الفضائيات من هجوم بعد اعلان هذه الفئة عن نواياهم فربما يكون السلفيون ضحكوا علي بعض" الغلابه" بكيلو لحمه وزجاجة زيت ولكنهم لن يستطعوا ان يضحكوا على الشعب المصرى كله .
وقالت الفنانه هاله صدقى : بدأت انظر الى نصف الكوب الفارغ والشعور بحالة من الإحباط الشديد متوقعة وفاة الفن ،وأكدت على ان النظام الجديد سوف يفرض شروطه ويمكن ان نفاجأ باختفاء الفن اصلا وهو معناه ان صناعة بأكملها تتوقف فوضع قيود على الفن من قبل السلفيين معناه لا فن ,وهو ما سوف ينطبق على صناعات اخرى يمكن ان تتوقف ايضا ، كالسياحة والملابس وغيرهما ، خاصة فى حالة فوز التيار الاسلامى "السلفى" تكون العباءة هى الزى الرسمي فى البلد .
واضافت هالة صدقى : عموما لا نريد توقع البلاء قبل وقوعه خاصة مع شعورى بوجود نهضة غير طبيعية ظهرت على الشعب المصرى اخيرا ولدينا فرصة ذهبية لإنقاذ بلدنا من المصير الضبابي وكفانا السلبية التى عانينا منها طوال الأعوام الماضية , وأنا شخصيا لا أعرف ماذا يمكن ان افعل اذا وقع المحظور واشعر بشلل فى التفكير ربما خوف وقلق من المصير المجهول.
وقال الفنان محمد الحلو ان المرحلة القادمة تتطلب شخصا معتدلا فى كل شىء ليقود البلاد ، والفكرة هل مبادئهم وافكارهم ستتماشي مع الشعب المصرى الذى يضم مسلمين ومسيحين ام لا ؟ ..اما بالنسبة للفن ففى حالة ما اذا اعتلي السلفيون الحكم فى مصر فلن يكون هناك فن وستمحى كل مجالاته .
واستنكرت الفنانة هالةن فاخر فكرة ان يفرض التيار السلفى شروطه على صناعة الفن ، ولكن لايعرف أحد ماذا يحدث غدا ولا يمكن أن نتوقع شيئا وكل ما نملكه أن ندعو الله ان يجبر بخاطرنا ونجتاز الأزمة على خيرعلى حد تعبيرها ، وأضافت : لا أعتقد ان تكون الشاشة محجبة بعد اعتلاء السلفيين حكم البلاد لا يمكن ان نصل لهذه الدرجة واتمنى فى نفس الوقت ألا نصل الى ذلك مثلما الحال فى السينما الإيرانية.
أما الفنان الشاب رامى وحيد فيقول: لو حدث واعتلى السلفيون حكم البلاد سيعتبروننا من الكفار, والممثلات جميعهن سيرتدين الحجاب وممكن نقوم بدور الكفار فى المسلسلات بعد ذلك ، ولكن لا بد أن يثبت هذا التيار الإسلامى حسن نواياه ولدينا تجربة فريدة فى دولة إسلامية مثل تركيا يحكمون بالشريعة الإسلامية فى ظل وجود اليهود والمسيحيين ولذلك يجب أن يعملون لصالح البشرية ولكن ما أزعجنا جميعا ما تابعناه أخيرا من خروج بعض افراد التيار السلفى على شاشة التليفزيون وهم يكفرون شواطىء شرم الشيخ ويطالبون بغلقها وتأجيرها للاجانب ..وأن الآثار المصرية مثل الأصنام يجب التخلص منها وتدميرها.."بالذمة ده كلام" ،هل هذا من الإسلام فى شىء ؟ لا توجد أى حضارة فى الدنيا ترضى بهذا الكلام على الإطلاق.