ابراهيم عبد الرازق يكتب: علاقات عبر الانترنت

هناك ظاهرة اصبحنا نراها ونسمع
عنها كل يوم وهى اقامه علاقات عن طريق النت أحيانا نرى من يقول انه يحب عن
طريق النت وهناك من يقول ان له صداقات عن نفس الطريق -احيانا تجد شخصا يقول
لك انه احب فتاه عن طريق الانترنت وانه يثق فيها برغم انه لايعرف
المعلومات الدقيقه عنها لكن شيئا ما يجعله يثق فى كل ما تقوله ويصدقه
واحيانا تجد فتاه تشعر ان شخصا اصبح قريبا جدا منها تعجب به وبطريقه تفكيره
واخيرا تقع فى غرامه وتتمنى ان يصبح زوجا لها – وحين نرى الواقع الحالى
سنجد كل تلك الصور حدثت بالفعل وكلنا اما مر بتجربه مثل تلك او سمع من صديق
او صديقه قصه مماثله ولا ننكر ان بعض هذه التجارب تنتهى فعلا بالزواج
واخرى تنتهى نهايات سيئه واخرى تنتهى مثل ما بدأت بالغموض -لكنى هنا بصدد
ان احكى لكم عن قصه واقعيه حدثت بالفعل بطلها شخص متزوج وله ابناء فى اواخر
الثلاثينات من عمره لا يهوى التعارف عن طريق الانترنت وعلاقته بهذه
الوسيله الحديثه فى الحياه علاقه مواكبه للحاضر وتعلم اشياء جديده والاطلاع
وان تواصل مع اى شخص يكون لمجرد العلم بشئ او لمعرفه اراء الغير فى
الاحداث المحيطه به لهذا كان متابعا جيدا لبعض المجموعات التى قد انضم
اليها والتى تنتمى لنفس افكاره ومبادئه وتابع من خلالها بعض المنضمين واعجب
بارائهم وفكرهم ولكنه كان اعجابا عاديا بالفكرة لا اكثر – ومن خلال
متابعاته اليوميه لفت نظره احدى المنضمات لهذه المجموعات والتى يطلقون
عليها فى الانترنت الجروبات لفت نظره انها مشتركه معه فى اغلب الجروبات
التى هو بالفعل منضم لها وان كل كتابتها وارائها تشبه الى درجه غايه فى
القرب افكاره حتى انه كان يقول لنفسه انها تكتب ما بداخلى بنفس الكلمات
التى كنت اود ان اكتبها فى ذات الموضوع ولاحظ هذا التشابه فى معظم او اغلب
التعليقات التى كانت تكتبها ادخل هذا شعورا غريبا بداخله تجاه تلك الشريكه
فى الفكر التى لا يعلم من هى هذا الشعور يتلخص فى انه يكن لها احتراما
كبيرا واعجابا بفكرها واسلوبها الراقى فى تعليقها على الاحداث ولاحظ ان
انتقاء كلماتها يدل على انها من عائله محترمه وانها على خلق لانها كانت
تمتاز بادب الحوار والتعليق المهذب على الاشخاص الذين كانوا يدخلون معها فى
مناقشات على تلك الجروبات – فقرر ان يرسل لها رساله يعبر فيها عن احترامه
لها وانه بحاجه لمثل عقلها ليتحاور معه لعله يستفيد منها ويأخذ النصيحه –
وبالفعل ارسل الرساله واذا بها ترد عليه بأدب شديد موافقه على ان يتبادلا
الاراء والتشاور ولكن فى حدود معينه نظرا لانها ايضا متزوجه وتحب زوجها
ولديها اولادا وان هناك فارق فى السن لديها فهى تكبره بسنوات جعلها تطمئن
ان تلك العلاقه لن تأخذ اكثر من كونها علاقه ود واحترام – كل ذلك التفاهم
بينهما جعله يرغب فى التواصل عبر الهاتف معها وطلب بالفعل ذلك ووافقت لانها
شعرت بمدى احترامه لها وانه يدرك ابعاد العلاقه وبالفعل تبادلا بعض
المكالمات القليله التى كان الحديث فيها يدور عن احوال جاريه يتبادلا فيها
الاراء والافكار -مر كل شئ بهدوء احسا انهما صديقان بل واخوين حتى حدث شيئا
مفجعا – كان بالنسبه له كابوسا لا يعلم كيف يخرج او يصحو منه فقد جائته
مكالمه غريبه من شخص يقول له ان زوجتى التى تكلمك عبر الهاتف قد طلقتها من
اجل ان تعيشا سويا فى هناء ورخاء واغلقت المكالمه واغلقت معها نوافذ الفكر
والعقل لديه فلا يدرى ماهذا وماذا يحدث وما الفعل الواجب ان يفعله حاول ان
يعيد الاتصال بالرقم ذاته لم يرد حاول مرار وتكرارا ان يتصل على هاتفها لم
ترد كل هذا من اجل ان يوضح الحقائق ويبرأ ساحتها – شعور مرعب ان تجد نفسك
فجاءة قد دمرت اسرة وانت لاذنب لك كما انها لاذنب لها – ماذا يفعل ولماذا
حدث هذا لها فهى شخص لا غبار عليه تملك من الاحترام الشئ العظيم فلماذا هان
عليه ان يطلقها دون ان يتاكد من الاحداث وكيف يكون حالها – احس بالذنب
لاجلها ولاجل اولادها ومازال لا يعرف كيف يبرأ ساحتها وقد اغلقت الهاتف
واغلقت صفحتها عبر الانترنت لايملك شيئا الا الدعاء لها – ولا املك انا الا
ان اطرح عليكم قرائى هذا السؤال ماذا تفعل لو كنت مكانه وماذا تفعلى لو
كنتى مكانها وماذا نفعل لو كنت مكان الزوج اجابات ساتركها لكم لتضعوا نهايه
القصه بأنفسكم.