الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنت فين يا "طيب" !!


أصبح التعليق على مباريات الدورى المصرى، فى القنوات الفضائية الثلاث الحاصلة على حقوق النقل، مستفزًا لأقصى درجة، وبات لدى المشاهد، حالة من عدم الرضا عن المعلقين الذين تفننوا فى عقاب المشاهد، بسبب خروجهم المستمر عن النص والاستظراف أحيانًا، أو عدم إلمامهم بالمعلومات عن الأندية وقوانين اللعبة فى أحيان أخرى، أو تحيزهم الواضح والبعد عن المهنية والموضوعية فى أوقات كثيرة.

ومن المثير للسخرية، أن يتحول المعلق أثناء المباراة إلى مشجع للفريق الذى ينتمى إليه، يرتفع وينخفض صوته حسب انتمائه، يهلل ويصرخ عند إحراز فريقه هدفًا، أو يحقق فوزًا، ويشكك فى قرارات التحكيم إذا كانت ضد الفريق الذى ينتمى له، والعكس، بجانب مجاملة أسماء بعينها وإطلاق ألقاب ومصطلحات على بعض اللاعبين لا يستحقونها، بحثًا عن مصلحة شخصية ينتظر الوصول إليها.

أيضًا بعضهم يتعمد استفزاز وإثارة فئة جماهيرية معينة بعبارات وألفاظ لا داعى لها تؤدى إلى إشعال أزمة مع الجماهير وتجعلهم ناقمون على القنوات الرياضية التى يعمل بها هؤلاء المعلقين، مما يؤكد ان مثل هذه التصرفات غير المسئولة، من جانب المعلقين، تكون بمثابة عامل أساسى لزيادة الاحتقان والتعصب وبث الكراهية بين جماهير كل الاندية، خاصة الشعبية منها.

كل ذلك دفعنى أن أتساءل عن سر إختفاء المعلق الكروى الكابتن احمد الطيب الملقب "بكروان التعليق العربى" الذى تم منعه من التعليق على المباريات فى قناة النيل للرياضة منذ الموسم الماضى، بحجة تحيزه لنادى الزمالك وتسببه فى إثارة الجماهير أثناء تعليقه على المباريات.

الكابتن أحمد الطيب ظهر فى بداية الموسم الكروى الحالى معلقا على إحدى مباريات الدورى العام المصرى، ضمن الأسبوع الاول على قناة أون سبورت التى أكدت قبل انطلاق الموسم الكروى الحالى على وجود "الطيب" ضمن طاقم العمل بها، بل ظهر المعلق فى الإعلانات و"البروموهات" الخاصة بانطلاق القناة .

وبالفعل ظهر الطيب معلقًا على إحدى المباريات بقناة اون سبورت فى الأسبوع الأول من بطولة الدورى العام، واستبشرت الجماهير التى تستمع بتعليقه خيرًا، لكن كانت المفاجأة فى عدم ظهور المعلق فى أى مباراة أخرى بعد ذلك، وبالبحث عن سبب ابتعاده، علمت ان إدارة قناة اون سبورت ابلغته بأنه غير مرغوب فيه فى الوقت الحالى، ومنعته من التعليق، بحجة غضب البعض من تعليقه لأنه يتسبب فى إثارة الجماهير.

إذا كان احمد الطيب يغضب البعض من تعليقه على مباريات الدورى العام وغير مرغوب فيه فماذا عن باقى المعلقين الذين يثيرون فتنة بين الجماهير، وأقل منه كفاءة وشهرة ومعظمهم لم يمارس اللعبة عكس "الطيب" الذى مارسها لاعبًا ومدربًا ومديرًا فنيًا وحكمًا درجة أولى، كما عمل ايضًا صحفيًا رياضيًا، ويمتلك شهادة تدريب من قبل (الفيفا) ، وشهادة تحليل دولية.. هل كل هذا لا يشفع للرجل أن يستمر ونستمتع به معلقًا كرويًا فى وطنه؟

فى رأيى ان الكابتن احمد الطيب يمتلك مواصفات خاصة، من حيث جمال نبرة الصوت، وإضفاء الحماس والاثارة على المباراة، وتزويد المشاهد بمعلومات تضيف الجديد والمفيد لثقافته الرياضية والكروية، وشرح مواقف الفرق بكل وضوح وشفافية، إضافة الى تحليله المتميز لمجريات اللعب باسلوب فني راق يحترم عقلية المشاهد.

أؤكد أن عدم استعانة القنوات الرياضية المصرية، وخاصة "قناة اون سبورت" بخبرات معلق متميز، له جماهيرية كبيرة، مثل أحمد الطيب، هو بمثابة خسارة كبيرة لتلك القنوات، لأن وجود "الطيب" فى إحداها يجلب معه ملايين المشاهدين، التى ترى فى الرجل معلقها المفضل، كما لا يصح بأى حال ان يكون الرجل ضمن طاقم التعليق بقناة "الكأس" القطرية، بينما هنا فى مصر، يتم حرمان جماهير الأندية من الإستمتاع بتعليقه لإرضاء فئة معينة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط