ماذا تريد السعودية من مصر؟!

يبدو أن العسيري مشغول بالجيش المصري أكثر من انشغاله بالجيش السعودي فهو لم يحدثنا عن موضع القوات البرية السعودية من الحرب، ولم يعلن حجم السيطرة التي حققتها الضربات الجوية المكثفة، وماهي حجم الخسائر التي تكبدتها القوات السعودية ؟، ماهي تكلفة الحرب ومن يدفعها؟، كم عدد المدنيين الذين أزهقت أرواحهم؟، ماهو موقف القوات البرية لباقي دول التحالف ؟، لماذا انسحبت باكستان من التحالف؟، متى ستنتهي الحرب ومن سيتحمل تكلفة إعادة إعمار اليمن؟، كيف ستتعامل السعودية مع حزب الاصلاح اليمني الاخواني المتحالف معها ضد الحوثيين لتكتسب الحرب صبغتها الطائفيه بامتياز؟، كيف سنمحو آثار الحرب من وجدان الأجيال اليمنية التي لن تغفر لمن دمر البنية التحتية لوطنها؟، أسئلة مشروعة كان من الأجدر بالعسيري أن يبحث عن إجاباتها.

حسنا فعل اللواء أحمد العسيري عندما أعلن أن مصر عرضت قوات برية للمشاركة في اليمن، فإذا كان ادعاؤه صحيحا إذن مصر لم تتأخر، وقد نفذ الرئيس المصري وعده عندما أكد أن الجيش المصري على استعداده بمسافة السكة، وإذا كان ما أعلنه غير صحيح فإن الموقف المصري سليم وملتزم بموقف التحالف العربي الذي أكده العسيري في نفس الحوار أن الاستراتيجية المتفق عليها هي عدم وجود قوات غير يمنية على الأرض.

عزيزي اللواء العسيري ماهو المطلوب تحديدا من مصر وجيشها؟ وماهو التقييم الرسمي السعودي لقرار الرئيس عبد الناصر بالمشاركة في حرب اليمن لمساندة الثورة ضد الأنظمة الملكية؟، لماذا دعمت السعودية الرئيس علي عبدالله صالح وضمنت له خروجا آمنا وهو الذي انقلب عليها الان؟، أين الموقف السعودي الحقيقي لكف الإعلام القطري عن مصر؟ .

سيدي العسيري إليك الحقائق التالية:
- الجيش المصري لا يخوض حروبا بالوكالة أو من الباطن بل يخوض حروبه دفاعا عن وطنه وعن الأمن القومي العربي.
- الجيش المصري لم ولن يتورط في حروب طائفية.
- الجيش المصري هو الرادع الوحيد للأطماع الإيرانية.
- الجيش المصري هو المحرر الحقيقي للكويت من العدوان العراقي.
- الجيش المصري هو من تحمل الإساءة من قناة الجزيرة في ظل صمت تام من مجلس التعاون الخليجي.

مصر الضاربة بجذورها في عمق التاريخ صاحبة أقدم جيش نظامي في الوجود، هذا الجيش تحكمه أدبيات وقواعد راسخة حالت دون تورطه مرة واحدة في الاعتداء على الدم العربي، كما حالت دون تخاذله عن نصرة هذه الدماء، الى من لا يعرف قيمة هذا الجيش وحجم تضحياته راجع نفسك قبل أن يتجاوزك التاريخ، هذا الجيش سالت دماء رجاله بما يكفي لكتابة تاريخ الأمة العربية بأسرها.