الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عندما يتحول مخرج المباراة إلى مشجع متعصب


الإخراج والنقل التليفزيونى الضعيف، لمباريات الدورى العام المصرى، فرض نفسه خلال لقاءات الدور الأول من البطولة، وبات جمهور الكرة المصرية، ينعى حظه العثر عند متابعته للإخراج الرديء لمباريات الدورى، مقارنة بما يشاهده من تصوير وإخراج رائع، خلال المباريات والبطولات العالمية التى يشاهدها عبر القنوات الفضائية العربية والأجنبية.

وبدلًا من متابعة لقاء كروى بتصوير وإخراج واضح ومتميز، تجعل من يجلس أمام الشاشة مستمتعًا بما يراه، نفاجأ ببعض المُخرجين يجعلون من متابعة المباراة، عقابًا للمشاهد، فقد تجد إعادة لقطة عادية جدًا أثناء هجمة خطيرة لأحد طرفى المباراة، أو التركيز على لاعب بدون كرة أو ينقل المشهد للمدرجات خلال إعطاء إنذار أو طرد لأحد اللاعبين داخل الملعب.

أضف إلى هذا تعمد تصيد الأخطاء لأى لاعب تم طرده أو تبديله أثناء اللقاء وهو خارج غاضبًا لنشاهده وهو يتمتم ببعض العبارات، علاوة على التركيز على اى رد فعل من لاعبي الفرق الجالسين علي دكة الاحتياطي ليظهره في صورة المعترض من الجلوس احتياطيًا، بجانب التركيز على أحد المسئولين الجالسين فى المدرجات، أو البحث عن أحد من أقاربه أو أصدقائه ليظهره على شاشة التلفاز، وكل هذا بعيدًا تمامًا عن مجريات المباريات.

وأسوأ مافى الإخراج، هو التعصب البغيض من بعض المخرجين، الذين يتعمدون عدم إعادة الألعاب، المشكوك فى صحتها، إذا كانت لصالح النادى المنافس، على عكس مانشاهده عند توليهم إخراج مباريات النادى الذى ينتمون له فالإعادة تكون جاهزة للتأكيد على خطأ الحكم إذا كان فى غير صالح الفريق الذى يشجعه بجنون، والعكس صحيح، ليتحول مخرج المباراة إلى مشجع بعيدا عن المهنية والضمير.

ولعل ما شاهدناه، فى لقاء القمة الأخير، من مخرج المباراة، المعروف بأهلويته الشديدة خير دليل.. ليس عيبًا ان تنتمى لأى نادِ، لكن من غير المقبول ان تكون ميولك واضحة ومستفزة للجميع .. هذا المخرج تعمد إظهار بذاءات وشتائم جمهور الأهلى الموجود بالمدرجات ضد الزمالك ولاعبيه، متجاهلًا انها تصل إلى أسماعنا، وكان من المفترض كتم صوت الجمهور، كما يفعل المخرجين المحترمين، حتى لاتصل للبيوت.

هذا المخرج الذى دفع جماهير الزمالك العريضة، لإطلاق "هاشتاج" على موقع التواصل الإجتماعى"تويتر" تطالب فيه باستبعاده من مهمة إخراج المباريات التى يكون فريقها طرفًا فيها، نظرًا لحالة الاحتقان التى تسبب فيها المخرج المذكور بين الجماهير، وقد اعتبرته مثيرًا للفتنة والتعصب ولأيتسم بالمصداقية والأمانة فى إخراجه للمباريات.

أذن الإخراج التليفزيونى، لمباريات الدورى العام المصرى، يحتاج بشكل كبير الى المزيد من الجهود والتطوير، للوصول الى مستوى يرضى طموح المشاهدين، ويجعل المشاهد وكأنه في الملعب، كما يحدث في الإخراج التليفزيوني لبعض القنوات الرياضية التي تنقل المباريات والدوريات العالمية وحتى فى بعض دول الخليخ.

ولعلني أضع مقترحًا لاتحاد الاذاعة والتلفزيون بأن يختاروا ثلاثة أو أربعة مخرجين من غير أصحاب الانتماءات المفضوحة، للقيام بإخراج المباريات وصقلهم وإعدادهم وتجهيزهم بعلوم وفنون الإخراج، أو يتم تدريبهم عن طريق خبراء الإخراج والتصوير والنقل التليفزيونى الأجانب، على ان يتفرغوا تمامًا لمهمة اخراج المباريات فى البطولات المصرية المختلفة.

كما اننى اضع مقترح اخر، ان تتولى الشركة الراعية، مهمة تصوير وإخراج المباريات، من خلال مخرجين اجانب بإستخدام التقنيات والأساليب الحديثة، حتى يستمتع جمهور المشاهدين بها، كما حدث فى مباراة مصر وغانا بتصفيات افريقيا المؤهلة لكاس العالم، عندما إستعانت الشركة الراعية بمخرجين برتغاليين، ويومها شاهدنا تصويرا وإخراجًا قمة فى الروعة والإتقان، بعيدًا عن المخرج الذى تحول إلى مشجع متعصب يستمتع بسب اللاعبين وبذاءات الجماهير.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط